العمل هو أسمي معاني الحياة ، العمل يعطي للإنسان كيان خاص وهيئة خاصة به مهما اختلفت أنواع الأعمال ، وبمثل عمل الإنسان يؤجر عليه كما قال الله تعالي في سورة التوبة أية 105 “وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” .
فقد حثنا الديني الإسلامي علي العمل والاجتهاد سواء في الأمور الدينية أو الأمور الدنياوية ووعدنا بأننا سنحاسب من جنس أعمالنا فالعمل عبادة ، واليد العاملة التي تسعي علي رزقها الحلال خيراً من اليد التي لا تعمل ، وخير مثال الصحابي الذي صافح يد رسول الله (صل الله عليه وسلم) فوجدها خشنة من العمل فقال له (صل الله عليه وسلم): (هذه يد يحبها الله ورسوله)، ولكن من الممكن أن تحدث بعض الأمور التي تنغص عليك عملك وتسبب لك ضغط نفسي في العمل ، ومن أكبر المشاكل التي تواجه الإنسان في عمله هو تعرضه للضغط نفسي ، ولهذا سنتحدث في مقالتنا هذه عن ضغط العمل .
ضغط العمل
من الممكن أن يسبب ضغط العمل الكثير من المشاكل على الأفراد والمنظمات أيضاً لما يؤثر على الفرد وسلوكياته والتي تسبب فقدان في توازنه وقدرته على أداء مهام عمله على أتم وجه كما أنها تسبب له مشاكل في حياته الشخصية أيضاً خارج نطاق العمل ، ولذلك اهتم العلماء بالدراسة والبحث حول ضغط العمل الذي يؤثر في الفرد من عدة مؤثرات منها المادية والتنظيمية والمعنوية والبيئية التي تسبب هذا الضغط على الفرد والتي تتسبب له عدم اتزان في حياته الشخصية والعملية والصحية أيضاً في بعض الأحيان.
هذا ما جعل الباحثين في هذا المجال يعملون على وضع حلول وإستراتيجيات للأفراد أو المنظمات حتى يستطيعوا السيطرة على هذه المشكلة حتى تقل سلبياتها وبالتالي يزداد أداء الموظف في عمله عن طريق تذليل الصعوبات التي تسبب هذه المشكلة وتحقيق المتطلبات التي يحتاجها الفرد في العمل.
التعريف العلمي لضغط العمل
ضغوط العمل هي الضغوط التي تسبب الإجهاد النفسي على الفرد في مكان عمله بسبب الفروقات الموجودة بين متطلبات العمل وقدرات الفرد وإمكانياته والدعم والمساعدة المقدمة له ، الجميع يعلم الشعور بالضغط النفسي والذي ليس شرط أن يحدث في العمل فقط فالكثير منا قد تعرض للضغط النفسي في المنزل مع أسرته أو في المدرسة والجامعات بسبب متطلبات الدراسة التي من الممكن أن تسبب ضغط نفسي وبدني على الطلبة ، ولكن هذا الضغط من الممكن أن يكون طبيعي ولكن تحدث المشكلة إذا استمر هذا الضغط لفترات طويلة .
علامات ضغط العمل
من الممكن أن يكون ضغط العمل من الأمور الجديدة التي تجعلك تزيد من مهاراتك وتجعلك في استعداد دائم على العمل والتأهب لأداء عملك على أكمل وجه ، ولكن إذا زادت مدة هذا الضغط واستمر لوقت طويل سوف يسبب لك العديد من المشاكل الصحية النفسية أو الجسدية ، مثل تعرضك لنوبات من الاكتئاب والعصبية والقلق الإصابة بالإعياء المزمن والإرهاق الشديد .
هناك نوعان من علامات ضغط العمل ، علامات بدنية تظهر على جسد الفرد وعلامات غير بدينة تظهر في سلوكياته وحالاته النفسية.
العلامات البدنية لضغط العمل
-شعور الفرد بالإعياء .
-ألم في الصدر مع تسارع في ضربات القلب .
-الشعور بالغثيان أو الإمساك أو الإسهال .
-انخفاض اهتمام الفرد بالجنس .
-من الممكن أن يصاب الفرد بنزلات البرد في أغلب الأحيان .
-الآلام في بعض أجزاء الجسم والإصابة بنوبات صداع توتر عصبي .
-الإصابة بنوبات تنفس سريع مع التعرق بصورة مفرطة .
-فقدان الشهية .
-الإصابة بالأرق ومشاكل في النوم .
العلامات الغير بدنية لضغط العمل
-يصبح الفرد سريع الانفعال .
-يفقد ثقته بنفسه ، وغياب الدقة في عمله .
-يشعر بالإحباط والذنب .
-يشعر دائماً بالإرهاق .
-الأفكار المتصارعة .
-التفكير السلبي .
-قلق مفرط .
-مشكلات الذاكرة .
عوامل تسبب ضغط العمل
-عمل الفرد لساعات طويلة وتكليفه بأعمال إضافية ، وعدم أخذ فترات للراحة واستكمال العمل في الإجازات وفي المنزل .
-العمل بنظام النوبات .
-العمل بقسوة أو العمل تحت ضغط تحديد وقت معين وبسرعة لتحقيق أهداف صعبة وغير واقعية في بعض الأحيان .
-إتاحة سيطرة محدودة لك على طريقة قيامك بمهام عملك واضطرارك لتنفيذ الأوامر .
-أن يكون إسهامات الفرد محدودة جداُ في القرارات التي يتم اتخاذها داخل المؤسسة الكبيرة .
-كثرة العمل على الفرد بدون دعم كافي من المدرين أو المشرفين أو زملاء العمل حتى ولو كان هذا الدعم معنوي .
-انعدام شعور الفرد بالأمن الوظيفي في عمله .
-المتطلبات الذهنية العالية التي يحتاجها العمل ، وكذلك الأعمال التي تحتاج إلى اتخاذ قرارات حاسمة وذات مسؤولية عالية على الفرد حيث تسبب هذه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الأفراد الكثير من الضغوط النفسية لهم .
-عدم قدرة الفرد على فهم دوره الوظيفي في المؤسسة وتحمله العديد من المسؤوليات والأعمال التي هي في الأساس ليست من نطاق عمله .
-التواصل الضعيف بين الأفراد في المؤسسة وعدم القدرة على تكوين صداقات .
-الصراع الدائم والمشاكل التي تحدث بين الزملاء في العمل وبين المديرين أيضا .
-التعرض للتنمُّر .
-عدم تقديم المكافأة العادلة للأفراد والتقدير المناسب لهم على أعمالهم .
-سوء الإدارة في المؤسسة من المديرين والمشرفين ونقص في العدالة التنظيمية .
-التمييز بين الموظفين سواء في العرق أو الشكل أو الجنس .