عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لَعَنَ اللهُ المُتَشَبهِينَ مِنَ الرّجالِ بالنّسَاءِ، وَالمُتشبِهاتِ مِن النّسَاءِ بالرّجَالْ } ، ظاهرة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، ظاهرة قديمة إلا أنها كانت تشكل أقلية قليلة جدا في مجتمعاتنا العربية ، ولم نكن نسمع عنها إلا في البلاد الأوروبية التي تفتقر إلى القيم والأخلاق والوازع الديني التي يفترض أن نتحلى بها في مجتمعنا ، إلا أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر بكثرة بعد الانفتاح الكبير على العالم عبر تكنولوجيا الشبكة العنكبوتية ، التي تكشف خبايا المجتمعات ، وبات من السهل أن يتأثر بها أصحاب النفوس الضعيفة الذين تغيب عنهم الوازع الديني ولم يعودوا يتمسكوا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وعادات وتقاليد مجتمعاتنا المحافظة بطبعها ، فاختلط الحابل بالنابل ، ونسي معظمنا القيم والأخلاق الحميدة ، وأصبحنا نقلد كل ما هو غربي تقليدا أعمى دون أن نفكر بمخاطر هذا التقليد الغير سوي الذي يؤدي بنا إلى الهاوية .

وللأسف الشديد ، ها نحن الآن ندفع ثمن انبهارنا بالمجتمع الغربي أو بكل ما هو سطحي وشاذ في المجتمع الغربي ، فأصبح من العادي أن نشاهد في الأماكن العامة كالأسواق والمراكز التجارية والمتنزهات نماذج لشباب وشابات غريبة جدا ، فالشاب نجده متشبها بالفتاة يضع الحلق في أذنه ويضع مساحيق تجميلية ويلبس لباسا أشبه باللباس النسائي ، وليس هذا فقط ، بل أصبحنا نشاهد وبكثرة ظاهرة تشبه الفتيات بالشباب وربما تكون هذه الظاهرة أكثر انتشارا من ظاهرة تشبه الرجال بالنساء ، خاصة في مجتمعاتنا العربية سواء كانت المحافظة أم المتحررة ، فنجد الفتاة تتصرف مثل الشاب تماما في الحركات والملبس والتصرف والسلوك ، حتى أصبحنا نتساءل ونستغرب إذا كان هذا شابا أم فتاة .

هذه الظاهرة الخطيرة منتشرة كثيرا بين طلاب المدارس والجامعات في السعودية ، وهؤلاء الفتيات اللواتي يختبئن وراء مظهر الرجل هربا من العادات والتقاليد التي قد يرونها خانقة وتكبل طموحاتهن وحريتهن بحسب اعتقادهن ضاربين بعرض الحائط كل الأعراف والتقاليد في مجتمعاتهن ، وكي نكون منصفين لا بد أن نشير هنا إلى دور الأسرة والمدرسة التي تشكل النواة الأساسية في خلق جيل مسلم واعي يفهم جيدا ما أمرنا به الله تعالى ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ويعي تماما ماهي المحرمات التي يجب الابتعاد عنها تماما .

في مقالنا ، نقدم نموذجا حيا لهذه الظاهرة الخطيرة ، تتمثل في شخص اشتهر بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي ، وأحدث ضجة كبيرة بين الشباب في السعودية ، لتصرفاته الغريبة وسلوكه الغير سوي عبر مقاطع الفيديو الذي يقوم بنشرها محاولة منه أن يلفت انتباه المجتمع إليه ، ربما تمردا على تقاليد مجتمعه المحافظ ، أو ربما عقابا لأهله فمن الواضح جدا أن هذا الشخص يعاني من تفكك أسري كبير أدى به إلى الوصول للهاوية ، هذا الشخص هو ” ركون الفراوله ” الشخصية الأكثر انتشارا وجدلا بين مواقع التواصل الاجتماعي ، فلنتعرف على حقيقة هذه الشخصية الغريبة وهل هي فتاة أم شاب ؟!

حقيقة ركون الفراوله :
ركون الفراوله ، هي فتاة وليست شاب كما كان متوقع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، تغيبت عن أسرتها منذ فترة طويلة وتقيم مع أصدقائها ، وهذه الفتاة ظهرت في العديد من مقاطع الفيديو وهي تتقمص دور شاب أو بالأحرى تتشبه بالشباب في جميع تصرفاتهم وسلوكياتهم ، بطريقة الحديث ومظهرها وقصة شعرها ولبسها ، كما أنها تقوم بحركات صبيانية مثيرة وشاذة تتعمد من خلالها لفت الأنظار إليها لتشهر بها نفسها ، ثم تنشر مقاطع الفيديو عبر حساباتها في اليوتيوب والانستقرام وسناب شات ، ونجحت في أن تكون الشخصية الأشهر بالميديا الجديدة ، وأثارت حولها جدلا كبيرا ما بين تخمينات النشطاء كونها فتاة أم شاب ، والأغلبية منهم كانوا يتوقعون بأنها شاب يتشبه بفتاة ، لكن الحقيقة هي العكس تماما فهي فتاة متشبهة بالشباب ، وهذا النوع من الفتيات يطلق عليه محليا أو بين الشباب اسم ” بوية ” ، التي انتشرت كثيرا جدا في المدارس ، وآخرون يطلقون عليها اسم ” درباوية ” وهو مصطلح متداول بين الشباب الغير سوي الذين يتركون منازل أسرهم ، وليس لديهم أي أهداف في الحياة وعاطلين عن العمل ، شغلهم الشاغل مضايقة الآخرين والتمرد على تقاليد المجتمع الذي ينتمون إليه بأساليب منافية لتعاليم الدين وتتعارض مع العادات والتقاليد .

القبض على ركون الفراولة :
منذ فترة يحاول رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ملاحقة الفتاة ركون ، للقبض عليها كونها ظاهرة خطرة على من حولها ، وبالفعل تمكنت الهيئة من القبض عليها في شهر نوفمبر 2015 ، حيث وصلتهم إخبارية عن الأماكن التي تتواجد بها ركون مع أصدقائها ، فتم رصد تحركاتها إلى أن عثر عليها في محافظة الخفجي بالقرب من الحدود الكويتية ، مرتدية الزي الخاص بالشباب وكانت برفقة مجموعة من الشباب من أمثالها ، وقبلها حاولت ركون أن تقاوم رجال الهيئة ولكنها لم تستطع ، ثم تم تحويلها إلى دار الرعاية الخاص بالفتيات ، حتى يصدر قرار قضائي في شأنها ، كما سيتم استدعاء الأشخاص الذين كانوا يأوونها طوال فترة غيابها عن منزل أسرتها .

شاهد :
قصة شيلة ياسعود وعلاقة حياة الفهد بالقصيدة
قصة فتاة النخيل مول وعلاقتها بـ هيئة الامر بالمعروف
حقيقة وفاة المبتعث السعودي ” راكان الثنيان “
اسباب ايقاف و سجن الشاعر عبدالمجيد الزهراني
قصة عشق طمية لقطن و قصيدة الامير خالد الفيصل التي القاها اثناء زيارته مقلع طمية