دعاء المظلوم هو دعاء يدعو به المسلم الذي تعرض للظلم، وهو من أعظم الأدعية التي يُستجاب لها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، والمظلوم".

صور و أشكال الظلم

حرم المولى سبحانه و تعالى الظلم على نفسه ،و حرمه علينا أيضاً ،و دعانا دين الإسلام دين الرحمة ،و السماحة و العدل إلى الحرص الشديد على رد الحقوق لأصحابها ،و نهانا عن الظلم ،و الأذى و لكن ما نشهده اليوم غير ذلك فقد انتشر ظلم و أعظم أنواع الظلم هو الشرك بالله عزوجل ،و ظلم الإنسان لأخيه الإنسان بشكل مثير للغاية و من صور الظلم عدم إعطاء العاملين أجورهم ،و حقوقهم ،و المماطلة في رد الحق لأصحابه ظلم ، و العمل على أذى المحيطين بك و إخفاء الحقيقة ،و أنت تعلم أنها سبب في نجاة أحدهم ظلم و عدم الوفاء بالوعود ،و العهود ،و غير ذلك من أشكال الظلم الذي يقع من الإنسان في حق أخيه الإنسان ،و ظلم الإنسان لنفسه بأرتكابه الكثير من المعاصي التي تمنع عنه رضا الله سبحانه و تعالى .

دعاء المظلوم

عندما يشعر الإنسان بظلم أحدهم له يشعر ،و كأن جميع الأبواب قد غلقت في وجهه ،و لكن الباب الذي لا يغلق أبداً هو باب المولى سبحانه و تعالى ،و هنا يجب أن نتذكر الحديث النبوي الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث معاذاً إلى اليمن فقال ” اتق دعوة المظلوم فأنها ليس بينها و بين الله حجاب ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد فتح المولى عزوجل باب الدعاء أمام المظلوم وفي حديث آخر يوضح لنا أن دعوة المظلوم مستجابة بأذن الله تعالى عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر ،و الإمام العادل ،و دعوة المظلوم ،و يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء و يقول الرب و عزتي لأنصرنك و لو بعد حين ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .

وفيما يلي بعض الأدعية التي يمكن للمظلوم أن يدعو بها:

  • قول: "اللهم إني مظلوم، وأنت أعلم بالمظلوم، اللهم نصرني على من ظلمني، وانصرني عليه".
  • قول: "اللهم إني أسألك باسمك الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، أن تنصرني على من ظلمني، وتأخذ لي حقي منه".
  • قول: "اللهم إني أسألك أن تنصرني على من ظلمني، وأن تأخذ لي حقي منه، وأن ترد لي كياني، وأن ترزقني الصبر والرضا".

وعلى المسلم المظلوم أن يحرص على الدعاء لله تعالى، وأن يكثر من الاستغفار، وأن يصبر على ما أصابه، وأن يثق في أن الله تعالى سينصره، وأن يأخذ حقه ممن ظلمه.

وهناك بعض الأمور التي يجب على المظلوم مراعاتها عند الدعاء:

  • أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، وأن لا يدعو إلا الله تعالى.
  • أن يكون الدعاء موقوفًا على أمر الله تعالى، وأن لا يدعو بما يخالف شرع الله تعالى.
  • أن يكون الدعاء بقلب خاشع، وأن يشعر بألم الظلم الذي أصابه.
  • أن يكون الدعاء بعزيمة وإصرار، وأن لا ييأس من رحمة الله تعالى.

وإن استجاب الله تعالى لدعاء المظلوم، فإن ذلك يكون بمثابة نصر من الله تعالى له، ودليل على صدق إيمانه، وقوة تعلقه بالله تعالى.