حيث ان المسجد في الإسلام هو عبارة عن البيت الذي يؤدي به المسلمون صلاة الجماعة في أوقاتها، كذلك يمكن ان يستخدم لغايات دينية أخرى مثل  الاحتفال بالمناسبات الدينية والدروس الدينيّة،  والله عز وجل قد اصطفى  أماكن من الأرض وخصها بالفضائل وعظمها بالحرمات وجعلها مقدسة، فمكة المكرمة هي بيت الله وهي قبلة للمسلمين، والمدينة المنورة يوجد فيها مسجد الرسول الكريم صل الله عليه وسلم، وفي القدس يوجد الشريف المسجد الأقصى المبارك.

المدينة المنورة

المدينة المنورة تعتبر المكان الأكثر قدسية بعد مكة المكرمة، والله عز وجل قد خصها  في كثير من الخصائص عن غيرها من الأماكن ، فلا يدخلها الدجال، وايضا فيها مضاعفة الأجر والثواب للعبادات، كما ان النبي صل الله عليه وسلم قد خصها ببناء مسجده فيها وكذلك مشاركته أصحابه في بنائه.

و الرسول الكريم صل الله عليه وسلم حث على بناء المساجد في المدينة المنورة كما انه حرص على انتشارها في ربوعها، فكثرت  المساجد حتى وصل عددها إلى السبعين مسجد ولكن البعض منها غير معروف موقعه حالياً.

فضل الصلاة في المسجد النبوي

فهو يعتبر أهم المساجد الموجودة في المدينة المنورة وكذلك مسجد احد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا. فهذه وان هذه المساجد الثلاث الله قد خصها بالأجر أكثر من غيرها من مساجِد الكرة الأرضية، فالصلاة في المسجد النبوي الشريف تعادل ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، حيث قال النبي صل الله عليه وسلم: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى)

وكذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاةٌ في مسجِدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ إلَّا المسجدَ الحرامَ وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ).

وان هذا المسجد يحتوي في جنباته قبر نبينا الكريم، وكذلك قبر خليفةِ المسلمين الأول أبو بكر الصديق، وايضا قبر الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب، والمسجد النبوي  قد تم بناءه بعد هجرته صل الله عليه وسلم بعام، وهذا المسجد يعد أحد أكبر المساجد في العالم، وهو ثاني أقدس موقع في الإسلام بعد المسجد المكي.

أحكام زيارة المسجد النبوي الشريف

– ان الله شرع السفر إلى المدينة من أجل الصَلاة في المسجد النبوي الشريف في أي وقت.

– ان الصلاة في المسجد النبوي لا ترتبط بالحج.

– من المستحب صلاة ركعتي عند دخوله تحية المسجد .

–  كما انه يستحب بعد الانتهاء من الصلاة زيارة قبر النبي صل الله عليه وسلم وكذلك قبور صحابته رضوان الله عليهم، وان هذه القبور كانت خارج حرم المسجد ولكنها ضمت إليه  بعد توسعته.

–  لزائر المدينة المنورة  يستحب له أن يصلي في مسجد قباء.

– كذلك لمن يزور المدينة يستحب له أن يزور مقبرة البقيع، وكذلك قبور شهداء معركة اُحد.

– ان الرسول صل الله عليه وسلم نهى عن الجلوس على القبور.

– ان بعض المسلمين  يقعون في خطأ عندما ينوون زيارة المدينة بقصد زيارة قبر النبي صل الله عليه وسلم، ولكن يجب القصد هو الصلاة في مسجد رسول الله أولا ثم زيارة قبره صل الله عليه وسلم.

– كما ان الرسول صل الله عليه وسلم نهي زيارة القبر من قبل النساء.

– كذلك لا يجوز  رفع الصوت بالدعاء عند قبر النبي صل الله عليه وسلم بل يمنع.

الروضة الشريفة والصلاة فيها

الروضة الشريفة  تعد جزء من المسجد النبوي، لأنها تقع داخله، وانه جاء في بيان منزلتها  وفضلها حديث للنبي صل الله عليه وسلّم، يقول فيه: (ما بين بيتي ومنبَري رَوضَةٌ من رياضِ الجنةِ)، وان العلماء ذكروا في معنى هذا الحديث الشريف عدد من الأقوال، وهي:

 القول الأول

أنه يعتبر مكان فيه الانسان يتحصل على السعادة والطمأنينة، بالعبادة التي يؤديها فيها، مثلما يحصل له ذلك في الجنة ورياضها.

القول الثاني

أن العبادة في الروضة طريق لدخول الجنة ونعيمها.

 القول الثالث

أن الروضة الشريفة قطعة حقيقة من الجنة، وأنّها  يوم القيامة ستنتقل إلى مكانها في الجنة.

وان العلماء قد اوضحوا أن الصلاة في الروضة الشريفة مستحبة  للمسلم، سواء أكانت  هذه الصلاة فريضة أم نافلة، ويستحب فيها كذلك الجلوس للذكر والدعاء، وقراءة القرآن والاعتكاف، ونحو ذلك من الطاعات والعبادات، وذلك لما فيها من مضاعفة الأجر والثواب، ويجب على الإنسان أن يتنبه إلى عدم جواز مزاحمة الناس، وكذلك إيذائهم من أجل الوصول إليها، والصلاة فيها، لان إيذاء الناس حرام، والصلاة في الروضة مستحبة، فلا يعقل أن يرتكب الإنسان  الحرام من أجل فعل الأمر المستحب.

كذلك يجب علي المسلم العلم بأن الأهم هو تقوى الله، وليس مجرد التعبد والصلاة في الروضة الشريفة، واما سبب تخصيص ذلك المكان دون غيره بذلك الفضل فهو أمر تعبدي، ولله تعالى أن يصطفي من الأماكن والأزمان والأشخاص ما يشاء، كما ان له في ذلك الحكمة البالغة التي قد لا يطلع الإنسان عليها.