لا ننكر فضل سورة يس على الرغم من هذا، ولكن لم ترد أحاديث صحيحة بشأنها، وبالتالي لا يجوز أن نردد هذه الأحاديث، ويجب أن نعلم أنها ضعيفة أو موضوعة، فما ورد من أقوال في فضل سورة يس، ما هو إلا اجتهاد منهم ليس عليه دليل من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أو أقوال الصحابة والتابعين، وبالتالي هذا الاجتهاد لا يجوز أن ننسبه إلى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل يجب أن يتم نسبه لمن قاله، حتى يكون عليه صوابه أو خطؤه، حيث قال الله تعالى : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ” .

وبالطبع هناك ممن يدعو بأدعية غير صحيحة فيستجيب الله له، لذا نجد الشيخ ابن تيمية رحمه الله يقول : ” ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطرا اضطرارا لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له، لصدق توجهه إلى الله، وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركا، ولو استجيب له على يد المتوسل به، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي في النار، إذا لم يعف الله عنه ” .

ويقول ابن تيمية رحمه الله : ” ومن هنا يغلط كثير من الناس، فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين عبدوا عبادة أو دعوا دعاء، ووجدوا أثر تلك العبادة وذلك الدعاء، فيجعلون ذلك دليلا على استحسان تلك العبادة والدعاء، ويجعلون ذلك العمل سنة، كأنه قد فعله نبي، وهذا غلط لما ذكرناه، خصوصا إذا كان ذلك العمل إنما كان أثره بصدق قام بقلب فاعله حين الفعل، ثم تفعله الأتباع صورة لا صدقا، فيضرون به، لأنه ليس العمل مشروعا فيكون لهم ثواب المتبعين، ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل، الذي لعله بصدق الطلب وصحة القصد يكفر عن الفاعل ” .

وردت في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تتحدث عن فضل سورة يس، ومنها:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له". (رواه الترمذي).

  • وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يس في مرضه، فمات، دخل الجنة". (رواه الترمذي).

  • وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة يس في قبر ميت، غفر له". (رواه ابن ماجه).

وتدل هذه الأحاديث على أن لسورة يس فضلًا كبيرًا، فهي مباركة، ومن قرأها في ليلة، أو في مرضه، أو عند قبر ميت، غفر له.

وهناك فضل آخر لسورة يس، وهو أنها تريح القلب وتطمئن النفس، وتزيل الهم والحزن، وتجعل الإنسان يشعر بالقرب من الله تعالى.

ولذلك، ينصح المسلم بقراءة سورة يس كل يوم، أو في أوقات الشدة والهم، أو عند زيارة المقابر.

وفيما يلي تفصيل لفضائل سورة يس:

  • الرحمة والمغفرة:

ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أن من قرأ سورة يس في ليلة، أو في مرضه، أو عند قبر ميت، غفر له. وهذا فضل عظيم لسورة يس، فهي مباركة تمنح الرحمة والمغفرة لمن يقرأها.

  • الراحة والطمأنينة:

سورة يس سورة هادئة جميلة، تريح القلب وتطمئن النفس، وتزيل الهم والحزن. ومن قرأها يشعر بالقرب من الله تعالى، ويجد الراحة والسعادة.

  • قضاء الحوائج:

ورد عن بعض الصالحين أن من قرأ سورة يس بنية قضاء حاجة، فإن الله تعالى يقضيها له. وهذا فضل آخر لسورة يس، فهي تفتح أبواب السماء، وتيسر قضاء الحوائج.

ولذلك، ينصح المسلم بقراءة سورة يس كل يوم، أو في أوقات الشدة والهم، أو عند زيارة المقابر، لينال فضلها العظيم.