ما يجوز قتله من الحيوانات وما لا يجوز قتله من الأمور التي يتسائل حولها الكثير من الناس، فهناك حيوانات قد أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بقتلها في الحل والحرم، وهناك ما يجوز ذبحه وإتخاذه كطعام، وهناك ما حرم على المسلم قتله نهائيا، وسوف نتناول هذا الأمر بالتفصيل.

ما يجوز قتله من الحيوانات

ما يجوز قتله من الحيوانات خمسة حيوانات كما ذكر عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ، كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ، يُقْتلْنَ فِي الحَرَم: الْغُرَابُ، والحِدَأَةُ، والعَقْرَبُ والفَأْرَة وَالْكَلْبُ العَقُورُ ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والمعنى من الحديث أن ما يجوز قتله من الحيوانات هي الحيوانات تسبب الأذى للإنسان، ولهذا فإنه يجوز للمسلم قتلها في الحل والحرم والإحرام، حتى لا تتسبب بالأذى، وهذه الحيوانات هي:

– الغراب، حيث أن الغراب يتسبب في إفساد الثمار والمزروعات ولهذا فإن قتله حلال، بل ويجب قتله.
– الحدأة حيث أنها أيضا تسبب الأذى، حيث أنها تسرق الثياب والحلي.

– العقرب لأنه من الممكن أن يلسع الإنسان ويتسبب في مرضه أو حتى موته.
– الفأرة حيث أن الفئران تثقب الحوائط وتخرب المنازل وأيضا تحمل العديد من الأمراض، ولهذا فإن قتلها حلال.

– الكلب العقور، وهذا يعني الكلب الذي يهاجم الناس ويسبب لهم الأذى، أما لو كان لا يسبب الأذى ومسالم فلا يجوز قتله.
ويرى بعض العلماء أن أي حيوانات أخرى على شاكلة هذه الخمسة، وتتسبب في الأذى للإنسان فإنه يجوز قتلها، وهناك من يرى بأن هذه الحيوانات لا تؤكل، ولهذا فإن أي حيوان لا يؤكل يجوز قتله ولا يدفع عنه فدية، وهناك من يرى بأن الحديث يقصد هذه الحيوانات الخمسة دون غيرها، ولا يجوز قتل غيرها من الحيوانات.

وهناك أيضا الحيوانات المستأنسة والتي يجوز ذبحها وتناولها، فهذه الحيوانات ذبحها حلال مثل كبهيمة الأنعام أو الدجاج وغيرها من الحيوانات والطيور التي يربيها الإنسان بنفسه، وهناك أيضا الحيوانات البرية التي يجوز صيدها ولكن فقط من أجل تناولها أو بيعها والإستفادة منها، أما صيد الحيوانات لمجرد اللهو واللعب فهو أمر محرم قد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عنه.

الحيوانات التي لا يجوز قتلها

هناك أربع حيوانات نهي المسلم عن قتلها، وهي الهدهد والصرد والنمل والنحل، ولكا منها قصة خاصة به، وسبب لتحريم قتله، وهي كالتالي:

الهدهد

قد تم تحريم قتل الهدهد بسبب قصته المعروفة مع سيدنا سليمان، حيث أنه سيدنا سليمان كان يتفقد الطير فلم يجد الهدهد فقال كما ذكر في سورة النمل الأية 20، قال تعالى ” مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ” صدق الله العظيم، فلم يحكم سيدنا سليمان على الهدهد بأنه غائب، وتوعده سيدنا سليمان بأنه إن لم يقدم سبب قوي لتغيبه فسوف يعذبه أو يذبحه.

ولما عاد الهدهد وعلم بما حدث ذهب لسيدنا سليمان وقال له بكل ثقة ” أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ” سورة النمل الأية 22، وقص عليه الهدهد قصة ملكة سبأ والتي تسجد هي وقومها للشمس من دون الله، وبهذا كان الهدهد السبب وراء إيمان مملكة سبأ، ولهذا قد حرم الرسول عليه الصلاة والسلام قتل الهدهد.

طائر الصرد

هذا الطائر من الحيوانات التي نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن قتلها، فأولا هي لا تؤكل، كما أن هناك حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يحرم قتل الصرد لأنه أول من صام عاشوراء، وبالرغم من أن إسناد هذا الحديث ضعيف، ولكن الحديث الذي نهى فيه الرسول عن قتل الاربع حيوانات ذو إسناد قوي.

النمل

لقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن قتل النمل ما دام لا يؤدي، أما لو كان النمل يتسبب لك في الأذى، فحاول في البداية طرده من المنزل، فإن لم تتمكن وكان يسبب لك أذى ففي هذه الحالة يجوز قتله، ويجب العلم بأن النمل أنواع، فهناك أنواع مؤذية يجب قتلها وهناك أنواع لا تسبب الأذى وهذه الأنواع هي التي حرم الرسول عليه الصلاة والسلام قتلها.

النحل

النحل من الحشرات المفيدة والتي لا تتسبب في الأذى، بل إنها تصنع لنا النحل والذي هو شفاء للناس ويحتوي العديد من الفوائد، ولهذا حرم قتل النحل، ولكن في بعض الحالات يترك بعض النحل منحله ويذهب بعيدا بحيث يكون من الصعب إرجاعه وقد يتسبب في الضرر للناس، فالنحل يلسع ولسعته قوية، وهناك أشخاص لديهم حساسية من النحل وقد تتسبب لسعة النحل في موته، ففي هذه الحالة يجوز قتل النحل، فقط في حالة كانت النحلة تتسبب في الأذى والضرر، أما غير ذلك فلا يجوز قتلها.