الزكاة، هي زكاة المال “الزكاة على الثروة”، وإعطاء الزكاة في الإسلام كالتزام أو ضريبة دينية، والتي حسب الترتيب القرآني تالية بعد الصلاة في الأهمية باعتبارها واحدة من أركان الإسلام الخمسة، والزكاة هي واجب ديني لجميع المسلمين الذين يستوفون معايير الثروة اللازمة/ كما إنها مساهمة خيرية إلزامية، وغالبا ما تعتبر ضريبة، ولعبت المدفوعات والنزاعات حول الزكاة دورا رئيسيا في تاريخ الإسلام، خاصة خلال حروب الرضا .

ما هي الزكاة

تعتمد الزكاة على الدخل وقيمة كل ممتلكات الفرد، وعادة ما يكون 2.5٪ (أو 1/40) من إجمالي مدخرات وثروة المسلم أعلى من الحد الأدنى المعروف باسم النصاب، ولكن العلماء المسلمين يختلفون حول مقدار النصاب وجوانب الزكاة الأخرى، ووفقا للعقيدة الإسلامية، يجب دفع المبلغ المحصل للفقراء، وجامعي الزكاة المحتاجين، وكانت مع الفقراء لتحريرهم من العبودية، وتخفيف عبء الديون في سبيل الله، ولصالح المسافر العالق، واليوم في معظم البلدان ذات الأغلبية المسلمة، تكون مساهمات الزكاة طوعية، بينما في دولة (ليبيا ، ماليزيا، المملكة العربية السعودية، السودان، واليمن)  يتم فرض الزكاة وجمعها من قبل الدولة .

زكاة الفطر بالكيلو

الصاع النبوي يساوي أربع أمداد، والمد يساوي ملء اليدين المعتدلتين، أما بالنسبة لتقديره بالوزن فهو يختلف باختلاف نوع الطعام، حيث إن صاع القمح يختلف عن صاع الأرز، وكذلك صاع التمر يختلف عن صاع الأرز، وبناء على ذلك اختلف العلماء في مقدار وزنه؛ فمنهم من قدرها بـ 2176 غراما، ومنهم من قدرها بـ 2040 غراما، وكذلك منهم من قدرها بـ2751 غراما، وقدرتها اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية بحوالي ثلاثة كيلو غرامات، فإذا أخرج المسلم ثلاثة كيلو غرامات فقد احتاط وأخرج صاعا كاملا، أما بالنسبة لتقدير زكاة الفطر بالرطل فقد ذهب كل من الشافعية والمالكية والحنبلية إلى أنه يساوي حوالي خمسة أرطال وثلثا بالعراقي، أما المذهب الحنفي فقد ذهب إلى أنها تساوي ثمانية أرطال بالعراقي، ولا بد من الإشارة إلى أن ضبط الصاع بالأرطال في الوقت الحاضر صعب جدا .

مقدار زكاة الفطر

مقدارها كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم صاعا من أي من الطعام، أو التمر، أو الشعير، أو الزبيب، والمقصود بالطعام هو ما يقتاته أهل البلد، مثل الأرز أو القمح، ومقدارها بالكيلوغرام لا يمكن تحديد المقدار تماما بالكيلوغرام، نظرا لأن الصاع من كل شيء يختلف عن غيره، فمثلا صاع الطعام لا يساوي صاع التمر أو الشعير، وعلى وجه التقريب فإن الصاع يساوي ثلاثة كيلوغرامات، ومقدارها بالمال تجيز بعض دور الإفتاء التابعة لبعض الدول إخراج زكاة الفطر بالمال، وذلك تيسيرا على المعطي والآخذ، ومثل ذلك ما يحدث في فلسطين، حيث تصدر دار الإفتاء الفلسطينية كل عام الحد الأدنى من المبلغ الجائز دفعه كزكاة، حيث جاء فيما يتعلق بالعام 2015م/ 1436هـ، أن مقدار زكاة الفطر هي ثمانية شواقل، أو دولارين أمريكيين، أو ما يعادلها بالعملات المتداولة .

حساب الزكاة

يعتمد مبلغ الزكاة الذي يدفعه الفرد على مقدار المال ونوع الأصول التي يمتلكها الفرد، ولا يقدم القرآن إرشادات محددة بشأن أنواع الثروة الخاضعة للضريبة بموجب الزكاة، كما أنه لا يحدد النسب المئوية الواجب منحها، ولكن الممارسة المعتادة هي أن مبلغ الزكاة المدفوع على الأصول الرأسمالية (على سبيل المثال المال) هو 2.5 ٪ (1/40)، وتدفع الزكاة بالإضافة إلى ذلك على السلع الزراعية والمعادن النفيسة والمعادن والماشية بمعدل يتراوح بين 2.5 ٪ و 20 ٪ (1/5)، وهذا يتوقف على نوع البضائع، والزكاة عادة ما تكون مستحقة الدفع على الأصول المملوكة باستمرار على مدى سنة قمرية واحدة، وهو الحد الأدنى للقيمة النقدية، ومع ذلك فقد اختلف العلماء الإسلاميون حول هذه المسألة، على سبيل المثال لم يعتبر أبو حنيفة أن حد النصاب هو شرط مسبق للزكاة ، في حالة المحاصيل البرية والفواكه والمعادن، والاختلافات الأخرى بين العلماء المسلمين حول الزكاة والنصاب معترف بها على النحو التالي من قبل يوسف القرضاوي .

والفئة المستحقة لزكاة الفطر الفئة المستحقة لها هي الفقراء والمساكين من المسلمين، ويفضل أن يكونوا من نفس البلد، فإذا لم يكن فيها محتاجون، أُعطيت للفقراء والمساكين خارج البلاد، ولا يجوز دفعها للأقارب أو الأصدقاء إذا لم يكونوا بحاجة لها، كما لا يجوز دفعها لأسر معينة على وجه الدوام دون النظر لحالهم في كل مرة ومدى حاجتهم، ورأى بعض الفقهاء الكلاسيكيين أن أي مسلم يرفض بوعي دفع الزكاة هو مرتد، لأن الفشل في الاعتقاد بأنه واجب ديني (كفرد) هو شكل من أشكال عدم الإيمان (الكفر)، ومع ذلك فإن الرأي السائد لدى فقهاء القانون التقليديين يفرض عقوبات مثل الغرامات أو السجن، وصرح بعض العلماء الكلاسيكيين والمعاصرين مثل إسحاق بن رواحح ويوسف القرضاوي أن الشخص الذي فشل في دفع الزكاة يجب أن يحصل على مدفوعات منه، إلى جانب نصف ثروته، بالإضافة إلى ذلك فإن الذين فشلوا في دفع الزكاة سيواجهون عقاب الله في الآخرة يوم القيامة .