الشعر الجاهلي من أهم أنواع الشعر العربي ، هذا النوع من الشعر يضم عدد كبير من الفنانين و الأدباء ، و يمتاز هذا الشعر بالرصانة و قوة اللفظ و غيرها.
عمرو بن قميئة
عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك الثعلبي البكري الوائلي النزاري ، هو أحد أشهر الشعراء الجاهليين ، و قد نشأ هذا الشاعر يتيما و عاش في الحيرة ، و قد كن صديقا لأمرؤ القيس ، قال عنه بعض الكتاب أنه ليس من العرب أصلا ، و قيل أن له أربعة أبناء ، و قد كان من أقدم الشعراء الجاهليين ، و قد عرف عن هذا الشاعر أنه كان شابا جميل الوجه و كان محبا للحياة و للحب ، و يذكر أنه قد عاش في الحيرة لفترة من الزمن .
قصائد عمرو بن قميئة
قصيدة خليلي لا تستعجلا
خليليَّ لا تستعجلا أَنْ تَزوّدا
وأَمْ تَجْمَعَا شَمْلِي وتَنْتظِراً غَدَاً
فما لَبَثٌ يَوْماً بِسَابِقِ مَغْنَمٍ
ولا سُرْعَتِي يَوْماً بِسَابِقَة ِ الرَّدَى
وإنْ تُنْظِرَانِي الْيَوْمَ أَقْضِ لُبَانَة ً
وتَسْتَوْجِباَ مَنّاً عَلَى َّ وتُحْمَدَا
لعمركَ ما نفسٌ بجِدٍّ رشيدة ٌ
تُؤَامِرُنِي سِرّاً لإِصْرِمَ مَرْثَدَا
وإنْ ظَهَرَتْ مِنْهُ قَوَارصُ جَمَّة ٌ
وأفرعَ في لومي مِراراً وأَصعدا
عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ أَنْ أَكُونَ جَنَيْتُهُ
سوى قول باغٍ كادني فَتَجَهَّدا
لَعَمْرِي لَنِعْمَ المْرَءْ تَدْعُو بِحَبْلِهِ
إذا ما المنادي في المَقامة ِ نَدّدا
عَظِيمُ رَمَادِ القِدْرِ لا مُتَعَبِّسُ
ولا مُؤْيسٌ منها إذا هو أَوْقدا
وإنْ صَرَّحْت تَحْلٌ وهَبَّتْ عَرِيَّة ٌ
من الرِّيح لم تتركْ لذِي المالِ مِرْفدا
صَبَرْتُ عَلَى وَطْءِ المَوَاليِ وحَطْمِهِمْ
إذا ضنّ ذو القُربى عليهم وأُخمدا
ولم يحمِ فَرْجَ الحيِّ إلا مُحافِظٌ
كريمُ المحيا ماجدٌ غيرُ أَحْردا
ارى جارتي
أرى جارتي خَفّتْ، وخفّ نَصيحُها
وحبّ بها، لولا النّوى ، وطُمُوحها
فَبِينيِ عَلَى نَجْمٍ شَخِيسٍ نُحُوسُهُ؛
أَشْأَمُ طَيْرِ الزَّاجِرِينَ سَنِيحُهَا
فَإنْ تَشْغَيِ فَالشَّغْبُ مِنِّي سَجِبَّة ٌ
إذا شِيمتي لم يُؤتَ منها سَجِيحُها
أُقَارِضُ أَقْوَاماً ، فَأُوْفِي قُرُوضَهُمْ
وعَفٌّ إذَا أَرْدَى النُّفُوسَ شَحِيحُهَا
على أنّ قومي أَشْقذوني فأصبحت
دياري بأرض غيرِ دانٍ نُبُوحُها
تَنفَّذَ مِنْهُمْ نافِذَاتٌ فَسُؤْنَنِي
واَضْمَرَ أَضْغاناً عَلَى َّ كُشُوحُهَا
فقلت: فراقُ الدارِ أجملُ بينِنا
وقضدْ يَنْتَئِ عن دَارِ سَوْءٍ نَزِيحُهَا
على أنني قد أدّعي بأبيهم
إذا عَمّتِ الدّعوى وثابَ صَريحُها
وأني أرى دِيني يُوافق دِينَهُم
إذا نسكوا أفراعُها وذَبيحُها
إن أك قصرت
إنْ أكُ قد أقْصرْتُ عن طولِ رحلة ٍ
فيا ربَّ أصحابٍ كِرَامِ
فقلت لهم: سيروا فِدى خالتي لكم
أما تَجدونَ الرِّيحَ ذاتَ سَهامِ
فقاموا إلى عِيْسٍ قد انضمَّ لحمُها
مُوقَّفة ٍ أرساغُها بخدامِ
وقمتُ إلى وجناءَ كالفَحل جَبْلة ٍ
تُجاوبُ شَدّي نِسعَها بِبُغام
فأُدلِجُ حتى تطلُعَ الشمسُ قاصداً
ولو خُلطت ظَلماؤها بقَتام
فأوردتُهُم ماءً على حينِ وردهِ
عليه خليطٌ مِنْ قطاً وحَمامِ
وأهونُ كفٍّ لا تضيرك ضيرة ً
يدٌ بين أيدٍ في إناءِ طعامِ
يدٌ من بعيدٍ أو قريبٍ أتت به
شآمية ٌ غبراءُ ذاتُ قَتامِ
كأني وقد جاوَزْتُ تسعين حِجَّة ً
خلَعْتُ بها يوماً عِذَارَ لِجامِي
على الراحتين مرة ً وعلى العصا
أنوءُ ثلاثاً بعدهنَّ قِيامي
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أَرى
فكيف بمن يُرمى وليس يِرامِ
فلو أنها نبلٌ إذاً لاتَّقيتُها
ولكنني أُرمى بغير سِهامِ
إذا ما رآني الناسُ قالوا : ألمْ تكنْ
حديثاً جديد البزِّ غير كَهَامِ
وأفنى ، وما أُفني من الدهرِ ليلة ً
لوم يُغنِ ما أًفنيتُ سلك نِظامِ
وأهلكني تأميلُ يومٍ وليلة ٍ
وتأميلُ عامٍ بعدَ ذاكَ وعامِ
يا لهفت نفسي
يا لهفَ نفسي على الشباب ولم
أفقد به إذ فقدتُهُ أَمَمَا!
قد كنت في مَيْعة ٍ أُسرُّ بها
أمنعُ ضَيْمي وأُهبِط العُصُما
وأسحب الرّيط والبرود إلى
أدنى تجاري وأَنفُض اللِّمما
لا تغبطِ المرءَ أم يُقالَ لهُ
أمسى فلانٌ لعمرِهِ حكمَا
إنْ سرَّه طولُ عيشهِ ، فلقد
أضحى على الوجهِ طولُ ما سَلِما
إِنَّ من القوم مَنْ يُعاشُ به
ومنهمُ مَنْ تَرى به دَسَما