حسن الظن بالله هو أن يؤمن الشخص بأن كل ما يأتي من عند الله فهو خير، وأن يرضى بكل ما كتبه الله له، فحسن الظن بالله دليل على قوة إيمان العبد وصحة عقيدته، كما أن الشخص الذي يرضى دائما بقضاء الله هو شخص سعيد في الدنيا والأخرة ويتمتع بإيمان قوي.
الأوقات التي يجب على العبد أن يحسن الظن بالله فيها
– عندما يأتيه ملك الموت، حيث روي عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال ” لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– عند المرور بموقف صعب وعند الشعور بالضيق والكرب، فيجب أن يظن العبد في ربه خيرا بأنه سوف ينجيه مما هو فيه، وبأن هذا مجرد إختبار وأن مع العسر يسرا، فقد قال تعالى ” وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ” صدق الله العظيم، فهؤلاء الثلاثة التي تتحدث عنهم الأية الكريمة بعد أن تخلفوا عن القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم، مروا بشدائد وشعروا بأن الأرض قد ضاقت بهم، فتوجهوا إلى الله ليخرجهم مما هم فيه.
– عند قلة الرزق، فقد يمر الشخص بفترة يعاني فيها من قلة الرزق والمال، ويمر بضائقة مالية، ولكن عليه أن يوقن بأن الله سوف يفرجها عليه، وأن ما يمر به إختبار لقوة إيمانه.
– عند التوبة من الذنب، فإذا إرتكب شخص ما ذنب، ثم شعر بعدها بالندم وتأنيب الضمير وقرر التوبة، فيدعوا الله أن يتوب عليه، فيجب أن يكون موقن بالإجابة، لأن هذا يعني إيمانه بأن الله غفور رحيم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحكي عن ربِّه عز وجل فقال: (أذنَب عبدٌ ذنبًا . فقال : اللهمَّ اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى : أذنَب عبدي ذنبًا، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ، ويأخذ بالذَّنبِ، ثم عاد فأذنب، فقال : أي ربِّ اغفرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ، ويأخذُ بالذنبِ، ثم عاد فأذنب فقال : أي ربِّ اغفرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى، أذنبَ عبدي ذنبًا، فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ ، ويأخذ بالذنبِ ، اعملْ ما شئت فقد غفرتُ لك ” رواه مسلم.
كيف يحسن العبد الظن بالله
– من مواكن إحسان الظن بالله أن يبتعد المؤمن عن كل ما نهى الله عنه، وأن يبتعد عن المعاصي، ولو إرتكب ذنب يسارع بالتوبة ودعاء الله، فهو على يقين من أن الله سوف يغفر له، فهو الغفور الرحيم.
– أن يقوم الشخص بكل واجباته وهو وقن بأن الله لن يضيع له تعبه وبأنه سوف يجزيه على قدر مجهوده، فلو كان هناك شخص يسعى لترقية مثلا فيجب أن يبذل مجهود كبير في عمله ويتقن عمله ويظن بالله خيرا بأنه لن يضيع له مجهوده وتعبه.
– أن يكون العبد على يقين وإيمان تام بأن الله كريم، فالله بيده ملكوت السماء والأرض، يرزق من يشاء، وتكون الأرزاق متفاوتة، ولكن لحكمة لا يعلمها إلا الله، فيجب أن يرضى العبد بالرزق الذي كتبه الله له، وأن يكون على علم بأن الرزق ليس مال فقط، فالصحة رزق والأبناء رزق، ومحبة الناس رزق، وغيرها من الأمور التي يتفاوت نصيب كل عبد منها بحسب إرادة الله عز وجل.
أحاديث نبوية عن حسن ظن العبد بربه
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يقول الله أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أن حسن الظن بالله من حسن العبادة ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه أحمد وأبو داود.
– عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” قال الله عزوجل: سبقت رحمتي غضبي ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ” إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَأنًا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه أحمد والبخاري.
– قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عزوجل للمؤمنين يوم القيامة، وما أول ما يقولون له إن الله عزوجل يقول للمؤمنين: هل احببتم لقائي ؟ فيقولون: نعم يارب، فيقول: لم ؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول عزوجل: قد وجبت لكم مغفرتي” .