المشيمة هي عضو شبه أسطواني مسطح الشكل ينمو لدى الثدييات ومرتبط بجدار الرحم عند حدوث الحمل، ويتصل الجنين بالمشيمة من خلال الحبل السري، ويبقى متصلاً بها إلى لحظة الولادة حيث تنتهي وظيفة المشيمة مع خروج الجنين من الرحم، ويفصل الطبيب الجنين عن المشيمة من خلال قطع الحبل السري، ثمّ سحب المشيمة خارج الرحم والتخلص منها.

ما هي المشيمة ؟

المشيمة هي شريان الحياة بين الأم وطفلها ، وتوصل إمدادات الدم إلى الجنين خلال مراحل الحمل ، من خلالها يستطيع للطفل تناول الطعام والتنفس ، ولذلك فإن تناول المواد مثل الكحول والكافيين يمكن أن يؤثر على طفلك بشكل كبير ، ولنمو الطفل فإنه يحتاج  إلى العناصر الغذائية مثل الماء والأكسجين والأجسام المضادة ضد الأمراض وطريقة للتخلص من النفايات غير الضرورية مثل ثاني أكسيد الكربون.

والمشيمة توفر كل هذه الأشياء ، بينما يتدفق الدم عبر الرحم تنقل المشيمة العناصر الغذائية وجزيئات المناعة وجزيئات الأكسجين عبر الكيس الأمنيوسي وعبر الحبل السري الذي يربط المشيمة بالجنين إلى الأوعية الدموية لطفلك ، وبالمثل ، عندما يقوم طفلك بتكوين ثاني أكسيد الكربون أو أشياء أخرى لا يحتاجها ، تقوم المشيمة بإعادتها إلى دم الأم ثانية .

وتعمل المشيمة أيضًا كحاجز – من الضروري ألا تؤدي الجراثيم الموجودة في جسمك إلى إصابة طفلك بالمرض وأيضًا أن جسمك لا يرفض طفلك كجسم غريب ، ولذلك في الوقت الذي تسمح فيه المشيمة لخلايا الدم والمغذيات بالمرور فهي تبقي معظم البكتيريا والفيروسات خارج الرحم وتمنع أيضًا العديد منها من المرور إلى خلايا طفلك .

وفي السنوات الأخيرة ، اكتشف الأطباء والعلماء أن المشيمة لدى الأم لديها وظائف أكثر مما كانت معروفة في الماضي ، فتنتج المشيمة هرمونات وجزيئات مثل اللاكتوجين المشيمي البشري (HPL) ، والأوكسيتوسين ، والبروجستيرون والإستروجين ، وهي ضرورية لكلا من الأم وطفلها أثناء الحمل .

وتشجع بعض هذه الجزيئات الأوعية الدموية الجديدة على التكوّن وتحمل الأكسجين إلى الجنين ، ويساعد بعضها جسم الأم على الاستعداد لتكوين الحليب ويعزز من عملية الأيض للمساعدة في توفير الطاقة لكل من الأم وطفلها .

كيفية تكون المشيمة؟

بعد إطلاق البويضة لتخصيبها تبدأ المشيمة  في إنتاج هرمون البروجسترون ، وتوفر التغذية والدعم للجنين طوال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الحمل وبعد سبعة أو ثمانية أيام من تلقيح الحيوانات المنوية للبويضة في الأسبوع الرابع من الحمل ، تتكون النطفة في الرحم تختبئ في عمق جدار الرحم ، وتبدأ المشيمة بالعمل بشكل جيد وفعال في الأسبوع التاسع من عمر الحمل يكون دورها الفعال في تثبيت الحمل وصحة الجنين .

إذا كانت الأم حامل في توأمان فسيكون لكل طفل مشيمة خاصة به في حالة التوائم المتماثلة ، وما إذا كان لديك مشيمة أو اثنتين فهذا يعتمد على انقسام البويضة المخصبة ، وإذا كانت المشيمة قد تشكلت بالفعل عندما انقسم البويضة إلى جزأين ، ستحافظ المشيمة على كلتا التوأمين، وسيكون لكل منهما حبل سري يربطهما بـ المشيمة المشتركة. وإذا حدث الانقسام في وقت سابق ، فقد يكون لدى الأم اثنين من المشيمة واحدة لكل طفل .

وخلال الشهرين الأولين من عمر الحمل تتطور المشيمة. وتتحول الشعيرات الدموية الصغيرة إلى أوعية أكبر ، مما يوفر لطفل  مزيدًا من الأكسجين والمواد المغذية. وبحلول الأسبوع الثاني عشر من الحمل تحتوي المشيمة على كل العناصر التي تحتاجها للحفاظ على طفل لبقية الحمل ، وسيستمر في النمو مع نمو الطفل  وعندما يصل عمر الحمل إلى 40 أسبوعًا سوف تزن المشيمة في المتوسط حوالي رطل .

مراقبة المشيمة والأمراض المحتملة

للحفاظ على الأداء الكامل والنمو المناسب لها ، تتطلب المشيمة نفس نمط الحياة الصحي الذي يتمتع به طفلك – مما يعني الامتناع عن التدخين والكافيين وتناول الغذاء الصحي المتوازن ومن العوامل المؤثرة في صحة المشيمة عمر الأم وضغط الدم ومضاعفات الحمل مثلا معاناة الحامل من النزيف المهبلي أو ألم شديد في البطن والظهر وتقلصات الرحم ولذلك إذا حدثت تلك الظروف المرضية لابد من التحدث مع الطبيب مباشرة .

وسوف يقوم الطبيب بعمل السونار للكشف عن أي شيء غير طبيعي في المشيمة قد يلاحظ وجود مشيمة أمامية أو مشيمة خلفية أو مشيمة كبيرة أو انفكاك مشيمي أو تراكم مشيمة وتعني تلك الحالات أن الطبيب سوف يراقب الحمل ، ومع ذلك تستمر المشيمة في عملها ، واكتشف العلماء أيضًا أنه نظرًا لأن المشيمة تشترك في الجينات مع الطفل والأم  فشكلها أو خصائصها الجزيئية قد تظهر العلامات المبكرة التي تدل على حالات أخرى مثل تسمم الحمل والولادة المبكرة والأمراض الوراثية وحتى مرض التوحد. وبعد الولادة لن يكون للمشيمة أي دور .