يتم إنتاج السائل الذي يحيط بالجنين خلال الأسابيع الأولى (14 الأسابيع الأولى) من الحمل كما ينتقل السائل من الدم في الكيس الأمنيوسي عند نضوج الطفل خلال الثلث الثاني من الحمل، ويقال أن الطفل يقوم بابتلاع السائل الذي يحيط به ويتغوط مرة أخرى فيه. وفي معظم الوقت، سوف يقوم جسمك بتنظيم كمية من السائل الذي يحيط بالجنين. وفي بعض الأحيان، قد يكون هناك القليل جدا من السوائل (قلة السائل السلوي) أو الكثير من السائل الذي يحيط بالجنين (بولهدرمنيو).  تابعي القراءة سيدتي لمعرفة متى يجب أن تقلقي بشأن السائل الذي يحيط بجنينك سواء كان قليل أو كثير وتعرفي أيضاً على الأعراض المصاحبة والآثار الناتجة عن زيادة السائل الأمنيوسي( راجعي مقالنا عن أعراض وآثار انخفاض السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين).

نسبة السائل السلوي المحيط بالجنين
في الحمل الطبيعي، سوف ينتج جسمك السائل الذي يحيط بالجنين حتى حوالي 36 أسبوعا من الحمل. عادة سيكون لديك حوالي واحد لتر من السائل الأمنيوسي (800-1000 مل من السائل) قبل أن يبدأ يتناقص تدريجيا بعد 36 أسبوعا. أما عن وجود الكثير من السائل الذي يحيط بالجنين أثناء أي مرحلة من مراحل الحمل، فهو عادة ما يحدث في حوالي1 في المائة  فقط من كل حالات الحمل على الرغم من أن الحالات الخفيفة قد لا يتم الكشف عنها بسهولة.

كيفية معرفة ما إذا كان لدي السائل الذي يحيط بالجنين أكثر من اللازم
يقوم الطبيب المختص بمتابعة حالة الأم والجنين منذ بداية حدوث الحمل وكذلك مراقبة حجم حجم الرحم خلال فترة الحمل ، وقد يبدأ الطبيب في القلق عندما تحدث لديك أعراض مبكرة من آلام البطن أو آلام الظهر، وضيق في التنفس أو تورم في اليدين والقدمين ، وكذلك عندما ينمو الرحم في النمو بسرعة أكبر مما كان متوقعاً، وهنا فقط قد يأمر طبيبك أو ممرضة التوليد بإجراء الموجات فوق الصوتية للحصول على قياس مقدار السائل الذي يحيط بالجنين في الرحم. وبعد إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية، سوف يقيّم طبيبك مستوى مؤشر السائل الأمنيوسي خلال الأشهر الثلاثة الأولى ، وقد يقترح المزيد من إجراء فحص الموجات فوق الصوتية إذا كان مستوى السائل أعلى من 25 سم ؛ حيث يكون القياس في الحالات العادية هو 5-25 سم في الثلث الثالث من الحمل . فإذا كنت تعانين من زيادة حجم السائل الأمنيوسي حول الجنين فقد تواجهين المزيد من عسر الهضم والحموضة وتورم الساقين واليدين المبكر وعلامات التمدد المفرط، وزيادة الدوالي وكلها مؤشرات وأعراض واضحة على زيادة حجم السائل.

هل زيادة السائل الأمنيوسي حول الجنين تمثل أمراً خطيراً ؟
قد لا تسبب زيادة السائل الأمنيوسي حول الجنين أي مشاكل. ومع ذلك، فإن طبيبك سوف يتابع حالتك بعناية حتى لا يؤدى الأمر إلى أن تكونين أكثر عرضه لانفصال المشيمة مما يؤدي إلى الولادة المبكرة ، والكثير من السائل الذي يحيط بالجنين يمكن أن يؤدي أيضا إلى تمزق الأغشية قبل الأوان مما يؤدي إلى الولادة المبكرة. إذا حدث زيادة في كمية السائل الأمنيوسي حول الجنين بشكل مفرط، قد يتم تقييد نمو الطفل ويمكن أن يؤدي تشوهات في الهيكل العظمي. كما يمكن أن يؤدي أيضاً تضاعف فرص النزيف عقب الولادة مما يضر بصحة الأم.

ما هي أسباب حدوث زيادة السائل الأمنيوسي حول الجنين أكثر من اللازم؟
هناك العديد من المشاكل التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث زيادة في السائل الأمنيوسي حول الجنين وتشمل هذه المشاكل :

– الإصابة بمرض السكري لدى الأمهات : ويحدث عندما لا يتم التحكم بشكل جيد في نسبة السكر في الدم مما يؤدي إلى حدوث زيادة في السائل الأمنيوسي حول الجنين

-عند الحمل في أكثر من طفل : فإذا كنت تحملين أكثر من طفل واحد، فإن خطر وجود الكثير من السائل الذي يحيط بالجنين هو الخطر الأكثر احتمالا ؛ ففي كثير من حالات الولادات المتعددة قد يكون هناك الكثير من السائل المحيط بالأطفال ، وقد يكون قليلا جدا.

– تشوهات الجنين : إذا كان الطفل لديه عيوب خلقية معينة أو مشاكل طبية، فإن الطفل قد يتوقف عن ابتلاع السائل الذي يحيط به في حين تستمر الكليتين في إفراز البول. الشفة المشقوقة، تشوهات الرأس وعدم اكتمالها ، وتشوهات العظام هي المشاكل المشتركة التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة السائل الأمنيوسي حول الجنين.

– أسباب أخرى. ويبدو أن هناك علاقة بين المستويات العالية من التشوهات الجينية ونسبة السائل الذي يحيط بالجنين (على سبيل المثال، متلازمة داون). وأخيرا، قد يكون الكثير من السائل الذي يحيط بالجنين علامة على بعض الاضطرابات في الدم مثل حدوث فقر الدم في الطفل أو الأمراض المعدية

كيفية التعامل مع زيادة السائل الأمنيوسي حول الجنين
مرة أخرى، إذا طبيبك يشتبه زيادة السائل الأمنيوسي حول الجنين ، فإنه سوف يأمر بإجراء الموجات فوق الصوتية وربما بزل السلى ( التخلص من بعض كميات السائل). من المحتمل أن يكون لديك أيضا اختبارات مجهدة كثيرة إلى جانب الإجهاد العادي خلال الفترة المتبقية من الحمل لتحديد ما إذا كنت سوف تواجهين الولادة في وقت مبكر ومراقبة نمو طفلك.

إذا شك الطبيب بأنك مصابة بالسكري، فسوف يبدأ في إجراء الاختبارات والفحوصات تعى يتم التعامل بحذر من الآن ، مثل مراقبة تسرب بعض المياه قبل الذهاب إلى الموعد المحدد للولادة ، وقد يرغب الطبيب في احتجازك بالمستشفى قبل الولادة بعدة أيام من أجل مراقبة الطفل وتوفير الرعاية الصحية لك كاملة وذلك حتى لا تحدث أية مضاعفات أخرى أو أن يهبط الحبل السري خلال عنق الرحم وينقطع الدم المواد المغذية للجنين عنه ، ويمكن أن يشمل العلاج عدة طرق :

منها العلاج الأساسي لهذا المرض المعروف باسم (amnioreduction) ؛ وهو دواء يقوم بتصريف السائل الذي يحيط بالجنين عن طريق بزل السلى ، ولا يتم استخدام هذا العلاج سوى بعد وصف الطبيب وعندما يكون استخدامه غاية في الأهمية لأنه يمكن أن يتسبب في حدوث الولادة المبكرة.

وقد يبدأ الطبيب في استخدام الاندوميتاسين التي يمكن أن تساعد في الحد من حجم السائل الذي يحيط بالجنين. وعادة ما يوصف هذا الدواء عن طريق الفم فقط قبل 31 أسبوعا.