عرف المتنبي على انه الشاعر الذي قتله شعره، فقد قال المتنبي مجموعة من الابيات التي كانت السبب في قتله، فقد قام المتنبي بهجاء ضبة بن يزيد الاسدي العيني، وقد كان ذلك من خلال قصيدته التي كان اسمها البائية، وقد كانت واحدة من سقطات المتنبي، فما هي قصة تلك الابيات ولماذا كانت السبب في موته.
ما هو الشعر الذي قتل صاحبه
كان مطلع الابيات يقول، ما أنصف القوم ضبة وأمه الطرطبة، كان في يوم من الإيام الطيب المتنبي عائد الى بغداد وقد كان برفقة ابنه محسد وغلامه ايضا، وفي اثناء رحلته الى العودة قد ظهر امامه فاتك بن ابي جهل الاسدي وتعرض له، هو وعدد كبير من اصحابه، كما انه يذكر بان المتنبي قد ادرك انه مغلوب واراد ان يقوم بالفرار، ولكن قال له غلامه لا يتحدث عنك الناس بالفرار وانت القائل، الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم.
فهنا قال له المتنبي، قتلتني قتلك الله، ثم عاد مرة أخرى الى القتال حتى تم قتله، حتى انه قتل معه وقتها ابنه وغلامه، وهنا كان مقتل المتنبي بسبب شعره، حتى انه قد تم قتله في النعمانية التي تقع على مقربة من دير العاقول من الجهة الغربية من سواد بغداد، كما ان حادثة القتل نفسها فقد حدثت في حياة كافور الاخشيدي، كما يقال أيضا بان عضد الدولة البويهي له يد في مقتل المتنبي.
من هو المتنبي
قد اشتهر كثيرا باسم المتنبي ولكن اسمه في الأصل هو احمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، وقد كان يكنى بابي الطيب، وقد كان المتنبي من الشعراء الحكماء وكان مفخرة من مفاخر الادب العربي، فقد كان للمتنبي الكثير من الامثال السائدة وأيضا الحكم البليغة، وقد كانت ولادته أيضا في الكوفة في منطقة تدعى كندة، وقد كبر وترعرع في الشام، وعاش حياة متنقلة في البادية، حيث انه قد كان طالب للأدب بشكل كبير، ومحب كثيرا لعلوم اللغة العربية.
كما انه قد تنبا في بادية السماوة بين الكوفة والشام، الامر الذي كان السبب في اسره من قبل امير حمص ونائب الاخشيد، وقد مكث في السجن حتى تاب عن تلك الدعوة التي كان يدعوا لها، كما انه يذكر ان المتنبي قد تعلم القراءة والكتابة في الكتاب، وكان يحرص بشكل كبير ان يلازم دكاكين الوراقين بشكل كبير.
شعر المتنبي
قد ظهرت تلك الموهبة الكبيرة عند المتنبي في صباه، وقد كانت تتميز اشعاره بالأحكام وقوة الصياغة، وأيضا عدم التكلف والتصنع، وقد كان شعره يتصف بالعذوبة والجمال، وأيضا بقوة اللغة والبيان، كما ان المتنبي قد كتب في كل الأغراض الشعرية والتي تتمثل في الهجاء وأيضا في المدح، والرثاء والغزل، والوصف وغيرها من أنواع الشعر.
بعض اشعار المتنبي
ما أنصف القوم ضبَّة وأمُّه الطرطبَه رموا برأس أبيه
وباكوا الأم غلبه وإنمَّا قلت ما قلت رحمةً لا محبه وحيلة لك حتى عذرت لو كنتَ تأبه وما عليك من القتل إنَّما هي ضربَه وما عليك من الغدر إنما هو سبة وما يشقُّ على الكلب أن يكون ابن كلبَه ما ضرَّها من أتاها وإنَّما ضر صلبَه.
بأبي الشُّموسُ الجانِحاتُ غَوارِبَا اللاّبِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبَا
ألمُنْهِباتُ عُقُولَنَا وقُلُوبَنَا وجَناتِهِنّ النّاهِباتِ النّاهِبَا
ألنّاعِماتُ القاتِلاتُ المُحْيِيَاتُ المُبْدِياتُ مِنَ الدّلالِ غَرائِبَا
حاوَلْنَ تَفْدِيَتي وخِفْنَ مُراقِبًا فوَضَعْنَ أيدِيَهُنّ فوْقَ تَرَائِبَا وبَسَمْنَ عَنْ بَرَدٍ خَشيتُ أُذِيبُهُ من حَرّ أنْفاسي فكُنْتُ الذّائِبَا
يا حَبّذا المُتَحَمّلُونَ وحَبّذا وَادٍ لَثَمْتُ بهِ الغَزالَةَ كاعِبَا
كَيفَ الرّجاءُ منَ الخُطوبِ تخَلُّصًا منْ بَعْدِ ما أنْشَبنَ فيّ مَخالِبَا.
كمْ قَتيلٍ كمَا قُتِلْتُ شَهيدِ لِبَياضِ الطُّلَى وَوَرْدِ الخُدودِ
وَعُيُونِ المَهَا وَلا كَعُيُونٍ فَتَكَتْ بالمُتَيَّمِ المَعْمُودِ دَرَّ
دَرُّ الصَّبَاءِ أيّامَ تَجْرِيــرِ ذُيُولي بدارِ أثْلَةَ عُودِي عَمْرَكَ الله!
هَلْ رَأيتَ بُدورًا طَلَعَتْ في بَراقِعٍ وعُقُودِ رَامِيات
ٍ بأسْهُمٍ رِيشُها الهُدْبُ تَشُقّ القُلوبَ قبلَ الجُلودِ
يَتَرَشّفْنَ مِنْ فَمي رَشَفَاتٍ هُنّ فيهِ أحْلى مِنَ التّوْحيدِ
كُلُّ خُمْصَانَةٍ أرَقُّ منَ الخَمْــرِ بقَلْبٍ أقسَى مِنَ الجُلْمُودِ.
أيَدْري الرَّبْعُ أيَّ دَمٍ أراقَا وَأيَّ قُلُوبِ هذا الرّكْبِ شَاقَا
لَنَا ولأهْلِهِ أبَدًا قُلُوبٌ تَلاقَى في جُسُومٍ ما تَلاقَى
ومَا عَفَتِ الرّياحُ لَهُ مَحَلًّا عَفَاهُ مَنْ حَدَا بِهِمِ وَسَاقَا
فَلَيْتَ هوَى الأحبّةِ كانَ عَدلاً فَحَمّلَ كُلّ قَلبٍ ما أطَاقَا
نَظَرْتُ إلَيْهِمِ والعَينُ شَكْرَى فَصارَتْ كُلّهَا للدّمعِ مَاقَا
وَقَدْ أخَذَ التّمامَ البَدْرُ فيهِمْ وَأعْطاني مِنَ السّقَمِ المُحاقَا و
بَينَ الفَرْعِ والقَدَمَينِ نُورٌ يَقُودُ بِلا أزِمّتِهَا النّياقَا وَطَرْفٌ
إنْ سَقَى العُشّاقَ كأسًا بهَا نَقْصٌ سَقانِيهَا دِهَاقَا وَخَصْرٌ
تَثْبُتُ الأبْصارُ فِيهِ كأنّ عَلَيْهِ مِن حَدَقٍ نِطاقَا سَلي
عَنْ سِيرَتي فَرَسي ورُمحي وَسَيْفي والهَمَلَّعَةَ الدِّفَاقَا.