الدعاء هو أس العبادة وقوامها ، وهو من العبادات التي أمر الله تعالى بها وما من عبادة من العبادات إلا والدعاء داخل فيها .
معنى الدعاء
والدعاء لغة من مصدر دعوت الله أدعوه دعاء ودعوى ، أي ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير ، وهو بمعنى النداء يقال : دعا الرجل دعوا ودعاء أي ناداه ودعوت فلانا : أي صحت به واستدعيته ، دعوت الله أدعوه دعاء ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير .
أما الدعاء اصطلاحًا : هو الكلام الإنشائي الدال على الطلب مع الخضوع ويسمى أيضًا سؤال ، وقد قال الخطابي أن حقيقة الدعاء استدعاء العبد من ربه العناية واستمداده إياه المعونة وحقيقته إظهار الافتقار إليه والبراءة من الحول والقوة التي له ، وهو سمة العبودية وإظهار الذلة البشرية وفيه معنى الثناء على الله تعالى وإضافة الجود والكرم إليه وقد ورد للدعاء معان كثيرة منها الاستغاثة بالله ، والعبادة ، والنداء ، والطلب والسؤال من الله .
أحكام الدعاء
قال الإمام النووي رحمة الله تعالى أن المذهب المختار الذي عليه الفقهاء والمحدثون وجماهير العلماء أن الدعاء مستحب ، وقد يكون الدعاء واجب كالدعاء الذي تتضمنه سورة الفاتحة أثناء الصلاة وكالدعاء الوارد في صلاة الجنازة والدعاء في خطبة الجمعة ، واختلف العلماء هل الدعاء أفضل أم السكوت والدعاء عبادة لقول الرسول صلّ الله عليه وسلم سنن أبي داود وحسنه الألباني ، ” الدعاء هو العبادة ” ولأن الدعاء إظهار الافتقار لله عزوجل .
فضل الدعاء وأقسامه وفوائده
ورد في فضل الدعاء نصوص كثيرة في الكتاب والسنة فقال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } سورة البقرة الآية 186. وقال ابن كثير هذا من فضله تبارك وتعالى وكرمه أنه ندب عباده إلى دعائه وتكفل لهم بالإجابة ، وقال سفيان الثوري يا من أحب عباده إليه ومن سأله فأكثر سؤاله ويا من أبغض عباده إليه من لم يسأله وليس أحد كذلك غيرك يارب .
أقسام الدعاء
-دعاء المسألة: هو أن يطلب الداعي ما ينفعه، وما يكشف ضره.
-دعاء العبادة: وهو شامل لجميع القربات الظاهرة والباطنة لأن المتعبد لله طالب وداع بلسان مقالة ولسان حاله يرجو ربه قبول تلك العبادة، والإثابة عليها فهو العبادة بمعناها الشامل .
فوائد الدعاء
الدعاء عبادة، وله أثر بالغ وفائدة عظيمة، ولولا ذلك لم يأمرنا الله عزوجل بالدعاء ولم يرغب النبي صلّ الله عليه وسلم فيه فكم من محنه رفعت بالدعاء وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله عزوجل بالدعاء وقد أورد القرآن الكريم جملة من الأدعية استجابتها الله تعالى بمنه وفضله وكرمه والدعاء سبب لغفران المعاصي ورفع الدرجات وجلب الخير ورفع الشر وقد كان الرسول صلّ الله عليه وسلم يدعو في أوقات كثيرة وقد ورد عنه صلّ الله عليه وسلم أدعية كثيرة لكل وقت .
دعاء الخروج من المنزل وفضله
أخرج الإمام الترمذي والنسائي وأبو داود بسنده في صحيحة عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلّ الله عليه كان إذا خرج من المنزل يقول باسم الله توكلت على الله ، ” اللهم إني أعوذ بك أن أضُل أو أضل ، أو أزل أو أزل ، أو أظُلم أو أظلم ، أو أجُهل أو يجهل علي ” .
فضل دعاء الخروج من المنزل
وفي رواية أخرى قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .. اللهم إنى أعوذ بك أن أضل أو أُُضل ، أو أذل أو أُذل ، أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل علىَّ”، وقال الرسول الكريم أن من قاله حينما يخرج من منزله كان عليه من الله وحافظًا ولا يقربه شيطان، ويقول له قائل : “شفيت ووقيت وتنحى عنك الشيطان”.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّ الله عليه وسلم منا من خارج يخرج إلا بيده رايتان رايه بيد ملك وراية بيد شيطان فإن خرج لما يحب الله عزوجل اتبعه الملك برايته فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته حتى يرجع بيته .