في ثقافتنا العربية نجد الكثير والكثير من الحكايات الأدبية المختلفة وأن الأدب العربي من الأداب الممتعة حيث أن الثقافة والأدب العربي من أقدم الحكايات الأدبية في العالم ويعتبر الأدب العربي متنوع ويضم الكثير والكثير من الأقسام التي تندرج تحت مظلته وتجد هناك الكثير على مر التاريخ يعشقون الأدب العربي حتى هواة الأدب الأنجليزي الشهير تجد هناك أيضا من يتابع الأدب العربي الملئ بالمغامرات والحكايات الشيقة التي تنمي روح القارئ وتبعد به عن أرض الواقع المرير للسفر الى أزمنه لم يعشها ويترك لخياله العنان في رسم القصة الأدبية التي يقرأها ولعل هناك قسم من أقسام الأدب العربي له كثير من القراء وهو أدب الرحلات فأدب الرحلات له الكثير من المتعة حيث يصور لك الكاتب صورة شبه واقعية لما صادفه في رحلته ونجد هذا من بداية بن بطوطه الى نجيب محفوظ وغيرهم الكثير بين هذين الكاتبين العظام ففي خلال الأسطر القادمة سنتعرف بصورة أكبر عن أدب الرحلات التي ستكون بطلة مقالنا اليوم .
كيفية التعرف على أدب الرحلات :
أدب الرحلات عند العرب والمسلمين يمتد الى القرن الثالث الهجري عندما تم تدوين الرحلة الأدبية ( رحلة السيرافي بحرا الى المحيط الهندي ) وهي رحلة أستكشافية ، وهناك رحلة أخرى أيضا كانت بتكليف من الخليفة العباسي الواثق لسلام الترجمان للكشف عن سد يأجوج ومأجوج وكانت تسمى الى حصون جبال القوقاز ، وغيرها الكثير من الرحلات الأدبية ولكن أميز هذه الرحلات التي غيرت فكر أدب الرحلات وهي رحلة البيروني في القرن الخامس الهجري والتي كانت تسمى ( تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرزوله ) وكان هذه الرحلة الى الهند وتم توثسق بشكل مباشر كا ما قابله أثناء الرحلة بصورة مبسطة وواضحة غيرت الفكر تمام المأخوذ عن الهند والتعرف على ثقافتهم واللغة السنسكرتية القديمة وهي لغة الهند وقتها .
ادب الرحلات كان يقتصر في بادئ الأمر على المستكشفين والجغرافين وهواة الرحلات لأماكن جديدة حيث كان يقتصر الأمر على هذا لأنهم كانوا يقموا بكتابة ما يمرون به أثناء الرحلات وما يروه لأول مره خلال سفرهم لهذه الأماكن ، وهناك نوع أخر مثل الشخصية الخيالية التي تهوى الرحلات مثل السندباد وأبو زيد الهلالي وهما أشهر الشخصيات الخيالية في الوطن العربي .
كما أن هناك الملاحم الشعرية والأدبية الكبرى التي تعد كذلك من أدب الرحلات مثل ملحمة جلجامش البابلية وملحمة أبو زيد الهلالي العربية ، وهذه الملاحم هي مزيج ما بين الأسطورة صاحب القصة الخيالية ومزجها ببعض الوقائع التاريخية .
يعد القرن السادس الهجري حتى القرن الثاني عشر هو البرز في تاريخ العرب في أدب الرحلات حيث في هذه الفترة التاريخية ستجد العديد من الكتابات الممتعة والكبيرة ولعل أبرزها على الأطلاق بن بطوطة أعظم الرحالة المسلمين والتي بدأت رحته في القرن الثامن الهجري في عام 725 ه والتي بدأت اولى رحالته من طنجا بالمغرب الى مكة المكرمة وأستمرت رحلاته 29 عام من بلد لأخرى وتم تدوين رحلته في كتاب بن بطوطه ورحلته تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار وتم تدوينها على يد كاتب أدبي يسمى محمد بن جزي الكلبي بامر من سلطان المغرب وقتها بتدوين رحلة بن بطوطة أعظم الرحالة المسلمين على مر التاريخ .
في العصر الحديث تراجع الى حد كبير أدب الرحلات ولكن تبقى بعض الرحلات التاريخية التي تم معرفتها من خلال الكتب التي تم تدوين الرحلة بها مثل رحلة البعثة العلمية التي أرسلها الحاكم محمد على بمصر الى فرنسا من أجل نقل التجربة الفرنسية وهو ما دونه رفاعة الطهطاوي في كتابه تخليص الأبريز في تلخيص باريز وأستطاع أن ينقل الحضارة الأوروبية التي بدأت وقتها في التقدم ، كما جاء بعده أحمد فارس الشدياق بكتباه المشهور الواسطة في أحوال مالطة والتي نقل فيها العديد من العادات والتقاليد في مالطة وغيرها من الكثير والكثير من أدب الرحلات في هذه الفترة .
أما في الفترات الأخيرة ومع التقدم في وسائل النقل والموصلات وأصبحت أساليب السفر مغايرة لما كان عليه قديما يكاد يكون أدب الرحلات أنعدم تماما حيث كانت الرحلات قديما تضم غرافيين وأستكشافيين وكتاب أدبيين ولكن اليوم الرحلات لا تضم ذلك لن أصبح وقت السفر قليل جدا مما لا يعطي الوقت لتسجيل ما تم عكس قديما التي كانت الرحلات تستمر لفترات طويلة .