اندلعت الحروب في أوروبا لتنذر بصراعات دولية عظيمة ، والتي بدأت بالحرب العالمية الأولى عام 1914م ؛ حيث انقسمت فيه الأطراف المتنازعة إلى طرفين وهما دول المحور التي اشتملت على ألمانيا وتركيا والنمسا والمجر ، والطرف الثاني كان دول الحلفاء التي ضمت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا واليابان ، لتنضم إليهم الولايات المتحدة الأمريكية بعد مرور نحو ثلاث سنوات ؛ حيث أنها كانت تفضل تبني دور الحيادية ولكن لعدة عوامل تدخلت في الحرب العالمية الأولى ، ومن بعدها ظهر تدخلها في الحرب العالمية الثانية أيضًا.
أسباب تدخل الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى
لقد دعا الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون الشعب الأمريكي بألا يقف مع فريق ضد الآخر في بداية اندلاع الحرب العالمية الأولى ، وهو الموقف الحيادي الذي دام حتى عام 1917م لاعتباره أن هذه الحرب إمبريالية لا تنتهي ؛ ليتغير الموقف تمامًا وتدخل الولايات المتحدة دائرة هذه الحرب لعدة أسباب ، ومن أهمها :
إصرار ألمانيا على خوض حرب الغواصات إلى أبعد الحدود ، وهو ما تسبب في إغراق الباخرة الإنجليزية المعروفة باسم “لوزيتانيا” عام 1915م ، وكانت تحمل على متنها من الأمريكيين 118 شخص ، مما أدى إلى غضب الولايات المتحدة التي هددت بأنها ستعتبر أي عملية مثل هذه عملية غير ودية إذا حدثت مجددًا ، وهو ما جعل ألمانيا تعدل عن حرب الغواصات لفترة
معاودة ألمانيا إلى نفس ما كانت تقوم به في السابق من عمليات ضرب الغواصات ، وهو ما تسبب في الأضرار البالغة التي وقعت على بريطانيا ؛ حيث حدث لديها نقص في التمويل بالمواد الأولية ، كما عانت من أزمة غذائية ، وكانت تهدف ألمانيا بأفعالها بأن تجعل بريطانيا تستسلم
خرقت ألمانيا وعودها مع الولايات المتحدة عام 1915م ، وهو ما أدى إلى سوء العلاقات بين البلدين والتي انتهت بقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1917م
إعلان الرئيسي الأمريكي ويلسون بتسليح البواخر الأمريكية يوم 12 مارس عام 1917م ، وذلك بهدف الدفاع عن نفسها إذا حدثت مواجهة مع الطرف الثاني
قامت الغواصات الألمانية بإغراق باخرة تجارية تُعرف باسم “فيجيلانتيا” ، وهو ما جعل الكونغرس الأمريكي يقوم بالتصويت على تدخل الولايات المتحدة في الحرب القائمة في شهر إبريل من عام 1917م
قامت ألمانيا بتحريض المكسيك لتخوض حربًا ضد الولايات المتحدة مقابل تمكينها من استعادة الأراضي التي سيطرت عليها الولايات المتحدة عام 1848م (المكسيك الجديدة – كاليفورنيا)
إبداء وسائل الإعلام والرأي العام الأمريكي الرغبة في تدخل الولايات المتحدة في الحرب القائمة ، وسعي دول الوفاق إلى استدراج الولايات المتحدة لتدخل الحرب بغية تغيير الموازين لصالحها.
نتائج الحرب العالمية الأولى
حينما تدخلت الولايات المتحدة في الحرب ؛ جعلت موازين القوة تنتقل سريعًا إلى دول الوفاق ، وقد تمكنت الولايات المتحدة من الاستفادة ماديًا واقتصاديًا من هذه الحرب ، وقد تمت هزيمة دول المحور التي تراجعت هيبتها بعد الحرب ، وكانت هذه الحرب هي النقطة الرئيسية التي قامت بالتمهيد لاندلاع الحرب العالمية الثانية.
أسباب تدخل الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية
اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا منذ عام 1939م وحتى عام 1945م ، وقد شاركت فيها غالبية دول العالم ومن أهمها القوة العظمى المتمثلة في دول الحلفاء ودول المحور ، ومن الأسباب التي أدت إلى تدخل الولايات المتحدة في هذه الحرب عام 1941م :
- رغبة الرئيس الأمريكي روزفلت في خوض هذه الحرب وقوفًا إلى جانب فرنسا وإنجلترا
- الهجوم على الأسطول الأمريكي الذي كان مقيم في قاعدته البحرية في ميناء بيرل هاربر عام 1941م من قِبل البحرية اليابانية
- طلب الدول الأوروبية مساعدة الولايات المتحدة
- محاولات هتلر لفرض سيطرته وعدم احترامه للمواثيق الدولية
- تخوف الولايات المتحدة من سيطرة ألمانيا على العالم
- تخوف الولايات المتحدة من توسع اليابان في الشرق الأقصى.
نتائج الحرب العالمية الثانية
نتجت عن هذه الحرب العديد من الخسائر ومن أهمها هزيمة دول المحور واستسلام إيطاليا ، وخرجت الولايات المتحدة كقوة كبرى في العالم بجانب الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت ، وقد تم تقسيم ألمانيا إلى دولتين وهما ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية ، وتمكنت الدول الأوروبية من استعادة كافة الحدود الخاص بها ماعدا بولندا.