علم الفلك هو من أكثر العلوم المشوقة والتي يحتاج دائما الإنسان العادي إلى اكتشافها، لأنه لم يمتلك الخبرة الكبيرة التي تجعله يفهم أسباب حدوث الظواهر الفلكية، ولا يستطيع أن يميز بين هذه الظواهر بعضها البعض، فالشمس والقمر والنجوم والكواكب والمجرات والمجموعة الشمسية كلها تتبع الفضاء الخارجي، ومهما توصل علماء الفضاء إلى الكثير من المعارف والمعلومات فإنهم لن يتمكنوا من الحصول على كافة المعلومات لأن الله أعلى وأعلم منهم أجمعين، وفي المملكة هناك الكثير من الظواهر الفلكية التي تحدث في مواعيد معينة ارتبطت هذه الظاهر بالكثير من الأحداث وأهمها تعاقب فصول السنة، ومن بين هذه الظواهر هي ظاهرة تسمى ظاهرة ” العكسة” والتي تمت عصر اليوم وشاهدها الجميع، فما هي ظاهرة العكسة ؟ هذا ما سوف نورده في المقال أدناه .
ما هي ظاهرة ” العكسة” ؟
تعرف ظاهرة العكسة بأنها عبارة عن عكوس مسار الظل الصادر من المزولة الصخرية وذلك أثناء تعامد الشمس في لحظة الزوال للغروب على أعلى سمت المزولة بالمرصد الفلكي، لمدة دقيقتين، وهي طويلة الارتفاع بجبل تيوس تقابلها إشارات منقوشة على صخور مكوّنة من 7 أرقام تشمل إشارات مرزم الربيع، ومرزم القيظ في شهر الصيف، في الجبل المقابل للمَزّوَلة جنوب شرقي المرصد الفلكي، الذي يقع بمدخل قرية المجاردة بثقيف التابعة لمحافظة ميسان- جنوبي الطائف.
وقد كشف عنها الفلكي وخبير الأحوال الجوية ورصد الأهلة بالمرصد الفلكي في ثقيف جنوبي الطائف محمد بن ردة الثقفي الذي أوضح هذه الظاهرة وقال أن تتمثل في تعامد الشمس ظاهريا أثناء الزول، وأن هذه الظاهرة الفلكية تحدث كل سن سنوات في دورة فلكية حسابية، وترتبط بتحديد دخول الفصول الأربعة وتحديد أبراج مواقيت الزراعة.
وقد أوضح أسباب هذه الظاهرة وقال أنها تحدث كل ست سنوات في دورة فلكية الأرض أثناء ميلان محورها حول الشمس بالاتجاه لخط الجدي جنوب الكرة الأرضية التي تتعامد الشمس عليه يوم 22 من ديسمبر ليلة دخول فصل الشتاء فلكياً وفق التوقيت الميلادي، وأوضح أن الشمس تتعامد مرة كل سنة على المزولة بصورة مختلفة عن الظاهرة الفلكيّة ليلة تحديد الفصول الأربعة المعروف بالتوقيت الزراعي لدى المرصد الفلكي.
المرصد الفلكي
يعتبر المرصد الفلكي هو أقدم مرصد شمسي في المملكة والذي يقدر عمره بألف سنة أي منذ أن عرف علم الفلك في ثقيف ولا يزال إلى الآن يعمل بضوابطه الهندسية الفلكية منذ القدم حتى الآن والمرتبط بتأسيس مسجد معاذ بن جبل رضي الله عنه، وهو المرصد الذي يهتم بتحديد الفصول الأربعة والتوقيت الزراعي والأحوال الجوية بالطريقة البصرية والنظرية العقلية وتسجيل الملاحظات عليها .
وبما أن المرصد الفلكي يعود عمره إلى ألف عام فقد تأثر من التغيرات المناخية وغيرها، مما جعل مجموعة من المواطنين في العام الماضي بترميم الأبراج الفلكية التابعة للمرصد وعددها أربعة أبراج في مجاردة ثقيف جنوب الطائف والتي قد سقطت نتيجة لعوامل التعرية والأمطار الشديدة التي لحقت بالمنطقة .
أما عن المختصين بالحساب الزراعي بهذا المرصد فهم وهم الحسَابون الفلكيّون: عيضة بن عبيدان الثقفي؛ وحامد بن سعد الشريف؛ وعطية عبيدان الثقفي؛ وحسن بن شديد الثقفي؛ وعوض الله ردة الثقفي؛ وعطية بن عبد المعين الثقفي.