قد تتحسن مكافحة داء السكري من النوع الثاني قريبا، وهذا بفضل دراسة ريادية جديدة تمت على الألياف الغذائية، حيث تقول الدراسة أن هذه الألياف تروج لبكتيريا التخمر في الأمعاء، وهذه البكتيريا تفيد في التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم .

بكتيريا التخمر تحسن صحة مرضى السكري من النوع 2
قد تتحسن مكافحة مرض السكري من النوع الثاني في وقت قريب، وهذا بفضل دراسة ريادية رائدة للألياف، والتي تقودها أستاذة بجامعة روتجرز – نيو برونزويك، وهذا وفقا للبحث العلمي الذي نشر في الثامن من مارس، والذي عمل على ترقية مجموعة مختارة من بكتيريا الأمعاء عن طريق اتباع نظام غذائي غني بألياف متنوعة، مما أدى إلى تحسين السيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم، وفقدان أكبر للوزن، وتحسين مستويات الدهون لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني .

عن الدراسة
تقدم هذه الدراسة والتي تم إجراؤها لمدة ست سنوات، أدلة على أن تناول المزيد من الألياف الغذائية الصحيحة قد يعيد توازن بكتيريا الأمعاء، أو النظام الإيكولوجي للبكتيريا في الجهاز الهضمي، الذي يساعد على هضم الطعام، وهو مهم لصحة الإنسان بشكل عام .

وقال ليبينج تشاو مؤلف الدراسة الرئيسي وأستاذ في قسم الكيمياء الحيوية والأحياء الدقيقة في مدرسة العلوم البيئية والبيولوجية بجامعة روتجرز – نيو برونزويك، أن هذه الدراسة تضع حجر الأساس، وتفتح إمكانية أن تصبح الألياف التي تستهدف هذه المجموعة من بكتيريا الأمعاء جزءا أساسيا من النظام الغذائي والعلاج .

السكري من النوع الثاني
يعد مرض السكري من النوع الثاني هو أحد أكثر الأمراض شيوعا، ويظهر عندما يفرز البنكرياس كمية ضئيلة جدا من الأنسولين – والأنسولين هو هرمون يساعد الخلايا على إدخال الجلوكوز لاستخدامه كطاقة – أو يظهر لأن الجسم لا يستخدم الأنسولين بشكل جيد .

تصريحات الدكتور زاو
يقول زاو الذي يعمل في معهد نيو جيرسي للأغذية والتغذية والصحة في روتجرز – نيو برونزيك، أن العديد من البكتيريا في الأمعاء تكسر الكربوهيدرات مثل الألياف الغذائية، وتنتج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تغذي خلايا بطانة الأمعاء لدينا، وتحد من الالتهابات وتساعد على التحكم في الشهية، وقد ارتبط النقص في الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة بالنوع الثاني من داء السكري وغيره من الأمراض، كما أظهرت العديد من الدراسات السريرية أن زيادة تناول الألياف الغذائية يمكن أن تخفف من مرض السكري من النوع الثاني، ولكن الفعالية يمكن أن تختلف بسبب عدم فهم الآليات .

تفاصيل الدراسة
في الدراسة التي تمت في الصين، والتي قامت بها تشاو وهي أستاذ مساعد بحثي في ​​مختبر زاو في روتجرز، وعلماء من جامعة شانغهاي جياو تونغ ويان لام، ، باختبارات على مرضى السكري من النوع الثاني الذين قسموهم إلى مجموعتين، تلقت المجموعة الضابطة تعليما معياريا و توصيات غذائية، وأعطيت مجموعة العلاج كمية كبيرة من أنواع عديدة من الألياف الغذائية أثناء تناول نظام غذائي مماثل للطاقة والمغذيات الرئيسية، وكلا المجموعتين تناولت عقار أكاربوسي للمساعدة في السيطرة على جلوكوز الدم .

نتائج الدراسة
شملت الحمية الغنية بالألياف كلا من : الحبوب الكاملة، والأطعمة الطبية الصينية التقليدية الغنية بالألياف الغذائية والمواد الحيوية، والتي تعزز نمو البكتيريا قصيرة السلسلة لإنتاج الأحماض الدهنية، وبعد 12 أسبوع كان لدى المرضى الذين يتناولون النظام الغذائي عالي الألياف انخفاض أكبر في متوسط ​​مستويات الجلوكوز في الدم لمدة ثلاثة أشهر، كما انخفض مستوى السكر في الدم عند الصيام بشكل أسرع وفقدوا المزيد من الوزن .

والمثير للدهشة أنه من بين 141 سلالة من بكتيريا الأمعاء المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تم تحديدها، تم تعزيز 15 سلالة فقط من خلال استهلاك المزيد من الألياف، وبالتالي من المرجح أن يشير هذا لصحة أفضل، بعد أن عززها النظام الغذائي عالي الألياف، وقد أصبحت السلالات المهيمنة في القناة الهضمية بعد أن عززت مستويات الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة المذيبات والأسيتات، حيث خلقت هذه الأحماض بيئة معوية خفيفة الحموضة أدت إلى انخفاض أعداد البكتيريا الضارة وأدت إلى زيادة إنتاج الأنسولين وتحسين السيطرة على جلوكوز الدم .

وبالتالي تدعم الدراسة إنشاء بكتيريا الأمعاء السليمة، كطريقة غذائية جديدة للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني وإدارته .