للدعاء أهمية كبيرة في ديننا الحنيف ، فالدعاء والذكر أحد أهم الأمور التي كان الرسول صلّ الله عليه وسلم يحرص عليها ويخصص لها الوقت ومن أهم تلك الأدعية دعاء الخروج من المجلس من أهم الأدعية التي علمنا الرسول صلّ الله عليه وسلم إياها لتمحو ما بدر منا من إثم ولغط أثناء المجالس ولكن في البداية دعونا نعرف آداب المجالس
آداب المجلس
-لابد من تعمير المجلس بذكر الله تعالى فقد جاء في الحديث الصحيح في مسند الإمام أحمد عن عبدالله بن عمر عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال ” ما من قوم جلسوا مجلسًا لم يذكروا الله فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة ” .
–الاستغفار روى الإمام الترمذى وابن ماجه بسندهما عن عبدالله بن عمر أنه قال ” كان يعد لرسول الله صلّ الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور ” .
-التسبيح والتمجيد والتحميد والاستعاذة من عذاب النار وطلب الجنة ، أخرج الإمامان البخاري ومسلم بسندهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم :
” إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قالوا يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألوني قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم “
-اختيار الصحبة الصالحة فقد روى الإمام البخاري بسنده عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن الرسول صلّ الله عليه وسلم أنه قال “مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يُحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة “.
-النهي عن أن يقوم الرجل من مجلسه فقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم بالنهي عن إقامة الرجل من مجلسه وجلوس أخر ولكن علينا التفسح في المجالس ، وإذا رجع الرجل لمكان مجلسه فهو الأحق بالجلوس فيه .
-لابد من رفع الأذى عن الحاضرين ، وأن يجلس الرجل حيث ينتهي المجلس ، ولا يفرق بين اثنين ، وعند الانتهاء من المجلس لابد من دعاء كفارة المجلس .
دعاء كفارة المجلس
روى الإمام الترمذي بسنده عن عبدالله بن عمر أنه قال ” قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا “
وروى الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ، قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك “
فلدعاء كفارة المجلي فضل كبير في محو الأثام والمعاصي فقد روى الترميذي ” يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ رسول الله صلّ الله عليه وسلم: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ” لذلك لابد لنا من الاستغفار الدائم ..