رواية الخطة اللانهائية هي إحدى روايات الكاتبة التيشيلية إيزابيل الليندي ، و هي رواية سردية تحكي عن بعض العادات و التقاليد الاجتماعية التي عانى منها المجتمع الغربي آنذاك ، و قد نجحت الكاتبة في إظهار قضايا المجتمع متجسدة في قصة حياة الشخصية الرئيسية في الرواية و هي جيلين و عائلتها.
نبذة عن الكاتبة إيزابيل الليندي:
ولدت إيزابيل الليندي عام 1942م في مدينة بيرو ، و لكنها سرعان ما انتقلت إلى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية و حصلت على الجنسية الأمريكية ، كان والدها سفيرًا و لذلك انتقلت العائلة من بلد إلى أخر، و قد احتفظت بالكثير من الحكايات من البلدان التي قامت بزيارتها ، تلقت إيزابيل تعليمها الأولي في إحدى مدارس بيروت ، و بعد لك عادت إلى وطنها تشيلي لتكمل تعليمها الثانوي ، أما عن حياتها المهنية فقد بدأتها بالعمل في منظمة الغذاء و الزراعة التابعة للولايات المتحدة الأمريكية .
و بعد ذلك عملت في تحرير المقالات بإحدى الجرائد الأمريكية ، و في عام 1973م قام بتأليف أول مسرحية لها El Embajador ، و بعد نجاحها توجهت إلى كتابة الروايات ، و في عام 1981م قامت بتأليف روايتها الأولى التي حملت عنوان بيت الأرواح ، و بعد ذلك توالت أعمالها و التي من بينها رواية عن الحب و الظلال ، و حكايات إيفا لونا ، و أفروديت ، و ابنة الحظ ، و صورة عتيقة ، و الخطة اللانهائية ، و قد تم ترشيحها للحصول على جائزة نوبل نظير أعمالها.
نبذة عن رواية الخطة اللانهائية:
تم نشر رواية الخطة اللانهائية لأول مرة عام 1991م ، تحكي الرواية عن فتاة تدعى جيلين من عائلة “ريفز” الأمريكية ، و ما يحيط بهذه العائلة من شبكات تواصل اجتماعية نشأَت برحيلِهم المتكرر وصولاً إلى استيطانهم في الولاية الأمريكية كاليفورنيا ، و ذلك في وقت ما بعد الحرب العالمية الثانية ، و قد اتصفت بداية الرواية بالواقعية و ذلك على غير المعتاد من روايات إيزابيل الأخرى ، حيث تقوم بتسليط الضوء على المجتمعات اللاتينية في الولايات المتحدة الأمريكية عبر علاقات العائلة ريفز ، و خاصة الابن غريغوري ، و علاقته بفتاة تسمى كارمن ، و بعد ذلك تتخذ الرواية من كارمن و غريغوري محورًا أساسيًا لها ، و تركز الكاتبة على طريقة كل منهما في شق حياته في الولايات المتحدة الأمريكية ، و على الصعوبات و التحديات التي سيواجهانها كأبيض و لاتينية في هذه المجتمعات ، و في نهاية الرواية تقوم الكاتبة بتسليط الضوء على حروب فيتنام و ذلك عندما ذهب بطل الرواية إلى الحرب ، تتجسد في هذه المناجاة المؤلمة كل مآسي الحروب عبر التاريخ البشري التي أصابت هذه الحضارة الواعية.
مقتطفات من رواية الخطة اللانهائية:
إنني وحيد على القمة في الفجر ، في الضباب الحليبي أرى أجساد أصدقائي عند قدمي ، بعضهم تدحرج في المنحدرات ، مثل دمى حمراء مفككة الأطراف ، و آخرون ليسوا أكثر من تماثيل فاجأتها أبدية الموت ، أطياف حذرة تتسلق باتجاهي ، صمت ، أنتظر ، إنهم يقتربون فأطلق النار على هذه الظلال الداكنة في المنامات السوداء ، أشباح بلا وجوه، أشعر بالرشاش يرتد، التوتر يحرق يدي تعبر الهواء خطوط من نار متوهجة، لكن لا صوت. شف المهاجمون، تخترقهم الطلقات دون أن توقفهم، يتابعون تقدمهم لا ينثنون، يحاصرونني… صمت… يوقظني صوتي استمر بالصراخ أستمر بالصراخ