يبدأ قلب (بالإنجليزيّة: Heart) الإنسان بالنبض من وقت وجوده في الرحم قبل الولادة، وبالرغم من أنّ حجمه لا يتعدّى حجم قبضة اليد، إلّا أنّ هذه العضلة تُعدّ أقوى عضلات جسم الإنسان، وعادة ما يكون مُعدّل نبضات القلب حوالي 70 نبضة في الدقيقة، يقوم خلالها القلب بضخ الدم من جزئه الأيسر باتّجاه باقي أجزاء وأنسجة الجسم من خلال الشرايين (بالإنجليزيّة: Arteries)، وبعد تزويد الجسم بالأكسجين والمواد الغذائيّة الضرورية له، يتم إعادة الدم من أجزاء الجسم عبر الأوردة (بالإنجليزيّة: Veins) إلى الجزء الأيمن من القلب، ومن الممكن أن يتعرّض القلب للأضرار والتلف نتيجة العديد من الأسباب وعوامل الخطورة؛ حيثُ تُعتبر أمراض القلب أكثر أسباب الوفاة شيوعاً، وقد تصل نسبتها إلى 25% من حالات الوفاة.

مرض القناة الشريانية السالكة الخلقي

في فترة الحمل ، لا يحتاج الجنين في رحم أمه لأن يتنفس من خلال رئتيه ، حيث أن الأكسجين الهام لجسده يأتيه من خلال رئتي الأم ويصل إليه عن طريق الحبل السري ، والقناة الشريانية السالكة هي وعاء دموي يتواجد لدى الجنين في فترة الحمل ، تمنع هذه القناة الدم من الوصول للرئتين ، فيمر الدم من الشريان الرئوي إلى الشريان الأبهر ، وفي لحظة ولادة الجنين وخروجه للحياة وقطع الحبل السري الذي كان يتلقى من خلال الغذاء والهواء من أمه ، فهنا يبدأ عمل الرئتين ، حتى يتنفس الطفل بشكل طبيعي ، فتبدأ الرئة في العمل وتغلق القناة الشريانية التي كانت موجودة لدى الطفل في خلال ساعات من بعد ولادته ، لكن المشكلة أن بعض الأطفال قد لا تغلق هذه القناة بعد ولادة الطفل ، وتظل مفتوحة ، وهنا يحدث الخلل المسمى بمرض القناة الشريانية السالكة .

أعراض الإصابة بالقناة الشريانية السالكة

في حالة كانت القناة الشريانية السالكة لم تغلق بشكل كامل إنما أغلقت بشكل بسيط ، فقد لا تظهر أي أعراض واضحة على الجنين وهو ما يعرض الطفل للإصابة بإلتهاب الشغاف القلبي ، بينما إذا كانت الفتحة الخاصة بالقناة الشريانية كبيرة فيشعر الأهل بأن الطفل يتنفس بصعوبة ، ويبكي بشكل مستمر ، كما أن نموه يكون ضعيفآ أيضآ .

تشخيص وعلاج مرض القناة الشريانية السالكة

يتم تشخيص مرض القناة الشريانية السالكة من خلال اللجوء لاستخدام الأشعة السينية ، كما يمكن أيضآ استخدام مخطط صدى القلب والذي يؤكد نتائج الأشعة السينية أو ينفيها ، وتخطيط صدى القلب يناسب الأطفال الأكبر سنآ من الأطفال حديثي الولادة .

أما بالنسبة لعلاج مرض القناة الشريانية السالكة ، فيفضل الأطباء في بداية الأمر الصبر قليلآ قبل التدخل بالعلاج ، فقد تستغرق القناة وقتآ أطول حتى تغلق بشكل طبيعي ، فخيار الإنتظار لبعض الوقت قد يكون مناسبآ جدآ بالنسبة للأطفال حديثي الولادة ، وفي حالة بقيت القناة مفتوحة ولم تغلق بشكل طبيعي فهنا يجب أن يتدخل الطبيب بالعلاج اللازم ، فهناك بعض الأدوية التي تمنح للطفل لتعمل هذه الأدوية على تحفيز القناة الشريانية السالكة حتى تغلق من تلقاء نفسها ، المشكلة هنا أن بعض الأدوية تضر الكلى الخاصة بالطفل ، لذلك فيهتم الأطباء جيدآ ببحث الأدوية التي من الممكن أن تفيد الطفل دون أن تسبب له أي أضرار صحية خطيرة ، فهناك بعض الادويةالخاصة بهذا الأمر تعد آمنة تمامآ ولا تسبب أي ضرر للكلى ، لكن نتيجتها تأخذ وقتآ أطول نسبيآ ، لكنها تعد الحل الأفضل تجنبآ لأي ضرر يذي الطفل أو يؤذي جسده الصغير .