لا ريب أن الأذكار والدعوات من افضل العبادات والعبادات ومبناها على التوقيف والإتباع ولا على الابتداع والهوى فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه العبد من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد التي تحصل بها لا يعبر عنها لسان ولا يحيط بها إنسان .

معنى الأذكار

الأذكار لغةً : مفردها (ذِكْر) وتعني الصلاة لله والدعاء إليه والثناء عليه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } سورة الاحزاب الآية 41 ، قال أبو العباس: الذكر : هو الصلاة ، والذكـر : قراءة القرآن الكريم ، والذكر: التسبيح ، والذكر: الدعاء ، الأذكار اصطلاحاً : هو ما مدلوله الثناء على الله تعالى .

أذكار التحصين

أذكر التحصين من العين

قبل الإصابة : التحصن وتحصين من يخاف عليه بالأذكار والدعوات والتعوذات المشروعة ، يدعو من يخشى عليه أو يخاف الإصابة بعينه إذا رأى من نفسه أو ماله أو ولده أو أخيه أو غير ذلك ما يعجبه بالبركة ” ما شاء الله ولا قوة إلا بالله اللهم بارك عليه ” لقول الرسول صلّ الله عليه وسلم إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ” ، وستر محاسن من يخاف عليع من العين .

بعد الإصابة بالعين : إذا عرف العائن أمر أن يتوضأ ثم يغتسل منه المصاب بالعين ، والإكثار من قراءة سورة الإخلاص ، والمعوذتين وفاتحة الكتاب و اية الكرسي وخواتيم سورة البقرة والأدعية المشروعة في الرقية مع النفث ومسح موضع الألم باليد اليمنى ، وكان النبيُّ صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّمَ يعوذُ الحسنَ والحسينَ ، ويقولُ: (إنَّ أباكما كان يعوذُ بها إسماعيلَ وإسحاقَ : أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ)

دفع عين الحاسد

يمكن دفع عين الحسود من خلال التالي :

-الاستعاذة بالله من شره .
– تقوى الله عزوجل وحفظه عند أمره ونهيه سبحانه ” احفظ الله يحفظك ”
-الصبر على الحاسد والعفو عنه فلا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه .
-التوكل على الله فمن يتوكل على الله فهو حسبه .
-لايخاف الحاسد ولا يملأ قلبه بالفكر فيه وهذا من أنفع الأدوية .
-الإقبال على الله والإخلاص له وطلب مرضاته سبحانه .
-التوبة من الذنوب لأنها تسلط على الإنسان أعداءه {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} سورة الشورى الآية 30 .
-الصدقة والإحسان ما أمكن فإن لذلك تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء والعين وشر الحاسد .

-إطفاء نار الحاسد والمؤذي بالإحسان إليه فكلما ازداد لك أذى وشرًا وبغيًا وحسدًا ازددت إليه احسانًا وله نصيحة وعليه شفقة وهذا لا يوفق له إلا من عظم حظة من الله .

-تجريد التوحيد وإخلاصه للعزيز الحكيم الذي لا يضر شيء ولا ينفع إلا بإذنه سبحانه وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب ، فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الأمنين .

أذكار التحصين من السحر

عن عائشة رضي الله عنها قالت : سأل رسول الله صلّ الله عليه وسلم ناس عن الكهان فقال ليس بشيء فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانًا فيكون حقًا فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة .

علاج السحر ، ما يتقى من السحر قبل وقوعه ومن ذلك : القيام بجميع الوجبات وترك جميع المحرمات والتوبة من جميع السيئات ، والإكثار من قراءة القرآن الكريم بحيث يجعل له وردًا منه كل يوم ، التحصين بالدعوات والتعوذات والأذكار المشروعة ومن ذلك ” بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ” ثلاث مرات في الصباح والمساء وقراءة آية الكرسي ، وتناول سبع تمرات كل يوم على الريق .

علاج السحر بعد وقوعه وهو أنواع :

النوع الأول : استخراجه وابطاله إذا علم مكانه بالطرق المباحة شرعًا ومن أبلغ ما يعالج به المسحور .

النوع الثاني : الرقية الشرعية  للسحر والجن والمس ومنها :

” يدق سبق دقات من سدر أخضر أو نحوهما ثم يصب عليها ما يكفيه من للغسل من الماء ويقرأ فيها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} سورة البقرة الآية 255 .

{وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) } سورة الأعراف .

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } سورة يونس

{قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ } سورة طه .

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} سورة الكافرون .

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} سورة الإخلاص .

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} سورة الفلق .

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) } سورة الناس .