رواية مدام بوفاري هي إحدى روايات الكاتب غوستاف فلوبير ، و تحكي عن امرأة تتزوج برجل متوسط الحال و لكن سرعان ما تتغير شخصيتها لتظهر بصورة المرأة الخائنة الغير راضية عن حياتها ، و قد تم تحويل تلك الرواية لعديد من الأعمال التلفزيونية كالأفلام و المسرحيات.

نبذة عن غوستاف فلوبير:
ولد غوستاف فلوبير عام ١٨٢١م في فرنسا ، و هو من أشهر الكتاب الفرنسيين ، و قد تمكن من الحصول على ليسانس الحقوق ، و لكنه اتجه إلى التأليف الأدبي لأنها كانت أحب الأعمال إلى قلبه ، و يعتبر من أشهر كتاب المدرسة الواقعية الأدبية في فرنسا ، يتميز الكاتب غوستاف فلوبير بأن له اسلوب دقيق في الكتابة فهو يختار الألفاظ و العبارات المناسبة للرواية بعناية فائقة ، و قد قام الكاتب غوستاف فلوبير بالعديد من الجولات في مدن مختلفة حول العالم ، و قد أثرت تلك الجولات على اسلوبه في الكتابة و كانت مصدر إلهام لمعظم أعماله ، ومن أشهر مؤلفاته الأدبية رواية التربية العاطفية التى أنهاها عام ١٨٤٥م ، تليها رواية مدام بوفاري التي أنهاها عام ١٨٥٧ م ، و رواية تجربة القديس انطونيوس التي أنهاها عام ١٨٧٤م.

نبذة عن رواية مدام بوفاري:
تم نشر تلك الرواية عام ١٨٥٧ م ، و تعتبر رواية أخلاقية من الدرجة الأولى ، فقد نرى المشاكل الأخلاقية و تتطورها من خلال بطلة الرواية التي تظهر كفتاة طائشة ، و تبدأ أولى علاقتها الغرامية من خلال خيانتها لزوجها و اهمالها لابنتها الصغيرة ، فتُظهر الرواية مدى الانحطاط الأخلاقي الموجود في العصر التي تعيش فيه بطلة الرواية.

و مدى اهتمام المجتمع بالتزين و المظاهر حتى و لو كانت على حساب أنفسهم و بيوتهم و أطفالهم ، و يظهر لنا مدى نرجسية هذا العصر ، كما تناقش الرواية قضية تعدد الطبقات و يتضح لنا الصراع بين الطبقات من خلال تصرفات بطلة الرواية و حلمها في أن تخرج من البيئة التي تعيش فيها إلى بيئة أفضل ، فيجد القارىء نفسه بين أنواع مختلفة من الناس فمنهم الفتيات المتزينات و الأطفال المبتهجين و الرجال العابثين.

ملخص رواية مدام بوفاري:
تبدأ الرواية عندما دخل الفتى شارل بوفاري إلى إحدى المدارس الداخلية ، و كان في سن أكبر من زملائه مما جعلهم يسخرون منه ، و بعدما واجه العديد من الصعاب تمكن شارل من التخرج من كلية الطب ، و تزوج من فتاة تدعى إيما ، كانت تلك الفتاة بمثابة ملك الموت الذي قاده لحدفه ، فقد تلقت دراستها بين الراهبات و تعلمت فنون الرقص و الرسم و عزف البيانو ، و كانت أغنى منه ، كما أنها كانت تكره حياة الريف و تميل دائماً إلى حياة الأثرياء و البزخ ، فبدلاً من أن تعتني بزوجها و بيتها أخذت تلهو و تهتم بالخروجات و شراء العطور الثمينة و مستحضرات التجميل و أشياء أخرى باهظت الثمن دون أن تهتم لحالة زوجها الاجتماعية.

كانت إيما دائما ترى أن زوجها لم ينجح في تحقيق طموحتها و أحلامها و دائما ما كانت تنظر لحياة النساء الأخريات ، و مع الوقت ضاع حب إيما لزوجها و أصبح كل ما يشغل بالها هي حياة الطبقة المخملية ، حتى أصبح لها عشيقين تخون زوجها معهما و كانت تقوم بإغداق الهدايا الثمينة عليهما بدلاً أن تتلقاها منهما ، حتى تحولت شخصيتها لشخصية استبدادية لا تبحث إلا على الشهوة و الملذات فقط ، و بعد أن عرض الكاتب حياة إيما يقوم بعرض كافة المصائب التي نزلت بها جزاء عملها.