لعل من اسباب تدوين التفسير دخول من لا يحسن اللغة العربية إلى الاسلام فكان لابد من شرح لمعاني وألفاظ القرآن الكريم و ضعف اللغة العربية عند المسلمين مع توسع اركان الدولة الاسلامية و تعدد اللهجات نقل ما يسمى بالتفسير المأثور عن الصحابة رضوان الله عليهم كانت طرق التفسير عند المتقدمين من العصور الأولى كانت تشتمل على ما سبقهم من التفاسير للصحابة والتابعين و تابعي التابعين اما التفسير عند المتأخرين اعتمدت على شرح التفاسير القديمة و اعتمدت التفسير التاريخي و العلمي و العددي والمواريث والأحكام  لعل من اشهر المصنفات في علم التفسير عند أهل السنة والجماعة تفسير الطبري و ابو منصور الماتريدي و جلال الدين السيوطي ابن كثير و فخر الدين الرازي والقرطبي و البيضاوي  ابن عطية الاندلسي و الزمحشري و الطبراني و ظهر من بعدهم الشروح لأمهات كتب التفسير مثل شرح حاشة الجمل على كتاب الامام السيوطي و شرح ابو حيان الاندلسي و النيسابوري و علاء الدين الخازن و الثعالبي و البروسوي و الألوسي و ابن باديس و وصولًا لعصر الحديث تفسير الشيخ الشعراوي و محمد سيد طنطاوي و حسنين مخلوف .

يعد علم التفسير من أشعر العلوم الإسلامية وأكثرها دراسة هو العلم الذي يختص بتفسير القرآن الكريم ،التفسير لغة الكشف مطلقًا كشف غموض اللفظ اما التفسير اصطلاحًا هو كشف معاني القرآن الكريم و بيان ما المراد منها وهو الأعم والأشمل ولكن علم التفسير لا يتوقف عند الإيضاح وكشف المعنى حيث انه يشمل جميع ضروب البيان لمفردات الآيات وسور القرآن الكريم والتراكيب اللغوية وشرح البيان وشرح اللغة والأحكام ومناسبة النزول وسبب النزول والناسخ والمنسوخ والتشابه بينه وبين نص أخر و عند نزول القرآن الكريم على الرسول صلّ الله عليه وسلم عرف القول في تفسير القرآن الكريم  منذ عهد نزول القرآن ذاته، فالقرآن يفسر بعضه بعضا ولكن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يحتاجون بيان لبعض الاحكام والعلل فكان النبي صلّ الله عليه وسلم يوافيهم عرف العلماء ألوان شتى مختلفة من التفسير سواء تفسير القرآن بالقرآن أو تفسير القرآن الكريم بالسنة المباركة وسار الصحابة على ذلك والتابعين وتابعي التابعين وانتشرت المدارس التفسيرية في جميع امصار العالم الإسلامي وبدأ عصر التدوين وتدوين المصنفات وتفرعت علوم اخرى من التفسير الفقه وأصول الفقه و مباحث علم الكلام و اللغة والبلاغة والأحكام و امور العقيدة حتى اصبح علم التفسير علم قائم بذاته بعيد عن العلوم التي انبثقت منه .

أهم 10 كتب في تفسير القرآن الكريم :

إنّ التفاسير في الدنيا بلا عددٍ ** وليس فيها لعمري مثلُ (كشافي)

إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته ** فالجهل كالداء والكشاف كالشافي

كان من خصائص تفسيره الايضاح والسؤال والجواب نجد ان العلماء من المعتزلة اثنوا على الكتاب من الناحية البلاغية والأدبية ولكن الكتاب كان ملي بحشو الاعتذال قال البلقيني اخرجت من الكشاف اعتزاليات بالمناقيش لم يكن من اهل الحديث ولا المتمكنين في علم الحديث لم يتوسع في المسائل الفقهية يتعرض لها دون الميل إلى مذهبه الحنفي ولا يتعصب لمذهبه الفقهي كما انه كان مقل من ذكر الاسرائيليات ونحى في تفسيره منحى الاعتذال  فشرح في ظل الأصول الخمسة لمذهب المعتزلة و هم : (العدل – التوحيد – الوعد والوعيد – المنزلة بين منزلتين – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

3- تفسير القرآن الكريم لابن كثير : هو عماد الدين ابي الفداء بن كثير القرشي المعرف باسم ابن كثير توفي عام 774 هجرية الف اشهر الكتب الاسلامية المختصة بعلم التفسير ويعد من اشهر ما دون في موضوع التفسير المأثور اي تفسير القرآن بالقرآن يضعه البعض بعد تفسير الطبري في المكانة اختار ابن كثير طريقة التفسير بالرواية و تفسير القرآن بالقرآن و تفسير القرآن بالسنة الشريفة والأحاديث والآثار المسندة إلى اصحابها وأقوال الصحابة والتابعين اهتم ابن كثير باللغة وعلومها واهتم بالأسانيد ونقدها واهتم بذكر القراءات و اسباب النزول قدم مقدمة طويلة تتعلق بالقرآن الكريم كان اكثر كلامه مأخوذ بالنص من ابن تيمية الذي ذكره في المقدمة كان يرجع الأقوال و يضعف الروايات ويصحح بعضها بعضًا كان ينتبه إلى الاسرائيليات وقد حدد موقفه من الروايات الإسرائيلية فقال: ” وإنما أباح الشارع الرواية عنهم، في قوله عن الرسول صلّ الله عليه وسلم : (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) فيما قد يُجوِّزه العقل، فأما فيما تحيله العقول، ويحكم فيه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه فليس من هذا القبيل ” كان يرجح الاقوال ويضع الدليل كان يدخل كثيرًا في المسائل و النقاشات الفقهية ويذكر اقوال العلماء ويشرح الآيات ترجع اهمية تفسير ابن كثير انه كان يذكر الحديث والسند و حكم الحديث و يرجح الاقوال و يقول الرأي الحق دون تعصب و عدم الاعتماد على الاسرائيليات و استيعاب الاحاديث التي تتعلق بالآية.

4- تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي : هو من الكتب الجامعة لتفسير القرآن الكريم كاملًا الجامع لأحكام القرآن، والمبين لما تضمن من السنة وأحكام الفرقان) المؤلف هو أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي توفي عام 671 هجرية الف التفسير الجامع لآيات القرآن الكريم جميعها شاملة الاحكام يعد من افضل كتب التفسير التي اهتمت بالأحكام وصف بأنه اجل التفاسير و اعظمها نفعًا ذكر القراءات و الناسخ و المنسوخ قال القرطبي ان سبب التأليف هو :
” تفسير القرطبي فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجمع علوم الشرع الذي استقل بالسنة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض رأيت أن أشتغل به مدى عمري، وأستفرغ منه منتى، بأن أكتب فيه تعليقا وجيزًا يتضمن نكتًا من التفسير، واللغات، والإعراب، والقراءات، والرد على أهل الزيغ و الضلالات، وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعا بين معانيها، ومبينا ما أشكل منها بأقاويل السلف ومن تبعهم من الخلف” اما طريقة التأليف مقدمة تشرح التفسير والتعليق الوحيز لها ثم الاعراب و القراءات و الرد على اهل الضلال والأحكام و اسباب نزول الآيات كان من شروطه اضافة الاقوال إلى اصحابها و الاضراب عن قصص المفسيرين و لم يزيد من مسائل التي تحتوي على اسباب النزول ، كان القرطبي مالكي المذهب ولكنه لم يكن متعصب لمذهبه المالكي بل كان يمشي وراء الدليل فقط .

5- تفسير الجلالين : لإمامين جلال الدين المحلي و جلال الدين السيوطي ألف القسم الأول منه جلال الدين المحلي حيث بدأ في تفسير سورة الكهف حتى سورة الناس وإضافة فاتحة الكتاب وتوفي عام 864 هجرية قبل ان يكمل باقي التفسير اتمه بعد وفاته السيوطي بدأ بتفسير سورة البقرة حتى أخر سورة الاسراء من هنا جاء تفسير الجلالين نسبة لجلال الدين المحلي و جلال الدين السيوطي كان المحلي يميل إلى الاختصار و قد نهج السيوطي هذا النهج قال في مقدمة التفسير ” تعبير وجيز، وترك التطويل بذكر أقوال غير مرضية، وأعاريب محلها كتب العربية” اعتني التفسير بعدد من الحواش و الاستدراكات منها حاشية الجمل و حاشية الكمالين و حاشة العلامة الصاوي والفتوحات الإلهية .

6- تفسير البيضاوي : هو التفسير الشائع لكتاب انوار التنزيل و اسرار التأويل وضعه القاضي عبد الله بن عمر البيضاوي اشتهر بيه و ذاع سيطه بين سائر الامصار اشتغل بيه العلماء تدريسًا و شرحًا كان الكتاب عظيم الشأن غني بالبيان لخض فيه من الكشاف الاعراب و المعاني و البيان ومن التفسير الكبير الحكمة و ظل يدرس بالأزهر ومعاهد العلم قرون ومن تفسير الراغب الاشتقاق وغوامض الحقائق و لطائف الاشارات ظهرت حواش كثيرة توضحه و تفسره منها حاشية ابو بكر بن الصائع الحنبلي و حاشية الشيخ محمد بن قرة و حاشيى محمد بن عبد الرحمن القاهري الشافعي و حاشية الشيخ الخطيب والخفاجي و القونوي و السيالكوتي والعارف بالله القوجوي.

7- تفسير المحرر الوحيز في تفسير الكتاب العزيز : لابن عطية الأندلسي توفى عام 546 هجرية قال في مقدمة الكتاب ” وقصدت فيه أن يكون جامعا وجيزا محررا لا أذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به وأثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز وأهل القول بعلم الباطن وغيرهم فمتى وقع لأحد من العلماء الذين قد حازوا حسن الظن بهم لفظ ينحو إلى شيء من أغراض الملحدين نبهت عليه وسردت التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة وقصدت تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر كما في كثير من كتب المفسرين ورأيت أن تصنيف التفسير كما صنع المهدوي مفرق للنظر مشعب للفكر وقصدت إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها واعتمدت تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ كل ذلك بحسب جهدي وما انتهى إليه علمي وعلى غاية من الإيجاز وحذف فضول القول” .

8- تفسير ابن المنذر النيسابوري : هو احد كتب التفسير ألفة الامام النيسابوري 241 هجرية -318 هجرية يعد من اجل التفاسير في طبقات المفسرين كان ينقل ما يثبت من اقوال الصحابة و التابعين و يبدئ رأيه في الايات التي تحتمل الاجتهاد لكونه مجتهد كان منهجه في التفسير هو منهج السلف تفسير القرآن بالقرآن و التفسير بالأحاديث النبوية ثم الاثار الواردة عن الصحابة و التابعين كان يسوق الاحاديث الشريفة التي يوردها التفسير يعد التفسير مصدرًا من مصادر نفاسير الصحابة و المفسرين.

9- تذكرة الأريب في تفسير الغريب: أحد كتب تفسير القرآن الكريم ألفه الفقهيه الحنبلي أبو الفرج بن الجوزية قال المؤلف في مقدمة الكتاب ” هذا كتاب اشرت فيه الى ما يغمض علمه ويدق عن ذوى اللب فهمه تذكرة لالى الالباب والله والله تعالى الموفق للصواب ” كان يشرح شرح وافي ويختلف الكتاب عن كل مصنفات غريب القرآن لان كل المصنفات اشتملت على غريب اللفظ و لكنه جمع بين غريب اللفظ و المعنى.

10- تفسير الغز بن عبد السلام : الملقب بسلطان العلماء هو اختصار لتفسير الماوردي المسمى النكت والعيون يمتاز هذا التفسير بجمعه لأقوال السلف والخلف في حجة الاقوال و العاناية باللغة و الكلام والاستشهاد بالشعر و لم يكثر من اخبار الاسرئيليات واختصار ذكرها ولكن يؤخذ عليه انه لم يعين القراءات دون اشارة إلى ذكر القراءة ودون نسب الاقوال إلا في مواضع قليلة كان  يستشهد بأجزاء من أبيات ويدمجها في التفسير دون التنبيه على أنها جزء من بيت، وهذا يوقع في الاشتباه والخلط في الكلام يعتمد منهج العز على النقل بالأساس واللغة مرجع والاختصار مسلك والوضوح مطلب و كشف المعنى هو الغاية .