عمرو بن كلثوم التغلبي هو شاعر جاهلي مِن أصحاب المعلقات لقب بالكثير مِن الألقاب المميزة أهمها أبو الأسود، وقد ولد عمرو بن كلثوم في شمال الجزيرة العربية تحديداً في بلاد تُعرف بإسم ربيعة، وقد ولد عمرو بن كلثوم سنة 526ميلادياً وتوفي سنة 584 ميلادياً أي أنه لم يعش أكثر مِن 58 عام فقط خلالهم تجول في البلاد بحثاً عن الرزق فذهب للشام والعراق ونجد ونشر فيهم كثيراً مِن أشعاره الرائعة.

اشهر قصائد ” عمرو بن كلثوم “

1- قصيدة ما بامرئ من ضؤلة في وائل

ما بِامرِئٍ مِن ضُؤلَةٍ في وائِلٍ وَرِثَ الثُوَيرَ وَمالِكاً وَمُهَلهِلا
خالي بِذي بَقَرٍ حَمى أَصحابَهُ وَشَرى بِحُسنِ حَديثِهِ أَن يُقتَلا

ذاكَ الثُوَيرُ فَما أُحِبُّ بِفَضلِهِ عِندَ التَفاضُلِ فَضلَ قَومٍ أَفضَلا
عَمي الَّذي طَلَبَ العُداةَ فَنالَه بَكراً فَجَلَّلَها الجِيادَ بِكِنهَلا
وَأَبي الَّذي حَمَلَ المِئينَ وَناطِقُ المَعروفِ إِذ عَيِّ الخَطيبُ المِفصلا.

2- وكنت امرءاً لو شئت أن تبلغ الندى

وَكُنتَ اِمرَءاً لَو شِئتَ أَن تَبلُغَ النَدى بَلَغتَ بِأَدنى نِعمَةٍ تَستَديمُها
وَلَكِن فِطامُ النَفسِ أَثقَلُ مَحمَل مِنَ الصَخرَةِ الصَمّاءِ حينَ تَرومُها

3- فاختار منها لجبة ذات هزم

فَاِختارَ مِنها لُجبَةً ذاتَ هَزَم حاشِكَةَ الدَرَّةِ وَرهاءَ الرَخَم.

4- أمن ريحانة الداعي السميع

أمِن رَيحانَةَ الداعي السَميعُ يُؤَرِقُني وأَصحابي هُجوعُ.

5- أنهدياً إذا ما جئت نهداً

أَنَهدِيّاً إِذا ما جِئتَ نَهداً وَتُدعى بِالجَزيرَةِ مِن نِزارِ
أَلا تُغني كِنانَةُ عَن أَخيه زُهَيرٍ في المُلِمّاتِ الكِبارِ
فَيَبرُزَ جَمعُنا وَبَنو عَدِيٍّ فَيُعلَمَ أَيُّنا مَولى صُحارِ.

6- لنا حصون من الخطي عالية

لَنا حُصونٌ مِنَ الخَطِّيِّ عالِيَةٌ فيها جَداوِلُ مِن أَسيافِنا البُترِ
فَمَن بَنى مَدَراً مِن خَوفِ حادِثَةٍ فَإِنَّ أَسيافَنا تُغني عَنِ المَدَرِ.

7- أنذرت أعدائي غدا

أَنذَرتُ أَعدائي غَداةَ قَناً حُدَيّا الناسِ طُرّا
لا مُرعِياً مَرعىً لَهُم ما فاتَني أَمسَيتُ حُرّا

حُلواً إِذا اِبتُغِيَ الحَلوَةُ وَاِستُحِبَّ الجَهدُ مُرّا
كَم مِن عَدُوٍّ جاهدٍ بِالشَرِّ لَو يَسطيعُ شَرّا

يَغتابُ عِرضي غائِب فِإِذا تَلاقَينا اِقشَعَرّا
يُبدي كَلاماً لَيِّن عِندي وَيَحقِرُ مُستَسِرّا

إِنّي اِمرُؤٌ أُبدي مُخلَفَتي وَأَكرَهُ أَن أُسِرّا
مِن عُصبَةٍ شُمِّ الأُنوفِ تَرى عَدُوَّهُمُ مَصِرّا

أَفَناءُ تَغلِبَ والِدي وَيَدي إِذا ما البَأسُ ضَرّا
وَالرافِعين بِناءَهُم فَتَراهُ أَشمَخَ مُشمَخِرّا

وَالمانِعينَ بَناتِهِم عِندَ الوَغى حَدَباً وَبرّا
وَالمُطعِمينَ لَدى الشِتءِ سَدائِفاً مِنَ النَيبِ غُرّا

وَلَقَد شَهِدتُ الخَيلَ تَحتَ الدارِعينَ تَزُرُّ زَرّا
نازَعتُ أَولاها الكَتيبَةِ معجِماً طِرفاً طِمِرّا.

8- ألم يأتيك والأنباء تنمي

أَلَم يَأتيكَ وَالأَنباءُ تَنمي بِما لاقَت سَراةُ بَني العُبَيدِ.

9- نكرُ بنات حلابٍ عليهم

نَكرُ بَناتِ حَلّابٍ عَلَيهِم وَنَزجُرُهُنَّ بَينَ هلّاً وَهابَ.

10- ليجز الله من جشم بن بكر

لِيَجزِ اللَّهُ مِن جُشَمَ بنِ بَكرٍ فَوارِسَ نَجدَةٍ خَيرَ الجَزاءِ
بِما حاموا عَلَيَّ غَداةَ دارَت بِوادي الأَخرَمَينِ رَحى صُداءِ

بِضَربٍ تَشخَصُ الأَبصارُ مِنهُ وَطَعنٍ مِثلِ أَفراغِ الدِلاءِ
صَباحَ الخَيلُ دامِيَةٌ كُلاه تَرَقَّصٌ بِالفَوارِسِ كَالظِباءِ

وَأَعرَضَ فارِسُ الهَيجاءِ جَحشٌ وَجَحشٌ نِعمَ حامِيَةِ النِساءِ
فَنادى في العَجاجَةِ أَينَ عَمروٌ كَأَنّي فَقعَةٌ أَو طَيرُ ماءِ

فَأَطعَنُهُ وَقُلتُ لَهُ خُذَنَّه مُشَوَّهَةً تَبجِسُ بِالدِماءِ
فَما اِفتَرَقَت لِذاكَ نَباتُ نَعشٍ وَلا كَسَفَت لَهُ شَمسُ السَماءِ

قَتَلنا مِنهُمُ سَبعينَ جَحش وَوَلَّونا بِأَقفِيَةِ الإِماءِ
وَأُبنا بِالهِجانِ مُردَفاتٍ خَطَبناهُنَّ بِالأُسلِ الظِماءِ
وَقُدنا مِنهُم سَرَواتِ قَومٍ كَجُربِ الإِبلِ تُطلى بِالهِناءِ.

11- ألا أبلغا عني سليماً وربه

أَلا أَبلِغا عَنّي سُلَيماً وَرَبَّهُ فَزيدا عَلَيَّ مِئرَةً وَتَغَضُّبا
فَإِن كانَ جِدٌّ فَاِسعَيا ما وَسِعتُم وَإِن كانَ لِعبٌ آخِرَ الدَهرِ فَاِلعَبا

وَمِن يَعدِلُ اللَيثُ المُجَرَّبُ وَقعُهُ بِجِسلَينِ لَمّا يَعدُوا أَن تَضَبَّبا
لَحى اللَهُ أَدنانا إِلى اللُؤمِ زُلفَةً وَأَعجَزَنا خالاً وَأَلأَمَنا أَبا
وَأَجدَرَنا أَن يَنفُخَ الكيرَ خالُهُ يَصوغُ القُروطَ وَالشُنوفَ بِيَثرِبا.

12- جلبنا الخيل من كنفي أريكٍ

جَلَبنَا الخَيلَ مِن كَنَفَي أَريكٍ عَوابِسَ يَطَّلِعنَ مِنَ النِقابِ
كَأَنَّ إِناثَها عِقبانُ دَجنٍ إِذا طُؤطِئنَ في بَلَدٍ يَبابِ

صَبَحناهُنَّ عَن عُرُضٍ تَميم وَأَتلَفَ رَكضُنا جَمعَ الرِبابِ
فَأَفنَينا جُموعَهُمُ بِثَأجٍ وَكَرَّت بِالغَنائِمِ وَالنِهابِ
فَكَم عَفَّرنَ مِن وَجهٍ كَريمٍ غَداةَ لَقيتُهُم وَالنَقعُ كابِ.

13- رددت على عمرو بن قيس قلادةً

رَدَدتُ عَلى عَمرِو بنِ قَيسٍ قِلادَةً ثَمانينَ سوداً مِن ذُرى جَبَلِ الهَضبِ
فَلَو أَنَّ أُمّي لَم تَلِدني لَحَلَّقَت بِها المُغرِبُ العَنقَاءُ عِندَ أَخي كَلبِ

أَبَيتُ لَهُ مِن أَن يَكونَ اِختِيارُهُ عَطاءَ المَوالي مِن أَفيلٍ وَمِن سَقبٍ
وَلَم تَرَ عَيني مِثلَ مُرَّةَ فارِس غَداةَ دَعا السَفّاحُ يالَ بَني الشَجبِ

وَما كانَ مِن أَبناءِ تَيمٍ أَرومَةً وَلا عَبدِ وُدٍّ في النِصابِ وَلا الصُلبِ
وَزَلَّ اِبنُ كُلثومٍ عَنِ العَبدِ بَعدَم تَبَرّا لَهُ مِن خالِدٍ وَبَني كَعبِ.

14- ألا من مبلغ عمرو بن هند

أَلا مَن مُبلِغٌ عَمرَو بنَ هِندٍ فَما رُعِيَت ذَمامَةُ مَن رَعَيتا
أَتَغصِبُ مالِكاً بِذُنوبِ تَيمٍ لَقَد جِئتَ المَحارِمَ وَاِعتَدَيتا

فَلَولا نِعمَةٌ لِأَبيكَ فين لَقَد فُضَّت قَناتُكَ أَو ثَوَيتا
أَتَنسى رِفدَنا بِعُوَيرِضاتٍ غَداةَ الخَيلُ تَخفِرُ ما حَوَيتا

وَكُنّا طَوعَ كَفِّكَ يا اِبنَ هِندٍ بِنا تَرمي مَحارِمَ مَن رَمَيتا
سَتَعلَمُ حينَ تَختَلِفُ العَوالي مَنَ الحامونَ ثَغرَكَ إِن هَوَيتا

وَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍ تُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتا
إِذا جاءَت لَهُم تِسعونَ أَلف عَوابِسُهُنَّ وَرداً أَو كُمَيتا.