يعرف السحر بأنه صرف الشيء عن وجهه، ومن العلماء من قال إنّ السحر حقيقةٌ، ومنهم الإمام القرطبي، وابن القيم، والإمام النووي، وابن قدامة، بينما ذهب فريق اخر إلى أن السحر ليس سوي تخيلاتٍ، وخداعٍ، وتمويهٍ، ولا تأثير له في مرض أو حل أو عقد، وهم عامّة المعتزلة ومنهم القاضي عبد الجبار ، وأبو منصور الماتريديٍ.
الوقاية من السحر
والسحر عبارة عن أمر خفي، وعمل شيطاني يؤثر في القلوب والأبدان، يتوصل إليه بفعل ما يحبه الشيطان، وأوله الشرك بالله ، و للوقاية من السحر يجب التعوذ بكلمات الله التامات ، وقراءة سورتي الفلق والناس صباحاً ومساءً ثلاث مرات أو أكثر، وكذلك قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وقبل النوم، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ( قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء.
علاج السحر
تتعدد طرق علاج السحر، إذ أشار ابن القيم إلى أن هناك أدوية قد يستفاد منها في علاج السحر وإزالته، ومن المهم قبل البدء بالعلاج، تشخيص المرض أي معرفة نوع السحر هل هو سحر تفريقٍ مثلاً، أم نوع آخر من أنواع السحر، لأن معرفة النوع قبل البدء بالعلاج يسهل المعالجة إذ أن بعضه يكون سهل العلاج، وبعضه صعباً ومستعصيا، أو العثور على ما فعله الساحر وإتلافه وإبطال مفعوله.
ويجب اجتناب معالجة المسحور بسحر بعمل سحر مثله، لأن الكفر لا يزال بالكفر، وقد نهى النبي الكريم عن النشرة وهي عمل السحر لمعالجة المسحور، ولأن الخير أقوى من الشر يجب علاج السحر بعمل خير وليس بعمل شر مماثل، والخير يكون في دفع السحر بعمل الأعمال والوسائل المباحة شرعاً.
علاج السحر بالرقية الشرعية
وتعد الرقية الشرعية أهم وأنجع علاج للسحر، إذ ثبت شرعا أن الله يرفع بها السحر ويبطله بها السحر.
ومن الرقى التي تستعمل أن يرقى المسحور بسورة الفاتحة، و اية الكرسي وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مع آيات السحر التي جاءت في سورة الأعراف، وسورة يونس، وسورة طه، وهي قوله سبحانه في سورة الأعراف في الآيات من 117 حتي 119، وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ ، وفي سورة يونس الآيتين 79و80 من يقول سبحانه: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ .
وفي سورة طه الآيات من الآية 65 حتى الآية 67 يقول سبحانه، قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى .
طريقة الرقية الشرعية
نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم و يستلزم في الذي يقوم بالرقية أن يكون مخلصا لله متوجها له بطلب الشفاء بإذنه ، كما أن على المصاب بالسحر أن يسأل الله الشفاء والعافية وأن يصدق في طلبه
ينفث بهذه الآيات الكريمات في الماء، ثم يصب هذا الماء الذي قرأت عليه تلك الآيات البينات العظيمات على ماء أكثر، ثم يغتسل به المسحور، ويشرب منه بعض الشيء، ثلاث شربات، بعدها يزول السحر بإذن الله ويبطل، ويعافي ويشفي المسحور.
ويوضع البعض من الرقاة سبع ورقات خضر من السدر في الماء، بعد أن تدق وتلقى في الماء الذي يقرأ فيه، والسدر هو شجر النبق ، ويمنع الذهاب إلى الكهان والدجالين والسحرة والمشعوذين إذ أنه غير جائز شرعا وفيه نهي.