بعث الله عز وجل هود إلى قوم عاد وذلك بعد أن بعدوا عن توحيد الله عز وجل، وقد كان ذلك الشرك هو أول ما ظهر بعد أن أن أرسل الله الطوفان على قوم نوح وأنقذ قلة من الناس مع سيدنا نوح، ولكن سرعان ما عد مجموعة منهم إلى الشرك بالله عز وجل وكان في قوم عاد وقد سكنت قبيلة عاد اليمن في ذلك الوقت.

معلومات عن قوم عاد

قبيلة عاد هي واحدة من القبائل العربية التي قد سكنت اليمن في منطقة الأحقاف على وجه التحديد وقد كانوا يتكونون من 13 قرية وقد بغوا في الأرض وسعوا بها فسادا وقد كان الأمر متوقف على قوتهم الكبيرة التي كانوا يتمتعون بها، وقد كان أقصر شخص بهم يبلغ 60 ذراع ولم يكتفوا بالتفاخر بقوتهم وبطشهم بل عبدوا من دون الله أصناما وكان من بينهم الصنم صمود حيث قد رفعوا من شأنه كثيرا فيما بينهم.

ولما وصل حالتهم إلى أعلاها أرسل الله عز وجل فيهم نبي ليدعوهم بالهداية إلى طريق الله عز وجل وهو نبي الله هود ولكن القوم قد قابلوا دعوة هود والاستهزاء والتكذيب حتى حل عليهم عذاب من الله عز وجل.

هلاك قوم عاد

فقد كانت شهرة ذلك القوم في أجسادهم القوية والعمران والمباني الكبيرة وقد ذكر الله عز وجل مبانيهم في القرآن الكريم ولكن الله عز وجل قد عاقبهم على ما فعلوا في الأرض فأرسل عليهم ريحا صرصرا أي شديدة البرودة وقد وصف الله عز وجل تلك الرياح التي أستمرت لمدة سبع ليالي وثمانية أيام في القرآن الكريم، فلم يستطيعوا التحرك من مكانهم على الإطلاق، فقد كانت الرياح هي المتحكم بهم فقد كانت تأخذ الواحد منهم لترفعه إلى السماء ومن ثم تنزل به إلى الأرض.

وينكسر رأسه ويدخل الهواء إلى الجوف ولم يتبق أحد من أهل عاد إلا وأهلكه الله عز وجل بتلك الطريقة وقد أراد الله عز وجل أن يريهم أنهم أقوى منهم ليكونوا عبرة بمن يستهزئ برسل الله عز وجل ويتفاخر بقوته.

دعوة هود لقوم عاد

اعتادت تلك القوم على عبادة الأصنام والأوثان بعد أن خلص الله عز وجل الأرض منها في طوفان نوح، وقد عمل أبناء القوم إلى الرجوع إلى الأصنام للتوسل لها من أجل قضاء حوائجهم بدلا من اللجوء إلى الله عز وجل، وقد أختار الله عز وجل أفضل ما فيهم وأحسنهم نسبا وهو نبي الله هود عليه السلام وقد دعاهم إلى التوحيد وترك ما يعبدون من دون الله عز وجل، وقد أظهر لهم سوء ما يفعلون إلا أنهم لم يعودوا إلى رشدهم وعبادة الله عز وجل.

وقد حاول نبي الله ان يواجه كل الأشياء التي يقدم عليها قومه الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالعقل وكلما أتي لهم بالحكمة قوبل بالمزيد من الكفر وعلى الرغم من قوتهم الكبيرة لم يتمكنوا من قتل نبي الله عاد حتى يتخلصوا منه، وقد رد الله عز وجل عليهم بالرياح الشديدة الباردة التي قد سلطها عليهم لمدة 7 ليالي متواصلة فلم يبق منهم أحد علي قيد الحياه وقد أصبحت قصتهم عبرة لمن بعدهم.