انتشرت عبادة الأصنام قبل نزول الرسالات السماوية بين الأقوام ، والصنم هو عبارة عن تمثال مصنوع من المعدن أو الحجر يتم وضعه في مكان معروف ، ويقوم الأشخاص بالذهاب إليه والتقرب عن طريق تقديم القرابين والهدايا له ، إعتقادا منهم أنه ربهم ، وعندما نزل الرسل وسألوا هؤلاء الأقوام عن سبب عبادتهم لهذه الأصنام أجابوا ” هذا ما وجدنا عليه آباؤنا ” .
أول من قام بإدخال عبادة الأصنام إلى البشرية :
من الصعب معرفة أول شخص أدخل هذه العبادة إلى البشر ، بسبب توالي وتتابع عدد كبير من العصور المتباينة ، ولكن ما يمكن الجزم بصحته أن هذه العبادة موجودة قبل قوم نوح عليه السلام الذين عبدوها في الجزيرة العربية .
كيف دخلت الأصنام الجزيرة العربية ؟
أول من أدخل عبادة الأصنام إلى مكة هو عمرو بن لحي الخزاعي ، وكان زعيما مسموع الكلمة في هذه المنطقة ، حيث أمر بعبادة الأصنام حينما وجدها تعبد في بلاد الشام ، فإعتقد أن عبادتها حق ، وهناك حوار بينه وبين أهل الشام عن عبادة الأصنام قبل دخولها الجزيرة العربية .
ملخص حوار عمرو مع أهل الشام :
قال عمرو لأهل الشام : ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ فأجابوا : هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا. فقال عمرو: ألا تعطوني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه، فأعطاه أهل الشام صنماً يُدعى بهبل وجاء به لمكة ونصبه وأمر الناس بعبادته، ثم تبع أهل مكة أهل الحجاز في تلك العبادة، لتنتشر بين جميع القبائل العربية ، ظنا منهم أنه الدين الحق .
كيف انتهى عصر عبادة الأصنام في الجزيرة العربية ؟
انتهت هذه العبادة ببعث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى العرب ، حيث قام بدعوة أهل مكة بالإبتعاد عن عبادة الأصنام وعبادة الله عز وجل القادر على شيء وخالق الكون بأسره ، ولكنهم استكبروا عن عبادته واتهموا رسوله بالجنون ، ولكنه ثابر وصبر وواصل دعوته حتى آمن بالله وبدعوته عدد كبير من الناس ، وبدأت عبادة الأصنام تتلاشى وأصبح الإسلام هو الدين الأساسي الشائع بين العرب حتى الوقت الحالي .
كيف كانت الأصنام في الديانات السماوية الأخرى (المسيحية واليهودية ) ؟
أمرت الديانتين المسيحية واليهودية الإبتعاد عن عبادة الأوثان والأصنام ، فذكر ذلك في الوصايا العشر الخاصة بالديانة المسيحية ونص الوصية كالتالي : “لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ، ولاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ”. ، كما وضعت هذه الديانات عقوبة لمن يعبد الأصنام ألا وهي أن يتم رجمه حتى يموت .