فرض الله على كل مسلم خمس صلوات باليوم، و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلى صلوات أخرى تسمى النوافل، و منها صلاتي الشروق و الضحى و هما من السنن المؤكدة عن رسول الله.
صلاة الضحى
تعتبر صلاة الضحى سنة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بإجماع العلماء، و هي سنة مؤكدة، و ووقتها هو في بداية الربع الثاني من النهار أو حين تصبح الشمس مرتفعة قيد رمح، و معنى لك أنها تصلى منذ شروق الشمس و حتى قبل دخول وقت الظهر، و قد صلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين و اربع ركعات و ثماني ركعات و أيضا اثني عشر ركعة، و هي تصلى ركعتين ركعتين فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “صلاة الليل و النهار مثنى مثنى”، و افضل الصلاة أن تصليها اربع ركعات، و قال أيضا: “لا يُحافظ عَلى صَلاة الضُحى إلا أوَّابْ، و هيَ صَلاة الأوَّابيْن”.
صلاة الشروق
تصلى صلاة الشروق عند شروق الشمس، و هو حين تذهب حمرة الشمس من السماء و يظهر بياضها، و قد روي عن النبي أنه قال: “من صلى الغَدَاةَّ في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجه، عمرة تامة، تامة، تامة”، و هي ركعتين أو اربع ركعات او ثماني ركعات و تصلى ايضا مثنى مثنى، أي أنك إذا أردت أن تصلي أربع ركعات فإنك تصلي ركعتين ثم تسلم، ثم تصلي ركعتين من جديد، و هي أيضا سنة مؤكدة.
كيفية صلاة الشروق و صلاة الضحى
يصلي المؤمن صلاة الشروق و صلاة الضحى كأي صلاة أخرى بفرق النية، فيتوضأ أولا ثم ينوي الصلاة و يكبر و يقرأ الفاتحة في الركعة الأولى و سورة من القرآن، و و يركع و يسجد ثم يصلي الركعة الثانية بنفس الطريقة ثم يجلس لقراءة التشهد ثم يسلم و يخرج من الصلاة، و كما ذكرنا فإنها من الممكن أن تصلى ركعتين فقط.
فضل صلاة الشروق و صلاة الضحى
كما ذكرنا فإن كلا من صلاة الشروق و صلاة الضحى سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و قد حثنا النبي على اتباع سنته و على أداء صلوات النوافل، فعن أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعاً غَيْرَ فَرِيضَةٍ إلَّا بَنَى الله لَه بَيْتاً فِي الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ» قالت أم حبيبة: فما بَرِحْتُ أُصَلِّيهنَّ بَعْدُ. أخرجه مسلم.
و كذلك فإن الله يوضح في هذا الحديث القدسي أن افضل ما يتقرب به العبد لربه هو النوافل، حيث يقول الله تعالى في الحديث القدسي: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَ مَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيهِ وَ مَا زَالَ عَبْدِي يَتَقَّرَبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أَحْبَبْتُهُ، فَكُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَ بَصَرهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَ يَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَ رِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَ إنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَ لَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وَ مَا تَرَدَّدتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المؤمِنِ يَكْرَهُ الموتَ وَ أَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ». أخرجه البخاري.
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : “أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ : صَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَ صَلاةِ الضُّحَى ، وَ نَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ”.
و عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ و أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ : “ابْنَ آدَمَ ارْكَعْ لِي مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، أَكْفِكَ آخِرَهُ”، رواه الترمذي و صححه الشيخ الألباني، و قال صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله في تفسير ذلك أن مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ يقصد بها صلَاةُ الضُّحَى ، وَ قِيلَ صَلَاةُ الشروق، وَقِيلَ سُنَّةُ الصُّبْحِ وَ فَرْضُهُ لِأَنَّهُ أَوَّلُ فَرْضِ النَّهَارِ الشَّرْعِيِّ.