التكنولوجيا في أيامنا هذه أصبحت من أهم الأشياء في حياتنا ومن أكثر الأشياء التي تعمل على توفير الجهد، وتساعدنا في أن نوسع من مداركنا، وأصبح الآن العلم والتعلم سهل للغاية بفضل الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، وأصبح التواصل أسهل من ذي قبل، بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي واستطاعت الهواتف الذكية أن تسهل الأمر أكثر وأكثر، ولهذا أصبحنا نعتمد على هواتفنا الذكية بشكل يومي، فسواء الكبار أو حتى الصغار، نجدهم الآن يستخدمون الهواتف الذكية بشكل كبير ولكن هل من الممكن أن يتحول الأمر إلى إدمان ؟
المراهقة و إدمان الهاتف الخلوي
يعد إدمان الهواتف الذكية من الظواهر الحديثة، وهي كما تصيب الكبار فهي تصيب المراهقين بشكل كبير أيضاً، وهذا الأمر يضع العديد من الافتراضات التقليدية على المحك.
سابقاً كان للإدمان شكل آخر مختلف يجعل الآباء متخوفين منه بشكل كبير، فكان يرتبط مصطلح الإدمان مع المواد المخدرة مثل الهيروين والنيكوتين والكوكايين وغيرها، ولكن الآن تحول الإدمان ليأخذ شكل أخر، فقد أصبح المراهقين مربوطين بهواتفهم الذكية بشكل يومي لمدة أكثر من سبع ساعات في المتوسط وهذا يمثل نوع من أنواع الإدمان.
هل من الصحي أن تسمح لطفلك أن يبقى أمام التلفاز بشكل يومي لمدة تتعدى الأربع ساعات؟ هل هذا الأمر صحيح أن يكون طفلك مشغول إلى هذا الحد أمام الشاشات؟ في الحقيقة هذا الأمر غير صحي، فما بالك بالهواتف الذكية التي أصبحت في أيدي الأبناء طيلة اليوم وأصبحت منتشرة في كل مكان، مما يزيد من تعقيد إدارة السلوك.
إدمان مواقع التواصل الإجتماعي
أينعم يعد أكثر الاستخدامات الهواتف الخلوية في سن المراهقة هي بغرض التواصل والحديث من خلال الرسائل النصية أو غيرها من طرق التواصل التي تتيحها التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يتخطى إدمان الهواتف الذكية هذا الأمر ليشمل الألعاب والتطبيقات العديدة والمختلفة على الهواتف الذكية، وخصوصاً تطبيقات التواصل الاجتماعي.
أصبحت الهواتف الذكية وسيلة أساسية تمكن الشباب من التعليق والموافقة والنقد والاعجاب على العديد من الأشياء التي تدور حولهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
في الغالب لا يتواصل الشباب بشكل متواصل، فهم دائماً مع الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي بل أن الأمر تجاوز هذا، فأصبحوا يبحثون على المعجبين والمتابعين لما يشاركونه على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح الحصول على متابعين ومعجبين أكثر على مشاركاتهم على الإنترنت من أكثر الأشياء التي تجذب انتباههم ووقتهم أغلب الوقت، وقد وصل الأمر إلي أن أصبح هوس بالنسبة للمراهقين، مثلما نرى على التطبيقات التي تشبه سناب شات وانستقرام والتيك توك التي توفر خدمة مشاركة الصور ومقاطع الفيديو الصغيرة، فنجد المراهقين يتفاخرون بهذه الصور والفيديوهات بالمعجبين الموجودين الذين يشاركونها على هذه المواقع والتطبيقات.
هناك عنصر بيولوجي لهذا السلوك، فالدراسات أثبتت تفاعل الدماغ من الهواتف الذكية كما لو أنها دواء، ولقد أظهرت أن كل رنة للهاتف أو كل رنة لتنبيهات الإشعارات الخاصة بمواقع التواصل والتي تبين أن هناك أمر ما جديد، تتسبب في إطلاق الدوبامين في الدماغ.
فوائد الهواتف الذكية
على الجانب الآخر قد يكون استخدام المراهقين والشباب للهواتف الذكية من الأمور المهمة والمفيدة، حيث يمكنهم استخدام التطبيقات في التواصل مع أقرانهم لمساعدة بعضهم البعض في المهام الدراسية، وكذلك استخدام بعض التطبيقات التي من الممكن أن تساعدهم في التعلم أو تنظيم وقتهم، ولهذا من المهم أن يتم استخدام الهواتف الذكية حتى نتمكن من إنشاء توازن صحي، وهناك بعض الأشياء التي من الممكن أن تكون توجيه ودعم بهم في هذا الأمر، مثل دعم عملية التثقيف.
من الممكن أن يتم استخدام الهواتف الذكية بدون أن تأثر علينا بالسلب سواء جسدياً أو عاطفياً أو اجتماعياً أو أكاديمياً بغرض تنمية الثقافة والحالة المعرفية لدى المراهق.
علاج إدمان الهواتف الذكية
وضع خطة عمل وأهداف عامة
يجب أن يتم وضع خطة تتطبق على جميع أفراد العائلة، مثلاً أن يتم منع استخدام الهواتف أثناء الاجتماعات العائلية أو أثناء العشاء، حتى يتعلموا أنهم ليسوا وحدهم عرضة لإدمان الهواتف الذكية.
المراقبة العائلية للاستخدام
من الممكن أن يتم استخدام بعض التطبيقات التي تساعد في مراقبة الآباء لاستخدام أبنائهم، حيث يتم تحديد وقت معين لاستخدام الهاتف.