يعبر مرض السكري إما عن حالة نقص الانسولين في الدم ، أو حالة مقاومة خلايا الجسم وأنسجته للأنسولين الذي يفرزه البنكرياس ، فيرتفع مستوى السكر في الدم ، فالبنكرياس هو المسئول عن إفراز هرمون الأنسولين الذي يساعد الجسم على إمتصاص نسبة السكر التي تدخل إليه بشكل طبيعي ، فعند حدوث خلل في أضلاع هذه العملية الهامة يرتفع مستوى السكر في الدم ، لعدم قدرة الجسم على التعامل معه بشكل طبيعي ، وتعتبر حالة إرتفاع مستوى السكر في الدم من اخطر الحالات المرضية على الإطلاق ، فإرتفاع السكر في الدم يسبب مضاعفات صحية خطيرة ، إلى جانب المتاعب الكثيرة التي يسببها للمريض المصاب به .
لذلك فالامراض التي تنتج عن الإصابة بمرض السكري كثيرة وخطيرة ، فالجسم لا يتحمل لفترة طويلة إرتفاع السكر في الدم ، فتتعرض أعضاءه المختلفة للإصابة بمشكلات تؤثر على عملها بشكل طبيعي ، وهو ما ينعكس على صحة المريض في النهاية فيتعرض للعديد من المشكلات الصحية التي تؤثر على صحته وحياته بشكل كبير .
ما هو الحماض الكيتوني السكري ؟
يعتبر الحماض الكيتوني السكري هو أحد الاعراض التي تحدث نتيجة نقص مطلق للأنسولين في الجسم ، وهو ما يحدث في مرض السكري من النمط الأول ، حيث تتوقف في هذا النمط خلايا البنكرياس عن إنتاج الأنسولين ، نتيجة تعرضها للتلف أو التدمير التام .
الفئات المعرضة للإصابة بالحماض الكيتوني السكري :
كما ذكرنا فإن مرضى السكري من النمط الأول يتعرضون للإصابة بالحماض الكيتوني السكري ، حيث يتوقف البنكرياس عن إنتاج الانسولين وإفرازه ، فينعدم وجود الانسولين في الجسم ، كما أن نسبة من مرضى السكري من النمط الثاني بعد مرور فترة طويلة على إصابتهم بالمرض يتعرضون أيضآ للإصابة بالحماض الكيتوني السكري أيضآ ، نتيجة توقف البنكرياس بعد فترة عن إفراز الأنسولين ، وتحدث هذه الحالة بعد مرور سنوات على الإصابة بالسكري .
كيف تحدث الإصابة بالحماض الكيتوني السكري ؟
عند إنعدام وجود الأنسولين في الجسم بشكل مطلق ، تحدث العديد من العمليات والتغيرات في الجسم كله ، حيث لا يدخل السكر الموجود في الدم إلى خلايا العضلات ، أو إلى الخلايا الدهنية أيضآ ، وبالتالي يتوقف الجسم عن بناء العضلات ، أو الدهون الجديدة ، وبالتالي تتدمر الخلايا العضلية والدهنية ، كما تتحرر أيضآ كميات من السكر من الكبد ومن أعضاء الجسم الأخرى لتصل إلى مجرى الدم ، وهنا يتم امتصاص الاحماض الامينية والاحماض الدهنية المحررة من العضلات والدهون في الكبد ، حيث انه في غياب الانسولين ، يحولها لاحماض تسمى اجسام كيتونية ، ومن هنا تحدث حالة الحماض الكيتوني السكري .
أعراض الإصابة بالحماض الكيتوني السكري : يشعر المريض بزيادة التبول بشكل ملحوظ ، وزائد عن الحدود الطبيعية ، وبعد ظهور هذا العرض تبدأ أعراض تتشابه مع أعراض الجفاف تظهر على المريض ، وهي الشعور بالغثيان والقيء ، وتفوح من فم المريض رائحة تشبه الأسيتون ، نتيجة تراكم الكيتونات ، كما يصاحب هذه الاعراض آلام بالبطن ، وخمول ، وفقد جزئي للوعي أيضآ .
مخاطر الإصابة بالحماض الكيتوني السكري : يتسرب الماء من اعضاء الجسم المختلفة ، ويخرج من الجسم في صورة البول ، وبالتالي يتعرض الإنسان للجفاف ، والذي يؤدي إلى الموت ، إن لم يتم إدراك هذه المشكلة وعلاجها في أقرب وقت ممكن .
علاج الحماض الكيتوني السكري : يتم العمل على علاج مجموعة الاضرار الخطيرة التي تحدث للمريض مع الإصابة بالحماض الكيتوني السكري ، حيث يتم منح المريض أدوية تعمل بسرعة على خفض مستوى السكر المرتفع في الدم ، كما يتم العمل على إعادة توازن الماء والأملاح داخل الجسم ، كما يجب على وقف الجفاف الذي حدث للمريض ، ويتم منح المريض الانسولين لخفض السكر في الدم ، فالسكر في هذه الحالة يصعب علاجه دون الانسولين ، وفي حال لم تتحسن الحالة الصحية للمريض يتم إدخال المريض للرعاية المركزة ، ويتم عمل بعض الفحوصات لبحث السبب الذي أدي للإصابة بالحماض الكيتوني السكري ، فقد يكون السبب في بعض الأحيان هو عدوى ، فيجب حتى يتم الشفاء علاج هذه العدوى .