هي أحد القصص التي تحكي عن استشهاد أحد الصحابة وهو جليبيب الأنصاري وعندما سأل عنه رسول الله وجدوه مقتول ولكن بشرف وشجاعة فقد قتل سبعة من المشركين قبل أن يقتلوه لذلك قال الرسول صل الله عليه وسلم : هذا مني وأنا منه هذا مني وأنا منه هذا مني وأنا منه” وقد كررها الرسول ليوضح شرف الاستشهاد في سبيل الله.
رسول الله تأدبًا منهم ورغبة في نسبه، فكانوا يسألونه هل لك فيها حاجة أم لا؟، وفي أحد الأيام مر النبي على رجل من الأنصار فقال له رسول الله : زوجني ابنتك، فتهللت أسارير الرجل وقال : نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين، فقال رسول الله : إني لست أريدها لنفسي، قال فلمن يا رسول الله، قال : لجليبيب، فسكت الرجل ثم قال : أشاور أمها، فأتى أمها فقال : رسول الله يخطب ابنتك، فقالت الزوجة : نعم ونعمة عين، فقال الرجل : إنه ليس يخطبها لنفسه، إنما يخطبها لجليبيب، فاستنكرت المرأة وقالت : أجليبيب، ألا لعمر الله لا نزوجه، وجاءت الابنة ذات العقل الراجح والرأي الصائب وقالت لأباها : من خطبين إليكم ؟، فقالت أمها : جليبيب، قالت الابنة مستنكرة : أتردون على رسول الله أمره ؟ ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني (تعني رسول الله)، فانطلق أباها إلى رسول الله يخبره بموافقة ابنته على الزواج من جليبيب، فدعا لها الرسول قائلًا : “اللهم اصبب عليها الخير صبا، ولا تجعل عيشها كدا”، ويروي الرواة أنه عند وفاة جليبيب عنها كانت ذات مال ونفقة.
حديث عن فضل جليبيب وقصة استشهاده :
خصص باب في كتاب صحيح مسلم عن فضل الصحابي الجليل جليبيب وهو : باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه : حدثنا إسحاق بن عمر بن سليط حدثنا حماد بن سلمة بن ثابت عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة أن النبي صل الله عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء الله عليه فقال لأصحابه : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نعم فلانًا وفلانًا وفلانًا، ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نعم فلانًا وفلانًا وفلانًا ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : لا، قال : لكني أفقد جليبيبًا فاطلبوه، فطلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فأتى النبي صل الله عليه وسلم فوقف عليه، فقال النبي صل الله عليه وسلم :” قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه هذا مني وأنا منه هذا مني وأنا منه”، قال : فوضعه على ساعديه ليس له إلا ساعدا النبي صل الله عليه وسلم، قال فحفر له ووضع في قبره، ولم يذكر غسلًا.