فترة الحيض هي تلك الفترة التي تمر بها المرأة بشكل شهري ، تلك الفترة التي تتوقف فيها عن آداء العبادات و الاتصال الجنسي ، و هناك عدد من التعاليم الدينية التي تتعلق بتلك الفترة.

الصفرة والكدرة بعد الحيض

سنتعرف على مفهوم الكدرة والحكم الخاص بنزولها، وهو عبارة عن سائل يتم خروجه من المرأة سواء كان قبل الحيض أو بعده، ويكون ذلك السائل متغير بكدرة بمعنى أن لونه يميل إلى اللون الأحمر ولكن الأحمر ليس لون واضحا أو ظاهرا كما يكون في معظم الأحوال مختلط ببعض العروق التي لونها أحمر مثل العلفة، أما بالنسبة للصفرة فهو أيضا عبارة عن سائل يتم خروجه من المرأة سواء كان ذلك قبل أو بعد فترة الحيض، ويكون ذلك السائل متبوع بلون أصفر ولذلك أطلق عليه اسم الصفرة وهو اشبه بماء الجروح.

أحاديث شريفة عن الكدرة

فقد ذكر عن الطهارة فيما يتعلق بالكدرة أو الصفرة حيث جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا رأيت أنك قد طهرت واستيقنت فصلي)، وجاء في رواية عن القاسم بأن الكدرة والصفرة لا يعتبروا حيضا إذا كان هناك لون أسود يتوسطهم وذلك في هذا الحديث: (إذا رأيت الدم الأسود فأمسكي عن الصلاة، حتى إذا كان الصفرة فتوضئي وصلي).

مفهوم الكدرة

عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المرأة ترى ما يريبها بعد الطهر: (إنما هو عرق أو عروق)، وجاء ايضا في رواية عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها عن الكدرة قالت: (كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا)، وجاء أيضا في رواية أخرى: (كنا لا نعد الكدرة والصفرة في أيام الحيض حيضا).

حكم رؤية الكدرة قبل الحيض

ذكر علماء الإسلام أن الحكم الخاص برؤية المرأة للكدرة قبل الحيض بحيث تتوقف عن أداء العبادات ثم يأتي الحيض فتستمر في توقفها عن العبادات فهذا يعتبر غير صحيح، فقد أشاروا العلماء إلى أن الكدرة التي تسبق الحيض أحيانا لا تعتبر حيض وذلك في حالة أنها ممكن أن تكون قبل موعده كما أنه لم يأتي إليها أي أعراض خاصة بالحيض مثل الألم في البطن أو في الظهر، ولذلك فيجب على المرأة أن تقوم بإعادة أداء العبادات التي قامت بتركها في الوقت الخاص بالكدرة.

حكم الكدرة والصفرة بعد الطهارة

– أشاروا علماء الإسلام إلى أن الحكم الخاص بنزول الصفرة أو الكدرة بعد الطهارة، وقد أشاروا أيضا إلى أن في حالة طهارة المرأة من الحيض يمكنها رؤية القصة البيضاء وهو عبارة عن سائل أبيض بعد أن يتوقف الحيض وينقطع، وبعد أن ترى المرأة القصة البيضاء يعتبر كل ما تراه المرأة سواء من صفرة أو كدرة أو رطوبة أو نقطة لا يعتبر أبدا حيض.

– هذا بحيث تتمكن المرأة أن تؤدي عباداتها باستمرار دون أن تنقطع أو تتوقف عنها فلا تتوقف عن الصوم أو الصلاة أو حتى الجماع مع الزوج، فقد جاء في حديث نبوي عن الطهارة ما روي عن نساء الصحابة، إنهن كانوا يرسلن الكرسف إلى السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين، والمقصود بالكرسف القطن الذي يوجد به دم، فكانت تجيب عليهن وتقول لا تعجلن حتر ترين القصة البيضاء.

حكم رؤية الصفرة قبل الحيض

قام علماء الإسلام بالإشارة إلى أن في حالة رؤية المرأة للصفرة وهي التي عبارة عن سائل لونه أصفر في وقت الحيض ولكن لا يوجد أي أعراض للحيض مثل آلام البطن والظهر، فلا تعتبر هذه الصفرة حيض حتى وإن كانت في الوقت الخاص بالحيض، ولذلك يجب أن تستمر تلك المرأة في عباداتها وعدم التوقف أو الانقطاع عن أدائها حتى يأتيها الأعراض المعروفة عن الحيض.

حكم نزول مادة لونها بني تشبه الكدرة قبل الحيض

– أشار علماء الإسلام إلى أن نزول مادة لونها بني تشبه الكدرة وذلك لمدة أكثر من يوم ثم بعد ذلك نزول الحيض بعد تلك الفترة بنفس عدد الأيام الخاصة به الطبيعية، فإن نزول هذه المادة لا تعتبر حيض، وإن كانت الأيام منفصلة عن فترة الحيض فتقوم المرأة باستكمال عباداتها من صلاة أو صوم ولكن يجب أن تقوم بالوضوء في جميع الأوقات حتى يتم انقطاعها مثل دم الاستحاضة.

– أما إذا كانت الأيام التي تنزل بها المادة البنية متصلة بفترة الحيض وأيامه فلا يمكننا أن نعتبر هذه الصفرة أو الكدرة مثل الاستحاضة، ولكن في تلك الحالة يمكن أن يتم اعتبارها من الحيض، وفي هذه الفترة لا يمكن أن تقوم هذه المرأة بأداء أي عبادة مثل الصلاة والصوم وغير ذلك من العبادات التي يمنعها الحيض.

– إذا تطهرت المرأة من الحيض ثم رأت بعد ذلك صفرة أو كدرة فلا يجب أن تعتبرها من الحيض ولكن ممكن أن تعتبرها مثل البول، وتتوضأ ثم تقوم بإكمال عبادتها فذلك لا يعتبر حيضا، وإذا كانت تصوم فتكمل صيامها ولا تنقطع عن أي عبادة لأن ذلك لا يعتبر حيض، فقالت أم عطية الأنصارية رضي الله عنها: (كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا).