فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia مشتقة من اللغة الإغريقية بمعنى نقص في كمية الدم) هو حالة تحدث بسبب انخفاض تركيز الهيموغلوبين عن المستوى الطبيعي (الاناث البالغات غير الحوامل اقل من 11غم/ديسيلتر والذكور البالغين أقل من 13غم/ديسيلتر). وبسبب القلة في مستوى الهيموغلوبين تعاني اجهزة الجسم من عدم الحصول على ما يكفي من الأوكسجين وبالتالي يشكو المرضى من علامات واعراض مثل الإرهاق والصداع وعدم التركيز والخمول وغيرها..
اسباب فقر الدم
تحمل خلايا الدم الحمراء الأكسجين من الرئة إلى بقية الجسم، والجزء المحدد من خلية الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين يسمى الهيموجلوبين، كما تقوم خلايا الدم الحمراء بنقل النفايات من الخلايا إلى الجهاز البولي والجهاز التنفسي ليتم إفرازها، وعندما يكون عدد خلايا الدم الحمراء أو كمية الهيموجلوبين منخفضًا، تتلقى خلايا الجسم كمية أقل من الأكسجين مقارنةً بالطبيعي، وانخفاض مستوى الأكسجين يمكن أن يسبب التعب والأعراض الأخرى مثل الضعف، وصعوبة القيام بالمجهود، ويمكن أن ينشأ فقر الدم لأسباب عديدة، وفي الواقع، هناك أكثر من 400 نوع من فقر الدم، ولكن يمكن تصنيفها جميعًا إلى هذه المجموعات العامة الثلاث :
1- فقر الدم الناجم عن فقدان الدم .
2- فقر الدم الناجم عن انخفاض أو ضعف في إنتاج خلايا الدم الحمراء في النخاع العظمي .
3- فقر الدم الناجم عن تدمير خلايا الدم الحمراء
داء السكري وفقر الدم
لا يسبب مرض السكري فقر الدم مباشرة، ولكن بعض المضاعفات والظروف المرتبطة بالسكري يمكن أن تسهم في ذلك، على سبيل المثال، يمكن أن يساهم كل من أمراض الكلى المتعلقة بالسكري ( اعتلال الكلية )، وتلف الأعصاب ( الاعتلال العصبي ) في تطور فقر الدم، بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول بعض أدوية مرض السكري عن طريق الفم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم، ويمكن أن يعاني مرضى السكري من فقر الدم نتيجة عدم تناول الطعام بشكل جيد، أو بسبب وجود حالة تتداخل مع امتصاص العناصر الغذائية .
وعادة، تفرز الكلى هرمون يسمى الإريثروبويتين، والذي يحفز نخاع العظام لإنتاج خلايا الدم الحمراء، وفي اعتلال الكلية السكري، تتلف الأوعية الدموية الصغيرة التي تصفي النفايات من الجسم وتبدأ المواد ” المتسربة ” ( مثل البروتين ) في البول، في الوقت نفسه، يتم تقليل كمية الإريثروبويتين التي تنتجها الكلى، مما يؤدي إلى فقر الدم، وقد أظهرت بعض الدراسات أن انخفاض إنتاج الإيثروبويتين وفقر الدم يحدث في وقت سابق لدى مرضى السكري وأمراض الكلى، مقارنة بأولئك الذين يعانون من أمراض الكلى وعدم وجود مرض السكري، ويمكن أن يؤدي كل من مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم وارتفاع ضغط الدم، إلى حدوث تلف في الكلى .
الاعتلال العصبي والأنيميا
في الأشخاص الذين لديهم نوع من الاعتلال العصبي يسمى الاعتلال العصبي اللاإرادي، قد لا يتمكن الجسم من الإشارة بشكل صحيح إلى الكليتين لإنتاج المزيد من الإرثروبويتين، فيصابون بفقر الدم، والاعتلال العصبي يظهر مع مرض السكري، كما الأشخاص الذين لديهم مرض السكري هم أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب، أو عدم قدرة القلب على ضخ الدم الكافي لتلبية احتياجات الجسم، ويمكن أن يؤدي انخفاض وظائف القلب إلى ضعف وظائف الكلى، كما يعاني العديد من الأشخاص الذين يعانون من قصور في وظائف القلب من نقص في التغذية، كل من هذه يمكن أن تسهم في فقر الدم، وحوالي 20 % من المصابين بفشل القلب يعانون من فقر الدم .
وكثير من الناس الذين يعانون من مرض السكري لديهم نقص في المغذيات التي يمكن أن تسبب فقر الدم، ويمكن أن يحدث نقص في المغذيات إما بعدم تناول ما يكفي من المواد الغذائية ( لأن الشخص يحد من اختياراته الغذائية على سبيل المثال )، أو بسبب عدم قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية التي يتم تناولها، ويمكن أن يسبب نقص الحديد وفيتامين ب 12 وفيتامين ب 6 وحمض الفوليك فقر الدم، وأحد الأمراض التي تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية هو مرض الاضطرابات الهضمية، ففي مرض الاضطرابات الهضمية لا يستطيع الجسم تحمل الغلوتين، وحوالي واحد من كل 20 شخص مصاب بالسكري يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية .
أدوية السكري والأنيميا
أدوية السكري، مثل الميتفورمين هو العلاج الأكثر شهرة على نطاق واسع للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2، ومن المعترف به الآن أن الميتفورمين يمكن أن يسبب سوء امتصاص فيتامين ب 12، وأن الاستخدام طويل الأجل ( 12-15 سنة ) من الميتفورمين يؤدي إلى نقص فيتامين ب 12 في 30 % من الأشخاص الذين يستخدمونه، ويمكن أن يسبب نقص فيتامين ب 12 فقر الدم، وكذلك اعتلال الأعصاب المحيطية ( تلف الأعصاب في القدمين والساقين واليدين والذراعين ) .