السفاحون أنواع من تم تعذيبه بالطفولة فأفرع غله في ذبح ونحر ضحاياه ، ومنهم المجنون السادي ومنهم اللص والانتهازي ولكن وجود سفاح لم يتجاوز عمره 14 عام أمر يثير الحيرة والاستغراب وهذا ما سنتناوله في هذه القصة .

ما بين عامي 1871م -1872م، ظهرت عدة تقارير في بوسطن تقول أن العديد من الأولاد الصغار تم استدراجهم لعدد من المناطق النائية وأوضحت أن الصغار قد تعرضوا لهجوم عنيف ومع ذلك وطوال تلك الفترة لم تشتبه الشرطة بأحد وبالرغم من كونها هجمات غير قاتلة ولكنها كانت وحشية للغاية تم تهشيم وجهوا الصغار بقبضة يد أحدهم وتم جلدهم بالحزام وتم استخدام السكين مع بعض الحالات ومع أن جميع الأطفال الذين تعرضوا للهجوم أجمعوا على أن الذي هاجمهم كان طفلًا يكبرهم بأعوام قليلة ولكن الشرطة لم تقبض على أحد ولم تصدق .

وظل المعتدي طليقًا بومروي كان الابن الثاني للسيدة روز بومروي وكان له شقيق يكبره بعامين تقريبًا، وفي عام 1872م انتقل السيدة مع ابنيها لجنوب بوسطن وهناك تواصلت الهجمات على الأطفال إلى أن تم القبض عليه وهو في حالة تلبس ومثل أمام قاضي الأحداث وأصدر القاضي حكم بتحويله لإصلاحية ليمن للبنين حتى يبلغ 18 عام وأفرج عنه بعد أقل من عامين عام 1874م ورجع إلى أمه حيث افتتحت والدته متجر خياطة خاص بها وكان أخاه يعمل في بيع الصحف .

وفي شهر مارس لعام 1874م اختفت فتاة في العاشرة من عمرها وتم العثور على طفلة مشوهة لطفل أخر يبلغ 4 أعوام ولكن راقب المحققون بومروي بالرغم من عدم وجود أدلة لذلك وفي وقت لاحق تم العثور على جثة الطفلة في متجر الخياطة الخاص بوالدته وتم أخذ بورموي لرؤية الجثة وسُأل عنه ولكنه اعترف تحت الضغط والتهديد، وبدأت المحاكمات ورفض الطفل السفاح الاستعانة بمحام ومُثل أمام القضاء الأعلى عام 1874م ووجهت له تهمة القتل من الدرجة الأولى وتم إعلانه مذنبًا في 11 ديسمبر لعام 1874م مع توصية بالرحمة لذلك لصغر عمره.

 

لكن تم الحكم عليه حكم استثنائي في فبراير لعام 1875م بالإعدام شنقًا، ولكن حاكم الولاية رفض التوقيع على الحكم، وعندها لجأت السلطة القضائية لنظام التصويت بمجلس الولاية للتصديق على الحكم، لكنه فشل في الحصول على الأغلبية ورفض التوقيع  على الحكم وصوت المجلس للمرة الثانية عام 1876م وفي هذه المرة حصل على تخفيف الحكم للسجن المؤبد وعمره حينها 16 عام ، وفي السجن قال أنه تعلم عدة لغات وزاره طبيب نفس ألماني فدُهش من تحدثه باللغة الألمانية بطلاقة  وبدأ يكتب الأشعار والقصائد ودرس كتب القانون وقضى سنوات يكتب عرائض قانونية للحصول على عفو وكما أقدم على الهرب كثيرًا، وفي عام 1917م بعد 41 عام في السجن سُمح له للخروج والاختلاط ببقية السجناء ولكن لم يُطلق صراحة أبدًا .