زكاة الفطر تُعرف بأنها ما يُخرجه المسلم مِن طعام كما جاء في الحديث الشريف ” أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرض زكاةَ الفطرِ من رمضانَ على كلِّ نفسٍ من المسلِمين، حرٍّ أو عبدٍ أو رجلٍ أو امرأةٍ صغيرٍ أو كبيرٍ صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ” وكما قال ابن عباس رضي الله عنه ” فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاه الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ “، ومِن الجدير بالذكر أنها تُسمى زكاه الفطر بسبب وجوبها يوم الفطر.

مقدار زكاة الفطر

مقدار الفطار يُعرف بأنه صاع ولمعنى ومقدار الصاع الكثير مِن الأبعاد مثل :
1- الصاع لا يُمكن أن يعادل بالوزن فوزنه يختلف بإختلاف ما يوضع فيه فصاع الأرز مثلاً تختلف عن صاع القمح وهكذا، ولهذا فإن الطريقة الأدق لضبط مقدار الزكاة هو الصاع الذي يمتلكه الناس.

2- الصاع النبوي يُعادل 3280 مللي.
3- مِن المباح نقل الصاع ودفعه للفقراء في مكان تواجدهم حيث يُمكن نقل الصاع لوطن أخر أو حتى قارة أخرى، ومِن الجدير بالذكر أن أمر تحريك نقل الزكاة لم يرد فيه أي دليل صريح.
4- مِن المباح إخراج الصاع مالاً إذا ما كان هذا أرفق بالفقير أو المسكين.

وقت إخراج زكاة الفطر

1- طبقاً لمذهب الحنفية وبعض المالكية

طبقاً لمذهب الحنفية وبعض اللمالكية فإن إخراج الزكاة يجب بل ولابد أن يتم بطلوع فجر اليوم الأول مِن العيد أي مباشرةً قبل أن يخرج العباد لأداء صلاة العيد ودلالتهم على هذا الأمر أن زكاه الفطر قد سُميت بهذا الإسم بسبب وجوبها في الفطر والفطر وكما هو واضح يكون في يوم العيد وليس في الايام السابقة فالأيام السابقة تكون أيام شهر رمضان حيث يكون المسلم وقتها صائماً.

2- طبقاً لمذهب الشافعية والحنابلة والبعض الأخر مِن المالكية

مذهب الشافعية والحنابلة والبعض مِن المالكية ذهب رأيهم إلى أن إخراج الزكاة يجب بل ولابد مِن أن يتم في أخر يوم مِن أيام شهر رمضان مباشرةً بعدما تغرب الشمس ودليلهم على هذا هو ما رواه الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه ” فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زكاه الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ “.

وطبقاً للحديث السابق ذكره فإن الزكاة يجب أن تكون حينما تغرب الشمس في اليوم الأخير مِن أيام شهر رمضان فهذه الزكاة متعلقة بالفطر وبداية الفطر تكون بعدما تغرب الشمس في اليوم الأخير مِن رمضان، ومِن الجدير بالذكر أن كثيراً مِن الفقهاء إختلفوا في بعض الأمور المتعلقة بزكاة الفطر مثل أمر الوفاة و الولادة وإعلان الإسلام في أخر يوم مِن رمضان فهل تجب عليهم زكاة عيد الفطر أم لا.

3- طبقاً مذهب المالكية والحنابلة

طبقا لمذهب المالكية والحنابلة فإن زكاه الفطر يصح إخراجها قبل وجوب وقتها بيوم أو يومين.

4- طبقاً لمذهب الشافعية

طبقاً لمذهب الامام الشافعي فإنه مِن السنة أن تُخرج زكاه الفطر قبل أن يذهب المصلين لأداء صلاة العيد ومِن المكروه وغير المستحب أن يؤخر المسلم الزكاة لما بعد صلاة العيد، وفي حالة إخراجها متأخرة بيوم أو أكثر سواء بسبب دون دون سبب فإن الأمر يصير مِن المحرمات فالهدف مِن الزكاة في الأساس إغناء الفقراء عن السؤال في يوم العيد ومساعدتهم على الشعور بالسرور والفرح.

5- طبقاً لمذهب بعض الحنفية

مِن المباح إخراج زكاه الفطر قبل وقتها أي خلال شهر رمضان المبارك.

الحكمة مِن إخراج زكاة الفطر

1- تطهير الصائم مِن ما قد يُخل بصيامة مِن نقص حيث أن زكاه الفطر يُجبر هذا النقص أو الخلل.
2- الإحسان للمحتاجين والفقراء عن طريق مساعدتهم على عدم السؤال في العيد بتقديم قدر مِن الزكاة لهم يقضي لهم حوائجهم.

3- إدخال السرور على قلوب الفقراء والمساكين والمحتاجين وهذا عن طريق تمكينهم مِن المشاركة بإحتفال عيد الفطر داخل أجواء العيد السعيدة مع بقية الناس.

4- شكر الله وحمده على نعمه التي أنعم بها على العباد.
5- نيل جزيل الأجر والثواب مِن الله عز وجل.

مشروعية زكاة الفطر

الزكاة تستمد مشروعيتها مِن الكتاب والسنة وإجماع كافة علماء المسلمين حديثاً وقديماً فقد زكر الله عز وجل زكاه الفطر في سورة الأعلى حينما قال ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى “.

كما أنه عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قد فرض زكاه الفطر مِن رمضان على كل نفس مِن المسلمين، كما أجمع أهل العلم على فرضية ووجوب زكاه الفطر وأنها إحدى أركان الإسلام الخمسة وأول مرة فرضت على المسلمين كانت في السنة الثانية مِن الهجرة.