يرى المسيحيون الأرثوذكس الرومانيون في الموت خطوة مهمة للوصول إلى الآخرة بعد الموت ، وبسبب هذا الاعتقاد ، يُنظر إلى خدمات الدفن على أنها حدث مبهج أكثر منه محزن ويحيط به بعض التقاليد الشعبية .
خرافات الموت عند الرومان
الرومان لديهم العديد من الخرافات التي تعني أن الموت قد يكون قريبًا ، بما في ذلك :
– كسر آثاث أو مرآة .
– صنع الحيوانات أصوات غير عادية .
– كلب يعوي ورأسه إلى أسفل ويحفر أمام منزل شخص مريض .
– مريض يحدق باستمرار في أظافره أو الحائط .
– بومة تصرخ ، وهم يرون البوم كرموز للموت .
عندما يقترب شخص ما من الموت ، يجب على شخص غريب أن يحمل شمعة أثناء تشغيل الموسيقى ، ويجب أن يكون هذا الشخص غريباً وإلا فإن وفاة الشخص ستكون بطيئة ومؤلمة ، وإذا مات شخص ما ، يجب إبعاد الحيوانات بعيداً كي لا تدخل روح المتوفى جسد حيوان .
تحضير جسم المتوفى للدفن
بعد وفاة شخص ما ، يجب ترك الأبواب مفتوحة للموت من أجل فرار الروح ، ويقوم أفراد الأسرة بغسل جثمان المتوفى ويتركوا بعض الماء على القدمين حتى تستحم الروح كذلك ، كما يضعون الشموع والقطع النقدية في أيدي المتوفى لتكون معه في رحلته إلى ما بعد الحياة ، وهم يلقبون المتوفى بـ ” المسافر النقي ” لأن لديهم رحلة لمدة 40 يومًا إلى يوم الحساب للآخرة .
يجب تغطية دلاء المياه حتى لا تغرق روح المتوفى وتتمكن من أن تغادر بأمان ، كما أنهم يضعون خيوط من شعر المتوفى على الباب لجلب الحظ جنبا إلى جنب مع منديل أسود ، وقد يقرع الناس أيضًا الأجراس للإعلان عن الوفاة .
مراقبة المتوفي قبل الجنازة
يظل العائلة والأصدقاء مستيقظين عادة لمدة ليلتين لمراقبة وحماية المتوفى ، ويكون هناك بعض الأشخاص في المساء مسؤولين عن إبقاء العائلة والأصدقاء مستيقظين ويحتفلون بالمتوفى للمرة الأخيرة ، ويؤدي آخرين الصلوات لاحترام المتوفى ومنع أي مطاردة من الروح .
يقوب الأقارب قبل الجنازة ببعض الأطعمة الجنائزية الرومانية التقليدية ، بما في ذلك الخبز الحلو المسمى kolach ، ويستخدمون الخبز لصنع البومول ، وهو فرع شجرة فاكهة مزخرف يمثل شجرة الحياة ، كما يرمز إلى المرور من العالم الحالي إلى التالي ، وهم أيضا يصنعون طبق بحنطة قمح لتمثيل ذنوب الموتى ، إنه طبق تقليدي مسيحي أرثوذكسي يدعى كوليفا ، وهو مشهور منذ أن كان 81٪ من الرومانيين من المسيحيين الأرثوذكس .
الجنازة الرومانية
الجنازة رومانية تتم من خلال الاحتفال بارتداء الأقنعة والأزياء والألعاب والغناء والرقص والقصص ، ويجب أن يدخل جسد المتوفى الكنيسة أولاً ويجب أن يكون في وسط الكنيسة ، وضيوف الجنازة عادة ما يتلقون الشموع والمناديل كهدايا جنائزية .
ضيوف الجنازة أيضا يجلبون تيجان الزهور لوضعها حول النعش المتوفى للزينة ، ثم بعد انتهاء الجنازة ، يحمل أفراد الأسرة تيجان الزهور في الموكب إلى موقع الدفن .
طرق الدفن الرومانية
اعتمد الرومان على العديد من الطرق المتعددة لدفن موتاهم ، منها قيامهم بحرق الموتى ، وفي أحيان أخرى فإنهم يقومون بتجهيزهم ثم دفنهم طبقًا لتقاليد عائلة الميت أو وضعه الاجتماعي ، لذلك نرى أن عملية الدفن كانت تختلف تبعًا لتباين طبقات المجتمع الروماني على مر العقود .
خلال نهاية فترات العهد الروماني كان حرق جثمان الميت هو الطريقة الأفضل بالنسبة إليهم ، وذلك لكي لا تدنس جثته ، وقد كان يتم وضع الميت داخل محرقة ، ثم إشعال النار بها ، بالإضافة إلى إلقاء العطور وبعض الملابس لتكون معه في الحياة الأخرى .
مراسم الدفن
قبل بدء الدفن ، يضع أفراد العائلة تيجان الزهور على النعش ، كذلك توضع طاولة مليئة بالنبيذ والطعام الروماني التقليدي .
تعتمد ملابس دفن المتوفى على سنهم ، وعادة ما يختار كبار السن ملابسهم في وقت مبكر قبل موتهم بينما يرتدي الشباب غير المتزوجين ملابس الزفاف ، ويعتقد الرومانيون أن الأطفال يتحولون إلى ملائكة ، لذلك يقطعون قمصانهم حتى يتمكنوا من نشر أجنحتهم للطيران .
مقبرة ميري في رومانيا
تمتلئ مقبرة ميري بأكثر من 1000 من الصلبان الخشبية الزرقاء ، وتشرح لوحات الشهود قصة المتوفي من خلال صور مشرقة وملونة مفصلة ، وقد كان ” Stan Ion Patras ” هو الفنان الأصلي لرسم شواهد القبور ، ولكن بعد وفاته ، تولى تلميذه ” Dumitru Pop Tincu ” المهمة .
تظهر الصور في كثير من الأحيان كيف مات المتوفى كما أن الألوان لها معاني خاصة ، فالأخضر يعني الحياة ، والأصفر يعني الخصوبة ، والأحمر يعني الشغف ، والأسود يعني الموت ، كما أن لديهم قصائد مظلمة وفكاهية مكتوبة عليها .