هناك عدد لا حصر له من مجالات وفروع العلم ، وفي كل علم ظهر عدد من العلماء والباحثين الذين قد كرَّثوا حياتهم ووقتهم من أجل التفكير والإبداع به ، وهذا ما جعلهم يثرون الحياة العلمية ويُقدمون العديد من الاكتشافات التي ساعدت على حدوث الثورة العلمية والتكنولوجية بطريقة أدت إلى تطوير العالم بشكل مُذهل .
علم الفلك
يُعد علم الفلك واحدًا من أهم وأقدم العلوم التي عرفها الإنسان وعكف على تطويرها ، والمقصود به هو ذلك العلم المعني بدراسة الكون والغلاف الجوي والفضاء وما يحتوي عليه من أجرام وأجسام ودروب وما يطرأ على أي منهما من تغيرات طبيعية ، ويعتمد علم الفلك على العديد من العلوم الأخرى أيضًا ولا سيما علم الطبيعة (الفيزياء) وعلم الرياضيات والكيمياء .
ويتم الاعتماد بشكل كبير على علم الفلك في تحديد حالات الطقس والأرصاد الجوية إلى جانب الاعتماد عليه أيضًا في تحديد التقويمات المختلفة وتحديد ظهور الهلال في المناسبات الدينية وغيرهم ، وقد ظهر عدد كبير جدًا من اشهر علماء الفلك والذين قد قدموا إسهامات غير مسبوقة في هذا العلم ومنهم أبو بكر الحارثي ، يعقوب الكندي ، سند بن علي ، وغيرهم .
عالم فلك عربي مسلم
امتلأ التاريخ العربي والإسلامي بعدد كبير من العلماء الذين نبغوا في علم الفلك مثل :
يعقوب بن إسحاق الكندي
يُعد العالم العربي المسلم أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي واحدًا من أبرز علماء الفلك ، وقد وُلد عام 805م في العراق وتحديدًا في مدينة الكوفة وهو من أبناء قبيلة (كندة) ، وقد تتلمذ وتعلم العلوم الأساسية بالكوفة وبعد ذلك انتقل إلى مدينة بغداد من أجل الحصول على العلم بشكل أوسع ، ومنذ صغره وقد ظهر نبوغه وبراعته في العديد من العلوم الطبيعية مثل علم الفيزياء والرياضيات والفلك والفلسفة وغيرهم ، ونظرًا إلى مدى براعة الكندي ؛ فقد لاقى قدر كبير من اهتمام الخليفة المأمون والمعتصم بالله ، ولذلك تم تعيينه في وظيفة المشرف على كتابة وترجمة العلوم من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ، ونظرًا إلى مدى جمال خطه ؛ فقد عمل أيضًا في وظيفة الخطاط والكاتب في عهد المتوكل بالله .
إسهامات الكندي في علم الفلك
من أبرز إسهامات يعقوب الكندي في علم الفلك والتي جعلته واحدًا من أهم 12 عالم في علم الفلك ، ما يلي :
-ذكر الكندي أن الكرة الأرضية هي عبارة عن مركز تنجذب إليه الأجرام السماوية الأخرى مثل النجوم والأقمار والكواكب ، وأوضح أيضًأ أن النجوم والكواكب تدور في حلقات دائرية وكانت هذه النظرية مبنية على بعض نظريات بطليموس .
-أشار الكندي إلى أن تعاقب الليل والنهار وتعاقب فصول السنة ناتجًا عن اختلاف مراكز تواجد الكواكب وكذلك النجوم من كوكب الأرض مثل الشمس والقمر .
-أشار إلى أنه يوجد نوعين من التواصل أحدهما مبني على حدوث الاحتكاك والتلاصق والاخر مبني على حدوث تأثير إشعاعي عن بُعد على بعض المواد ، وقد اعتمد هنا على بعض نظريات واراء العالم أرسطو .
مؤلفات الكندي
كما قد قام يعقوب بن إسحاق الكندي أيضًا بتأليف الكثير من الكتب وصلت إلى ما يقرب من 260 كتاب ، منهم بعض المؤلفات الهامة في علم الفلك ، ومن أهمها ، ما يلي :
-رسالة في ظاهريات الفلك .
-رسالة في علل أحداث الجو .
-رسالة في علل الأوضاع النجومية .
وحتى يومنا هذا يتم الاعتماد على مؤلفات الكندي في الكثير من جوانب علم الفلك ، فضلًا عن أنه قد ترك العديد من المؤلفات الأخرى في الطب والهندسة والرياضيات والفلسفة وغيرهم .