نزل كلام الله عز وجل على حبيبه ورسوله (صل الله عليه وسلم) عن طريق الوحي المنزل من سيدنا جبريل ، فكان على شكل ايات متفرقة .

اليات تسجيل القران الكريم

كانت الايات والسور تكتب على يد كتاب الوحي في عهد الرسول على العسب وأوراق الشجر والرقاع والعظام والحجارة، وكانت تجمع بغير ترتيب لا في كتاب واحد مثل ما هو اليوم ، وبعد موت الرسول (صل الله عليه وسلم) قام الصحابة بالاجتماع على ترتيب القران على حسب نزوله وعلى حسب ترتيب الرسول للايات ، وتم تدوين القران الكريم حتى يحفظ من التحريف والضياع ، حيث تم جمعه في عهد سيدنا عمر بن الخطاب في مصحف واحد كبير.

اتجاهات علماء المسلمين في ترتيب القران الكريم

ولكن كيف تم ترتيب سور القران الكريم :

ترتيب توقيفي

هناك نوعين في ترتيب القران الكريم أولهم وهو الترتيب التوقيفي الذي كان بوحي ثابت من الله سبحانه وتعالى الذي أمر به رسوله عن طريق جبريل عليه السلام ، ولهذا دليل ما رواه الإمام أحمد عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: أنه كان جالساً عند رسول الله وإذا بشخص ببصره ، ثم صوبه ، ثم قال «أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من السورة»، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) سورة النحل آية 90.

ترتيب اجتهادي

وهي ما اجتهد به الصحابة الكرام في ترتيب القران الكريم وكان هذا الاتجاه عليه إجماع قليل ، حيث أن أغلب العلماء كانوا يتجهون نحو الاتجاه التوقيفي.

تسمية سور القران الكريم

فإذا كان الترتيب في الايات توفيقياُ من الله عز وجل ، فلا شك أن أسماء السور أيضاً هي توفيقية والتي يبلغ عددها 114، والدليل على هذا قول ابن العباس: لما نزلت أخر آية على النبي (صل الله عليه وسلم) (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) فقال له جبريل عليه السلام (يا محمد، ضعها على رأس ثمانين ومائتي آية من سورة البقرة).

مراحل جمع القران

تمت مراحل جمع القران في ثلاثة عهود متفرقة على النحو التالي :

المرحلة الأولى : كان القران الكريم يتنزل على رسول الله مفرقاً ، ثم كان جبريل عليه السلام يراجع معه كل عام في شهر رمضان ، ثم يقوم بتلقينه لكتاب الوحي ليكتبوا على جريد النخل والعظام والصخور وغيرها.

المرحلة الثانية : كان في عهد سيدنا أبو بكر بعد أن قام سيدنا عمر بن الخطاب بإقناعه بضرورة جمع القران بسبب أن حفظة القران كانوا يقتلون في حروب الردة وخشوا أن يضيع القران معهم وقال له (إنّ القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقرّاء القران، وإنّي أخشى أن يستحرّ القتل بالقرّاء بالمواطن فيذهب كثير من القران، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القران)، فقال له أبو بكر أنه يخشى أن يفعل ما لا لم يفعله سيدنا محمد إلا أنه اقتنع في النهاية وتم جمع القرآن الكريم وتم وضعه في بيت أبي بكر ثم انتقل إلي بيت عمر بن الخطاب ثم إلي بيت أم المؤمنين حفصة بن عمر وكان هو اول من جمع القران .

المرحلة الثالثة : بسبب اتساع الرقعة الإسلامية في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه ، زاد الخلاف بين المسلمين بسبب القراءات السبع للقرآن حيث أن القرآن الكريم قد نزل بسبع حروف، فقام سيدنا عثمان بجمع القرآن على حرف واحد ، وكانت هذه هي المرحلة الأخيرة التي بقي عليها القرآن إلى وقتنا هذا.

تحصين الأطفال بالقران

وقد ورد في تحصين الاطفال الكثير من الأحاديث عن النبي الذي لا ينطق عن الهوى، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس قال: (كانَ النبيُّ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ) .

وفي تحصين الأطفال من الشياطين في وقت الغروب، قول رسول الله (إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ، أوْ قالَ: جُنْحُ اللَّيْلِ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فإنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ، وأَغْلِقْ بَابَكَ واذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ واذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وأَوْكِ سِقَاءَكَ واذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وخَمِّرْ إنَاءَكَ واذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، ولو تَعْرُضُ عليه شيئًا).

وروي الإمام البخاري في تحصين الأطفال وكفهم من الشوارع في الغروب في قوله: (خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وأَوْكُوا الأسْقِيَةَ، وأَجِيفُوا الأبْوَابَ واكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ العِشَاءِ، فإنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وخَطْفَةً، وأَطْفِئُوا المَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ، فإنَّ الفُوَيْسِقَةَ رُبَّما اجْتَرَّتِ الفَتِيلَةَ فأحْرَقَتْ أهْلَ البَيْتِ).