هرقل ( هيراكليس الإغريقي ) من أهم أبطال العصور القديمة و قد نال قسط كبير جدا من الشهرة عن غيره من الأبطال التي عرفت في العصور القديمة ، هرقل ( هيراكليس الإغريقي ) هو ابن جوبيتير وألكميني الطيبية … و قد كانت جونو على عداء بأبناء جوبيتير من جميع زوجاته الأخريات و لكن عداوتها و قسوتها لأبنه هرقل فاقت كل حد ، و قد رتبت جونو الأمور قبل مولد هرقل لكي تمنعه من حكم المملكة وراثة عن أبيه . وقد حاولت لتنفيذ ذلك مرارا وتكرار فعندما كان هرقل صغيرا في مهده قامت بأرسال ثعبانين لكي يخنقوا هرقل و لكن لا توفق قي ذلك الأمر حيث كان هرقل قويا جدا و كان لدية قوة خارقة فعندما رأى هرقل الثعبانين قام بأمسكهما في يديه و خنقهما .

معلمي ومدربي هرقل
وقد كان هرقل يتلقى في شبابه تعليما جادا في جميع فنون الرجال .. وكان تدريب هرقل على فنون الرجال على أيدي أفضل وأشهر وأقوى مدربي بلاد الإغريق ،و قد قام أمفتريون ملك طيبة ابن ألكايوس و حفيد برسيوس بتعليمه دروسا في فن قيادة العربات ، وقد لقنه أوتوليكوس ابن ميركوري فنون المصارعة حتى اصبح ماهرا بها ، و قام الملك يوريتوس بتعليمه فن الرماية وقام كاستور و هو أحد ابناء جوبيتير بتدريبه على كيفية الصمود و الصبرفي القتال العنيف ، و قد قام لينوس ابن أبولو بتلقينه دروسا في فنون الغناء والعزف على القيثارة ، و كان رادامانوث الذي أشتهر بأخلاقه الفاضلة التي أستطاع بسببها فيما بعد أحد قضاة العالم السفلي قام بتدريبه على الحكمة و الأخلاق الفضيلة .

قتل معلمه لينوس
من المعروف أن هرقل كان في شبابه يفتقر إلى القدرة على ضبط النفس حتى أنه كان فى إحدى ثورات غضبه قام بقتل معلمه لينوس …لذا قام أمفتريون بنفي هرقل إلى الريف حيث يقوم برعاية المواشي و ذلك تأديبا له على جريمة قتل معلمه لينوس و لهذا السبب نمى وترعرع في الخلاء …و لكنه في ذلك الوقت بدأ تظهر منه الكثير من الأعمال المدهشة التي تدل على الجرأة و قوته الخارقة ومن ضمن هذه الأعمال قام هرقل ذات يوم بقتل الأسد الثيسي الذي أستطاع ولمدة طويله جدا يهاجم قطعان الإنام في الجهات المجاورة وعندما قتله هرقل هذا الأسد الشرس قام هرقل بأرتداء جلد هذا الأسد حيث جعله لباسه العادي . .

زواج هرقل
قضى هرقل معظم حياته في خدمة الأخرين ، ويحكى أنه ذات يوم رأى حلما ( حيث رأى في منامه سيدتين ، قالت إحداهما لهرقل : أنا السرور و معي لن تعرف الحزن إطلاقاً فتعال معي ،عندي لك الكثير من الهدايا ، وأعدك أن أهبك سهولة العيش والترف والثروة والأصدقاء و البيت السعيد و الأولاد الذين يخلدون اسمك و يتذكرونك ، لن تقاسي أية مشقات و لن تحتاج إلى شيء وأنت بجواري) ، و قالت السيدة الأخرى ( أنا الواجب اخترني تكن المشقة دائما في ركابك وستكون الراحة غريبة عليك وكثيرا ما ستعاني الألم ويمزق الحزن قلبك ومع ذلك فسيتذكرك البشر بالشكر وعرفان الجميل ستكون بطل شعبك وسيخلدون اسمك إلى الأبد .
و هنا أدرك هرقل سريعا أنه أ/ام خيارين لا ثالث لهما أما أن يختار السيدة الأولى بما تحمله من سعادة وأستقرار و فرح أو يختار السيدة الثانيه التي تحمل طريق الواجب والمشقه ، وفي حقيقة الأمر لن يتردد هرقل في حلمه و لكنه أختار طريق طريق الواجب

عودة هرقل من المنفى :
فلما رجع هرقل من المنفى ، قرر مساعدة أخيه غير الشقيق إيفكليس وأباه بالتبني أمفتريون في حرب قاموا بها من أجل تحرير مدينتهم، و قد أستطاعوا أن ينتصروا في هذه الحرب وتمكنوا من هزيمة العدو و ذلك بفضل شجاعة و بسالة هرقل و لكن أمفتريون قتل في هذه الحرب ، و و قد فاز هرقل بمكافأة كبيرة و هي يد الأميرة ميجارا و أستطاع أن يعيش وقت سعيد معها و مع أولادة التي أنجبتهم .

و لكن جونو كانت ما زالت تحمل العداء لهرقل ، لم تطق أن تري هرقل في سعادة لذا أستطاعت أن ترسل إليه جنونا جعله يقتل جميع أولاده وهو في ذروة جنونه بالأضافة إلى قتله اثنين من أولاد أخيه إفكليس و لكن بعد كل هذا الجنون عطفت عليه جونو فأرسلت إليه نوما عميقا أنقذه من اقتراف جرائم أخرى و عندما استيقظ هرقل من نومه اصبح سليم العقل لكنه حزن حزنا شديدا.

وبعد تفكير طويل أدرك هرقل أن مجرد حزنه على ما قام بفعله لن يكفي وأنه لابد أن يحاول التكفير عن ذنبه … فقام هرقل بأستشارة الحكماء والكهنة وحتى الآلهة … وفي نهاية الأمر فرض على نفسه عقاب قاسي و هو أن يقوم بخدمة ابن عمه الملك يوريثيوس و أن يقوم بتنفيذ كل أوامره مهما تكن ، و ذلك لمدة عام كامل ، و لكن لم تتركه جونو إلى يوريثيوس بأن يفرض أعمال في شدة القسوة على هرقل حتى تزيد من معاناته و من ضمن هذه الأعمال :

أمر يوريثيوس البطل هرقل أن يقتل أسد معروف عنه بالوحش الكاسر الضخم وكانهذا الأسد يدعى (نيميا ) ، فقام هرقل بالبحث عن هذا الأسد الضرغام ونشبت بينهما حرب مروعه وأستطاع هرقل أن يهجم على هذا الأسد بيديه و قام بخنقه حتى مات ، وقام هرقل بحمل الأسد على كتفه بعد أن قتله وذهب به إلى يوريثيوس كما طلب منه .

حياة هرقل الأخيرة
رويت عدة حكايات عن حياة هرقل الأخيرة منها أنه أصبح بطل قومي لبلاد الإغريق بأكمالها ، وهناك رويات أخري تأكد أن هرقل عاد إلي الجنون مرة أخرى .