رواية فهرنهايت 451 هي أحد روائع الكاتب الأمريكي راي برادبري التي تنتقد ما فعله السيناتور جوزيف مكارثي حين شن الحرب على المثقفين في أمريكا و تم إقصاء العديد منهم بتهمة الشيوعية تندرج تلك الرواية تحت أدب المدينة الفاسدة ، وتحكي عن نظام فاسد يقوم بحرق الكتب على درجة 451 فهرنهايت.
نبذة عن الكاتب راي برادبري:
ولد رايموند دوغلاس برادبري في 22 أغسطس 1922م ، لم يتمكن من إكمال تعليمه و ترك المدرسة و عمل في بيع الصحف ، و لكنه اتجه للتأليف في أوقات فراغه ، و في مطلع الأربعينات بدأ في نشر مؤلفاته ، و يُذكر أن في عام 1941م تم نشر أول قصة له ، تصل عدد مؤلفات برادبري نحو 13 رواية و أكثر من 400 قصة قصيرة ، أشهر مؤلفاته رواية فهرنهايت 451 و مجموعة التواريخ المريخية ، تم تحويل معظم مؤلفاته إلى أفلام أو صور متحركة ، بالإضافة إلى أنه ألف العديد من المسرحيات و السيناريوهات لأفلام سينمائية و برامج تلفزيونية ، و في عام 2012م توفى إثر إصابته بسكتة دماغية.
نبذة عن رواية فهرنهايت 451:
تم نشر رواية فهرنهايت 451 عام 1953م و حصلت تلك الرواية على جائزة هوغو لأفضل رواية عام 1954م ، كما حصلت على جائزة قائمة الراديو الوطني العام لأفضل 100 كتاب فانتازيا و خيال علمي ، كما نالت جائزة بوليتزر عام 2007م و هي جائزة تقدمها جامعة كولومبيا في نيويورك ، و هي رواية سياسية تنتقد المجتمع الأمريكي في حقبة الخمسينات حيث كان يتم معاملة الكُتاب و المثقفين بصورة قاسية و تم وضع أغلبهم في السجون.
ملخص رواية فهرنهايت 451:
تدور أحداث الرواية حول “مونتاغ” الذي يعمل كرجلِ إطفاء ، و لكن مهمته ليست إطفاء الحرائق بل إشعالها ، فتتمثل وظيفته في إحراق الكتب و ملاحقة أصحابها ، ففي هذه الحقبة من الزمن تم تحريم القراءة من الكتب و أصبح التلفاز هو المصدر الأساسي و الوحيد للمعرفة و يتم بث برامج معينة به تقوم بالتحكم في عقول الناس و إلهائهم عن حياتهم الطبيعية.
يظل مونتاغ يحرق الكتب دون النظر لأسباب فعله لذلك ، فهو ينفذ التعليمات فقط ، و لكن تنقلب حياته رأسًا على عقب عند و تتكون نقطةُ التحول العظمى في حياته بمجرد أن يلتقي جارته المثقفة “كلاريس” و هي فتاة تحب القراءة و الكتب و بمجرد التحدث معها شغلت باله و تفكيره ، و لكن التأثر الفعلي في حياته يبدأ عندما تسأله هل أنت سعيد؟ ، ففي هذه اللحظة يحتار مونتاغ في الرد و يبدأُ رحلة البحث عن المعرفة و العلم الحقيقي و ذلك من خلال سرقة الكتب التي يقوم هو و باقي زملائه من رجال الإطفاء بإحراقها و يحتفظُ بنسخة من كل كتاب يجده.
تتوالى الأحداث و تزداد المعرفة و الثقافة لدى مونتاغ و يدرك السوء الذي وصلت إليه البلاد و لذلك يحاول تغيير الواقع من حوله و لكن هناك العديد من السلطات تمنعه و خاصة في ظل النظام السائد في البلاد و هو نظام شمولي مستبد قائم على فقدان الوعي و إبعاد الناس عن العلم ، فيظل بطل الرواية يحارب لتغيير مجتمعه و نشر الثقافة و الوعي بين الناس ، و في هذه الرواية يشير الكاتب إلى الإمبراطوريات الظالمة المستبدة القامعة للعقول و الأفكار ، و يشير بشدة إلى عصر السيناتور جوزيف مكارثي و ما فعله بالمثقفين.