مرضعات الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ثلاثة، وهم أمه أمنة بنت وهب، وثويبة خادمة بيت أبي لهب، والتي أعتقها عندما بشرته بولادة النبي، وأخرهم حليمة السعدية، والتي كانت الأوفر حظا من بين مرضعات الرسول عليه الصلاة والسلام فقد أرضعته حتى الفطام.
من هن مرضعات الرسول عليه الصلاة والسلام
1- آمنة بنت وهب
السيدة امنة بنت وهب وهي أم الحبيب الرسول عليه الصلاة والسلام، وأرضعته في بداية ولادته، وقبل أن تعطيه لحليمة السعدية، وكانت السيدة أمنة بنت وهب أشرف نساء مكة نسبا، وعندما ولدت الرسول في التاسع من ربيع الأول في عام الفيل قالت عندما ولدت أنها رأت نورا يخرج من فرجها أضاءت له قصور الشام، كما حدثت الكثير من المعجزات عن ولادة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومنها إطفاء نار المجوس وهدم 14 نافذة في إيوان كسرى.
2- ثويبة مولاة أبي لهب
فقد كانت ثويبة جارية في بيت أبي لهب، وعندما بشرته بولادة النبي عليه الصلاة والسلام كافئها بأن أعتقها، ففي بداية ولادة الرسول وفي أيامه الأولى، كانت ترضعه مع إبنها مسروح، وكانت ترضع معه حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله.
3- حليمة السعدية
حليمة السعدية هي إحدى مرضعات الرسول و الأوفر حظا من بينهن، فقد أخذته من أمه أمنة بنت وهب، وهو صغير وأخذته معها في البادية حتى يشتد عوده، وهي من أتمت رضاعته، فقد كان من عادة العرب بعث أبنائهم وهو في سن صغير مع المرضعات ليتم تربيتهم في البادية، وكانت حليمة متزوجة من الحارث بن العزي، وقد أرضعت مع الرسول عليه الصلاة والسلام حذافة بنت الحارث الملقبة بالشيماء وأنيسة بنت الحارث و عبد الله بن الحارث، وهم إخوات الرسول عليه الصلاة والسلام في الرضاعة.
حليمة السعدية وإرضاعها للرسول
روي عن حليمة السعدية أنها حينما جائت إلى مكة مع زوجها ومع بعض النساء من بني سعد، ليبحثوا عن أطفال يرضعوهم، كانت ثديها خالي من اللبن، وكانت ناقتهم نحيفة جدا ولا تعطيهم أي لبن، وحصلت كل نساء بني سعد على أطفال لإرضاعهم ما عدا حليمة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرض على كل المرضعات فرفضنه حينما علمن أنه يتيم، لأنهم كانوا يرجون المكافئة من الأب.
وحينما علمت حليمة السعدية بأمر رسول الله إتفقت مع زوجها على أن تذهب وتحضره، فوافق زوجها عسى أن يكرمهم الله بسببه، كما أنها كانت تكره العودة إلى ديار بني سعد بدون رضيع فتعير بذلك، وتقول أنها حينما حملت رسول الله إمتلئ ثديها باللبن، فأرضعته وأرضعت إبنها معه، وناقتهم التي كانت خالية من اللبن إمتلئت هي الأخرى وطعمت هي وزوجها من لبنها، والسنوات التي عاشها معها الرسول كانت سنوات خير عليهم وزق حتى أنهم كانوا يكرهون إعادته مرة اخرى.
شق صدر رسول الله
عندما كان النبي في ديار سعد، و كان يلعب مع الغلمان، حدثت له حادثة جعلت حليمة السعدية وزوجها يقررون إعادة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى جده خوفا عليه، فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يلعب مع الغلمان ثم جاء إليه جبريل عليه السلام وقام بشق صدره وأمسك قبله فأخرجه ثم أزال من عليه علقة سوداء، وقال له جبريل عليه السلام ” هذا حظ الشيطان منك” ثم قام بعسل قلب رسول الله بـ ماء زمزم، والذي كان موجود في إناء مصنوع من الذهب، ثم قام بإعاده قلبه إلى صدره، وقد خاف الغلمان الذين كانوا يلعبون معه فذهبوا بسرعة إلى أمه في الرضاعة حليمة السعدية، وأخبروها، ففزعت وقررت أن تعيده خوفا عليه، وكان عمره صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت خمس سنوات.