أصعب فراق يواجهه الإنسان في حياته، هو الفراق بعد موت الأقارب أو بموت شخص عزيز عليه، فلا أحد يستطيع العيش بدون لقاء الأحباب، ولكن على المسلم الرضا بقضاء الله فالموت علينا حق وهو سنةٌ من سنن الله تعالى وكل إنسان مقدر له العيش لفترة معلومة عند الله سبحانه وتعالى، ثم يأمر بعدها بقبض روحه، وقد أمرنا الله بإكرام الميت والصلاة عليه والدعاء له ثم دفنه، حتى يكسب المسلم أجر الصلاة عليه في الجنازة.
حكم صلاة الجنازة
– إن الصلاة على الميت هي فرض كفاية على المسلم لأخيه المسلم، فإذا قام بها البعض سقط الإثم عن البقية، وإن لم يفعلها أحد يؤثم الجميع.
– صلاة الجنازة مشروعة للرجال فقط ومحرمة على النساء
أهمية صلاة الجنازة
– أن الصلاة على الميت والمشي في الجنازة والذهاب إلى المقابر، لها أهمية كبيرة للمسلم فهي تجعله يزهد في الدنيا، فتكون له عظة وعبرة.
– الموت أكبر عظه للمسلم فهو يجعله يفكر في الاستعداد للموت ولا يغفل عن حساب الآخرة.
فضل صلاة الجنازة
– ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شهد الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط، ومن تبعها حتى تدفن فله قيراطان” قيل وما القيراطان؟ قال: جبلين عظيمين أصغرهما مثل أُحُد” متفق عليه.
– وفي رواية أخرى للحديث أن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ قَالَ:”مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَاناً وَاحْتِسَاباً، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فَإنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاط” متفق عليه
– تنشر الألفة وتنهي المشاحنات فأن مشاركة المصلين في الصلاة ومواساة أهل الميت ومشاركتهم في حزنهم يمحي أي أثر سيء في القلب.
– إذا صلى على الميت أكثر من أربعين مصلي فهم يشفعون له يوم القيامة، فعنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أرْبَعُونَ رَجُلاً، لا يُشْرِكُونَ بِالله شَيْئاً إِلا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ». أخرجه مسلم.
– عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ، إِلا شُفِّعُوا فِيهِ». أخرجه مسلم.
– عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من عزى أخاه المؤمن في مصيبة كساه الله حُلةً خضراء يُحْبَرُ بها يوم القيامة، قيل: يا رسول الله، ما يُحبرُ؟ قال: يغبط ” رواه الألباني.
شروط الصلاة على الميت
– يشترط في صلاة الميت طهارة الجسم وطهارة الثوب والمكان وستر العورة واستقبال القبلة، وحضور النية.
– أن يكون الميت مات على دين الإسلام.
– أن يتم تغسيل الميت حتى يكون طاهر البدن من أي نجاسة.
– أن يتقدم الميت أمام المصلين ويحضر بدنه كاملاً أو جزء منه أو حتى رأسه.
– أن يتم وضع الميت على الأرض ويكون بدنه بمحاذاة الإمام.
أوقات لا يصلى فيها الجنازة
– عنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الجُهَنِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ثَلاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ يَنْهَانَا أنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ. أخرجه مسلم.
كيفية الصلاة على الميت
– طريقة الصلاة على الميت يقف الإمام في الصلاة على رأس الميت إذا كان رجلاً، بينما يقف على وسط الميت إذا كانت امرأة ثم يصلي الناس وراء الأمام
التكبيرة الأولى
– يكبر المسلم التكبيرة الأولى ويقرأ سورة الفاتحة.
التكبيرة الثانية
يكبر المصلي التكبيرة الثانية ثم يقرأ نصف التشهد “اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آله إبراهيم، إنَّك حميد مجيد”.
التكبيرة الثالثة
يكبر المصلي التكبيرة الثالثة ثم يدعو للميت بالرحمة والمغفرة ورفع الدرجات.
التكبيرة الرابعة
– يكبر المصلي التكبيرة الرابعة ثم يدعو لجميع أموات المسلمين، وقد صح عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه كان يقول عندما يدعو للميت: “اللَّهمَّ اغفرْ لَهُ وارحمهُ، وعافِهِ واعفُ عنهُ، وأكْرِم نُزَلَهُ، ووسِّع مُدَخلَهُ، واغسلْهُ بالماءِ والثَّلجِ والبَردِ، ونقِّهِ منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ، وأبدِلهُ دارًا خَيرًا مِن دارِهِ، وأهلًا خَيرًا مِن أهلِهِ، وزَوجًا خَيرًا مِن زَوجِهِ، وأدخِلهُ الجنَّةَ ونجِّهِ منَ النَّارِ” ثم يسلم عن يمينه ثم عن شماله.