لقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون نور وهدى لعباده في الأرض ، وقد جاء القرآن على هيئة سور ولكل سورة اسم يميزها عن الأخرى ، كما أن لكل اسم من أسماء هذه السور معنى عظيم ؛ حيث يمثل كل اسم مفتاحًا للسورة وأهدافها ، وقد ورد القرآن الكريم في 114 سورة ، وكل سورة تحمل معنى وهدف عظيم ، كما أن سور القرآن الكريم تشتمل على العديد من الفضائل التي تحقق المعجزات في حياة الإنسان مثل سورة البقرة و سورة يس ، وفيما يختص بموضع السور فهناك ترتيب سور القران كما علمها الله تعالى لجبريل الذي نزل بالوحي للنبي الكريم.
أسماء سور القران
من الراجح ذكره أن أسماء السور في القرآن الكريم قد جاءت توفيقية ؛ بمعنى أن الله عزّ وجل قد علمها لجبريل عليه السلام والذي نقلها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم علمها النبي لكتبة الوحي ، ومن هنا انتشرت السور بأسمائها المختلفة بين الأمة الإسلامية ، وبذلك فإن أسماء السور القرآنية هي وحي من الله تعالى لرسوله ولا اجتهاد فيها ، كما ورد في الرأي الراجح أن ترتيب السور القرآنية أيضًا توفيقي جاء من عند الله تعالى حينما علمه لجبريل عليه السلام الذي نزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد نزلت سور القرآن باسم واحد مثل النساء والأنعام ، غير أن بعض السور حملت اسمين لما تشتمله من معاني مشتركة مثل سورة “محمد” حيث يُطلق عليها سورة “القتال” ، وكذلك عُرفت سورة “الجاثية” باسم سورة “الشريعة” ، وهناك قسم ثالث فيه تُسمى مجموعة من السور باسم واحد مثل إطلاق اسم “الزهراوين” على سورتي “البقرة” و “آل عمران” ، كما أُطلق اسم “المعوذتين” على سورتي “الفلق” و “الناس” ، وكذلك عُرفت السور التي تبدأ بـ “حم” باسم “الحواميم”.
أسماء سور القرآن تبعًا لترتيبها القرآني هي ” الفاتحة (أم الكتاب _ أم القرآن _ السبع المثاني _ الحمد _ الشفاء) ، البقرة ، آل عمران ، النساء ، المائدة ، الأنعام ، الأعراف ، الأنفال ، التوبة (براءة) ، يونس ، هود ، يوسف ، الرعد ، إبراهيم ، الحجر ، النحل ، الإسراء (بني إسرائيل) ، الكهف ، مريم ، طه ، الأنبياء ، الحج ، المؤمنون ، النور ، الفرقان ، الشعراء ، النمل ، القصص ، العنكبوت ، الروم ، لقمان ، السجدة ، الأحزاب ، سبأ ، فاطر ، يس ، الصافات ، ص ، الزمر ، غافر (المؤمن) ، فصلت (حم _ سجدة) ، الشورى .
الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف ، محمد ، الفتح ، الحجرات ، ق ، الذاريات ، الطور ، النجم ، القمر ، الرحمن ، الواقعة ، الحديد ، المجادلة ، الحشر ، الممتحنة ، الصف ، الجمعة ، المنافقون ، التغابن ، الطلاق ، التحريم ، الملك (تبارك) ، القلم ، الحاقة ، المعارج ، نوح ، الجن ، المزمل ، المدثر ، القيامة ، الإنسان ، المرسلات ، النبأ ، النازعات ، عبس ، التكوير ، الانفطار ، المطففين ، الانشقاق ، البروج ، الطارق ، الأعلى ، الغاشية ، الفجر ، البلد ، الشمس ، الليل ، الضحى ، الشرح ، التين ، العلق ، القدر ، البينة ، الزلزلة ، العاديات ، القارعة ، التكاثر ، العصر ، الهُمزة ، الفيل ، قريش ، الماعون ، الكوثر ، الكافرون ، النصر ، المسد ، الإخلاص ، الفلق ، الناس “.
معاني سور القران
قد يكون لفظ اسم السورة القرآنية غير موجود داخل السورة نفسها ، وذلك يحدث من أجل ملاحظة أحد معانيها المهمة ؛ مثل سورة الفاتحة وهي السورة الأعظم في القرآن الكريم ؛ حيث تشتمل على فضائل لا توجد في غيرها من السور ، وتوجد مجمل المعاني القرآنية في هذه السورة ، وهي السورة التي يحتاجها المسلم في كل صلاة ، وقد عُرفت بعدة أسماء منها “فاتحة الكتاب ؛ أم الكتاب ؛ سورة الحمد ؛ السبع المثاني” ، ومع أن اسمها الفاتحة إلا أن هذه الكلمة غير موجودة بين ألفاظها صراحةً ؛ إلا أنها تعبر عن معنى عميق لهذه السورة حيث أوضحت كلمة الفاتحة أن السورة هي أول القرآن لمن يرغب أن يقرأ القرآن من بدايته ، كما أنها السورة التي تميزت كأول سورة يسمعها السامع ويحفظها الحافظ ويتعلمها المتعلم.
ومن أهم الأدوات التي تساعد في فهم الهدف من السورة هو الاهتمام بالمعنى المتكرر داخل السورة ، ومن ثَم يحدث ربط ما بين المعنى والمقصد الذي جاء باسم السورة ، وكذلك من الضروري التمعن في مقدمة السورة وخاتمتها لمعرفة المقصد منها ، وإن جاء اسم السورة متعلقًا بأحد الأنبياء فإن التعرف على قصة النبي الوارد ذكره والوقوف على علاقة هذه القصة بالمعنى المتكرر من الأمور المهمة في تفسير الهدف من اسم السورة مثل سورة “يونس” ؛ حيث تكرر بداخلها الحديث عن الوحي واتباع أوامر الله تعالى ، وجميع الأنبياء قد أُمروا بالخضوع لله تعالى والصبر على أذى الكفار ، وكل ذلك من المعاني وغيرها تحمله هذه السورة.