رواية حياة الصبايا و النساء للكاتبة الكندية  أليس مونرو ، و التي عملت في تلك الرواية على مزج القصة القصيرة بالرواية لإخراج لون أدبي جديد ، و على الرغم من أن تلك الرواية من أولى روايات أليس إلا أنها قد أبدعت فيها بشدة و قد تم وصفها بالرواية التي تشبه السيرة الذاتية ، فتلك الرواية تحكي عن حياة البطلة “ديل غوردان” منذ طفولتها حتى مراهقتها و نضجها ، بكافة التفاصيل.

نبذة عن الكاتبة آليس مونرو:
ولدت آليس مونرو عام 1931م ، في كندا ، عمل والدها كمزارع ، أما والدتها فكانت مدرسة ، تلقت آليس تعليمها الأولي في قريتها ، ثم انتقلت لجامعة ويسترن أونتاريو ، عام 1950م و تخصصت في دراسة اللغة الإنجليزية ، و لكنها لم تكمل دراستها ، و في عام 1951م تزوجت من رجل يدعى جيمس مونرو ، و انتقلا معا إلى مدينة فيكتوريا في بريطانيا .

و سعت آليس لتعليم نفسها بنفسها ، و اتجهت آليس لكتابة القصص القصيرة التي تميزت بميلها للتعبير عن العاطفة و تصوير حياة الريف ، و المناداة بحقوق المرأة ، و بعد ذلك استمرت في كتابة الروايات التي تحولت فيما بعد لأعمال سينمائية ناجحة ، و تمكنت آليس من الحصول على جائزة نوبل عام 2013م ، و تم اعتبار روايتها جزء من أفضل الروايات العالمية التي يتم نشرها في العالم ، و من بين مؤلفاتها ؛ رواية رواية المتسولة ، و رواية أسرار معلنة ، و رواية أقمار المشترى ، و رواية المنظر من صخرة القلعة ، و رواية حب امرأة طيبة ، و رواية الهروب ، و رواية حياتي العزيزة ، و رواية الصبايا و النساء.

نبذة عن رواية حياة الصبايا و النساء:
تم نشر رواية حياة الصبايا و النساء عام 1971م ، و هي تحكي قصة حياة فتاة تُدعى ديل غوردان ،  منذ طفولتها و حتى مرحلة شبابها ، و تقدم الكاتبة صورة مشبعة عن تلك الفتاة ، مليئة بالتفاصيل للمجتمع الكندي الذي نشأت فيه ، سواء في طريق فلاتس الريفي البسيط أو حين انتقلت للعيش في المدينة بكل قيمها و أفكارها المختلفة ، و قد قامت الكاتبة بتقسيم تلك الرواية إلى تسعة فصول ، تفتتح الرواية بالعم بيني الذي تزوج من امرأة غير غير سليمة العقلية ، قامت بتركه دون أي سبب و هو في السابعة و الثلاثين من عمره ، و في الفصل الثاني من الرواية تقدم الكاتبة العم كريج الذي يهتم بجمع كافة المعلومات عن المدينة التي يعيش فيها.

و هنا تعطينا الكاتبة لمحة عن المكان الذي تعيش فيه البطلة و عن تاريخه و أهم المعالم الموجودة فيه ، و في الفصل الثالث من الرواية تقوم الكاتبة بعرض كافة التفاصيل التي تتعلق بالمرأة في هذا الوقت ، و تناقش حقوقها و واجباتها ، و في الفصلين “تغيرات واحتفالات” ، و ”حياة الصبايا و النساء” ، تتوغل أليس مونرو في عالم الإناث المبعد تماماً عن الرجل لأسباب اجتماعية و ثقافية راسخة ، و يكون الرجل دائماً على الهامش في السرد ، و في ذلك الفصل تعيض ديل ، بطلة الرواية ، حالة من النضوج التي تسبب لها شعوراً بالشذوذ أحياناً و بالخبل أحياناً أخرى ، و تتوالى الأحداث حتى تنتقل الكاتبة للفصل الأخير من الرواية ، حيث تقرر البطلة أن تترك نفسها لحزنها و تفرغ طاقتها في الأدب و الكتابة.