الاستغفار طلب المغفرة من الله جل جلاله بأجمل العبارات مع إقتران الطلب بإسم الله، وفيها توسل إلى الله، وإقرار بألوهية اللَّه تبارك وتعالى، وعزم على التوبة في الحال والمستقبل عن جميع الذنوب والمعاصي وكل مايغضب الله. ويتضمن الاستغفار إضافة إلى طلب التجاوز عن الذنوب طلب آخر وهو سترها وترك العقاب عليها من الرب جل جلاله.

إذن فأن الاستغفار هو ذلك الشطر الأساسي من تحقيق العبودية لله جل شانه فلذلك لابد للعبد أن يداوم عليه ويطلبه من ربه طوال وقته ويظل دائماً راجيا منه الرحمة والعفو عن طريق الاستغفار الدائم لله ، حيث أن الاستغفار هو أحد النقاط الهامة والأركان الأساسية للإسلام حيث يجب على العبد مهما كثرت ذنوبه وأثامه أن يداوم على الاستغفار فالله غفور رحيم ولابد أن تناله رحمته ومغفرته من الله .

الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى، وهو من أعظم العبادات التي يحبها الله تعالى، ولقد حث الله تعالى على الاستغفار في العديد من الآيات القرآنية، فقال تعالى:

  • "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُغْفِرَ لِقَوْمٍ حَتَّى يَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ وَيَتُوبُوا إِلَيْهِ" (التحريم: 6).
  • "وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ" (هود: 90).
  • "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" (نوح: 10-12).

وفضل الاستغفار كبير، ومن أهمه:

  • مغفرة الذنوب: الاستغفار سبب لمغفرة الذنوب، فالله تعالى غفور رحيم، وهو يحب التوابين، ومن تاب تاب الله عليه.
  • نيل رضا الله تعالى: الاستغفار سبب لنيل رضا الله تعالى، فهو دليل على صدق الإيمان، وقوة التعلق بالله تعالى.
  • دفع البلاء: الاستغفار سبب لدفع البلاء، فالله تعالى يرفع البلاء عن عباده التائبين.
  • حصول البركة في الرزق: الاستغفار سبب لحصول البركة في الرزق، وتوسعته.
  • الحصول على السعادة والطمأنينة: الاستغفار سبب للتخلص من الهموم والأحزان، والحصول على السعادة والطمأنينة.

وهناك العديد من الأدلة على فضل الاستغفار، ومنها:

  • حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب".
  • قول الله تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا".

وعلى المسلم أن يحرص على الاستغفار في كل وقت، وأن يكثر منه في أوقات الإجابة، مثل:

  • أوقات السحر.
  • بعد الصلوات المفروضة.
  • عند المصائب والابتلاءات.
  • عند الذنوب والمعاصي.

وهناك العديد من صيغ الاستغفار التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أشهرها:

  • "اللهم اغفر لي ذنبي كله، دِقَّهُ وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ، وعلانيته وسره".
  • "اللهم إني أستغفرك من كل ذنب عظيم أو صغير، خطير أو خفيف، سر أو علانية".
  • "اللهم إني أستغفرك من كل ما كرهته، علمته أو جهلته، عمدته أو أخطأته، في القول أو الفعل، أو القصد أو النيّة".

أفضل الأوقات لاستغفار الله عز وجل

  الاستغفار هو تلك العبادة المحببة في أي وقت وفي أي مكان لله عز وجل  وهو واجب عند الوقوع في الذنوب والخطايا وهو يكون مستحباً بعد أداء الصلوات وفي أثناء حج بيت الله الحرام وفي الأسحار ، حيث قد أثنى الله على عباده المستغفرين في تلك الفترة تحديداً في كتابه الكريم .