أنت مسلم إذن يجب أن تتعرف جيداً على السيد أحمد خان
شيء مؤسف جداً أن المسلمين يجهلون الكثير من الشخصيات الهامة جداً التي عملت أشياء أحدثت تغير كبير في العالم الإسلامي دائماً نحن نتجاهل المعرفة بهؤلاء بل نحن دائماً نتجاهل المعرفة بكل ما يخص ديننا و في نفس الوقت هناك الكثير من غير المسلمون يعملون بجدية على معرفة هؤلاء الأشخاص و دراسة أفكارهم جيداً ، لأنهم يعملون جيداً حتى لو كانوا يختلفون مع هؤلاء في الدين و الفكر لكنهم من الممكن أن يستفيدون كثيراً منهما فإذا كان للشخص قدرة على التغير من المؤكد أنه لديه ما كفي من العبقرية حتى يمكنه أن يضع بصماته و يحفر اسمه على جدران التاريخ ، و بطل قصتنا اليوم من هؤلاء الذين كانوا لديهم القدرة على التغير و التأثير و من المتحمل أنك تتفق معه و من المحتمل أيضاً أنك تختلف معه كثيراً فإذا كنت من مؤيدي تغير الخطاب الديني المتشدد و جعله أكثر سهولة و مرونة سوف تكون مؤيدي كل أراء هذا الرجل و إذا كنت من الأشخاص الذين يقفون ضد فكرة تغيير الخطاب الديني من المؤكد أنك سوف تختلف معه كثيراً في الرأي و لكن سواء كنت من هؤلاء أو هؤلاء في تلك الحالتين يجب عليك أن تتعرف عليه حيث يجب عليك أن تفهم جيداً أن المعرفة لا تقتصر فقط على الشخص الذي تؤيد أفكاره فكل شخصية وضعت بصمتها في التاريخ يجب التعرف عليها ، و بطل قصتنا اليوم هو أكبر رجال الإصلاح الإسلامي في القرن التاسع عشر الميلادي و مؤسس جامعة عليگرة الإسلامية بالهند هو السيد أحمد خان الذي عمل على إصلاح الخطاب الديني ونبذ الخلاف المذهبي والتعصب الطائفي، و الابتعاد عن التقاليد الممتزجة بالخرافات والأفكار الدخيلة على الإسلام ، و لذلك نحن اليوم من خلال هذا المقال سوف نقدم نبذة مختصرة عن حياة هذا الرجل الذي من الممكن تراه عظيم و من الممكن تراه مخطأ .
تاريخ الميلاد :ولد السيد أحمد خان في اليوم السابع عشر من شهر أكتوبر لعام (1817)
محل الميلاد : ولد السيد أحمد خان بن محمد متقي خان في مدينة دلهي ، الهند
النشأة و الحياة العائلية : ولد أحمد خان من أسرة شريفة حيث كان والده من سلاسله علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان عائلته على علاقة وثيقة بالملوك المغول الذين حكموا الشبه القارة الهندية قبل الاحتلال البريطاني ،و اهتمت أسرته بتعليمه الكتابة و القراءة و حفظ القرآن الكريم و تعلم الرياضيات منذ الصغر كما أنه أيضاً تعلم التحدث باللغة العربية و اللغة الفارسية ، و تزوج السيد أحمد خان في سن مبكرة حيث أنه عندما تزوج كان يبلغ من العمر الثمانية عشرة عاماً فقط .
العمل : كان يعيش في رخاء و نعيم مثل الأمراء و النبلاء و لكن في عام (1838) توفى والده و أصحبت الأحوال المادية في عائلة ليست مثل ما كانت لذلك كان يجب عليه أن يتوقف عن الدراسة و يعمل فعمل مع أخيه في التحرير في أحدى المجلات ، ودرس في نفس الوقت في كلية تابعة لشركة الهند الشرقية تؤهل فيها موظفيها، وتخرج و هو في عمر الواحد و العشرون ، فعمل كاتباً ثم رقي إلى منصب كاتب الإنشاء ، و لكنه كان ذكي و مجتهد لذلك أستطاع بعد ثلاثة سنوات فقط الحصول على وظيفة قاضي ثم بدأ يتنقل في عدة وظائف في السلك القضائي .
العمل بالكتابة : في عام (1847) أصدر كتابه الأول بعنوان آثار الصناديد و كان يتحدث في الكتاب عن آثار دلهي ثم بعد ذلك كتب عدة كتب و عكف على دراسة العلوم العربية والإسلامية على يد أحد علماء دلهي يسمى “نوازش علي”
موقف السيد أحمد خان في ثورة الهند الكبرى : عندما قامت ثورة الهند التي قادها المجاهدون المسلمون كان السيد أحمد خان يعمل في بجنور، لكنه لم يشارك في أعمالها ضد الإنجليز حيث أنه كان يرى ن المسلمين ليست لديهم القوة الكافية التي تمكنهم من مواجهة الإنجليز و أن لن يكون هناك فائدة منها إلا قتل الكثير ، و لذلك عارضة الكثير في هذا الرأي و على وجه أخص أنه لم يكتفي بهذا فقط أنما أيضاً عمل على تهدئة الناس وحماية المدنيين الإنجليز من بطش الثائرين ، و بالفعل فشلت الثورة و أراق المجاهدون فيها دماء غالية طلباً للحرية والشهادة و لم يستفيد المسلمون بأي شيء غير غضب المحتلون .
محاولة تغير الخطاب الديني : كان يؤمن السيد أحمد خان بشدة أن المسلمون لا يمكنهم أن يحصلوا على حقوقهم إلا عن طريق العلم لذلك أبتعد تماماً عن السياسة و كرس عمله للتربية و لتعليم وتهذيب النفوس بالأخلاق العالية وتنوير العقول بالعلوم و المعارف كما أنه دعا إلى الإصلاح الإسلامي أو الإسلام التقدمي عن طريق إعادة فهم وتفسير القرآن والسنة، واستخدام الأدوات الفقهية التقليدية مثل الاجتهاد والقياس و الإجماع وغيرها من أجل صياغة مشروع إصلاحي على ضوء المعايير العلمية العقلانية، والنظرية الاجتماعية الحديثة، و ذلك من أجل تجديد الخطاب الديني بحيث يلبي متطلبات العصر الجديد ويؤمن حركية جديدة للمجتمع الإسلامي .
تأسيس جامعة عليگرة الإسلامية : في عام (1875) أنشأ السيد أحمد خان جامعة عليكرة من أجل الارتقاء بمستوى التعليم لدى المسلمين لإيمانه بأنه السبيل إلى النهوض بهم ، و حيث أن هذه الجامعة تقوم بتدريس الآداب والعلوم والهندسة والطبّ. تضمّ كليات الطبّ، العلوم والصناعات، الهندسة والتكنولوجيا، وفيها كلية النساء ، و أصبحت أول جامعة إسلامية بالهند .
الوفاة : في اليوم السابع و العشرون من شهر مارس لعام (1898) توفي السيد أحمد خان و تم دفنه في ساحة مسجد جامعة عليكرة التي أسسها ، و في النهاية سوء اتفقت أو اختلفت معه هو ترك لنا ثروة علمية .