قد تحتاج بعض النساء الحوامل أن تقوم بإجراء بزل السلى أثناء الحمل لاستبعاد العيوب الخلقية الوراثية أو الجينية الموروثة. هذا الاختبار عادة ما يتم بعد فحص الدم والذي يأتي بنتائج شاذة وغير طبيعية والتي قد تعود إلى إمكانية وجود خلل جيني ، ويجب أن تعلمين سيدتي بأن هذا الاختبار لا يصاحبه أي مخاطر على الأم ، ولكن معظم الأمهات قد تحتاج إلى الراحة لبضعة أيام، وغالبا لا يكون لها أي مضاعفات.
ما هو بزل السلى؟
اختبار بزل السلى ينطوي على قيام الطبيب بإزالة بعض من السائل الذي يحيط بجنينك من الكيس المحيط به داخل الرحم ؛ ذلك أن هذا السائل الذي يحيط بالجنين يتكون في جزء منه من خلايا من طفلك ، وهذه الخلايا يمكن استخدامها للحصول على تفاصيل طفلك الوراثية. وبعد أن يقوم الطبيب بإزالة السائل بإبرة يتم وضعها في قارورة وإرسالها إلى المختبر للبحث عن الخلايا غيرالطبيعية ، ويتمثل الشيء الجيد حول اختبار بزل السلى هو أنه يمكنك من الحصول على التشخيص والتعرف على وجه اليقين إذا ما كان طفلك سوف يواجه أو يعاني من خلل جيني أم لا ، ويمكن لاختبار بزل السلى أيضا أن يقول لك إذا كان طفلك صبي أو فتاة. وعادة ما يقوم الأطباء باختبار بزل السلي بعد الأسبوع ال15 من الحمل ؛ ذلك أن قبل الأسبوع ال15 لا يكون هناك ما يكفي من السائل الذي يحيط بالجنين لأداء الاختبار، وهناك أيضا مخاطر من التسبب في تشوهات المواليد من هذا الإجراء ، أيضاً إذا لم يكن هناك ما يكفي من السوائل ، فالبتالي لا يوجد ما يكفي من خلايا طفلك للحصول على تشخيص دقيق.
ولا يتم بزل السلى عادة في الربع الثالث أو الأخير من الحمل، ولكن يمكن أن يتم الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية في وقت متأخر من الحمل لمعرفة ما إذا كان الجنين يعاني من أي شذوذ. كما يمكنك أيضا القيام ببزل السلى في وقت لاحق في فترة الحمل لتصريف السائل الذي يحيط بالجنين إذا كان لديك أكثر من المعتاد.(راجعي مقالنا حول عن ارتفاع كمية السائل الأمنيوسي حول الجنين) هذا الشرط هو معروف أيضا باسم ارتفاع السائل الأمنيوسي حول الجنين.
لماذا يجب أن تُجري الأم اختبار بزل السلى؟
في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يتم إجراء العديد من اختبارات الدم للتأكد من وجود علامات معينة تدل على شذوذ الكروموسومات من عدم وجودها . ويتبع ذلك عادة مع الأشعة فوق الصوتية وإذا كان هناك علامات دالة على وجود هذا الشذوذ بالكروموسومات يتم التشخيص إيجابياً ثم يقوم الطبيب بإجراء اختبار بزل السلي. وتشمل هذه العيوب متلازمة داون وغيرها من أنواع التثلث الصبغي.
وينطوي اختبار بزل السلى على بعض المخاطر على الحمل، لذلك لا يتم القيام به إلا إذا أثبتت الفحوصات وجود خلل وراثي ما لدى الجنين ، ولذلك لا يتم إجراء هذا الاختبار سوى في الحالات التالية :
– يعاني بعض الأطفال في الأسرة من تشوهات خلقية
– الأم في سن متقدمة من العمر أكثر من 35 سنة
– ظهور بعض التشوهات عبر فحص الموجات فوق الصوتية
– ظهور شذوذ في فحص الدم
ويجب أن تعلمي سيدتي بأن اختبار بزل السلى لا يمكنه الكشف عن كل العيوب الخلقية، ولكن يمكنه الكشف بدقة مثيرة للدهشة عن كل من :
– التليف الكيسي
– متلازمة داون
– فقر الدم المنجلي
– ضمور العضلات
– مرض تاي ساكس
-الشفة المشقوقة
– انعدام الدماغ
– نمو الرئة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل إذا كان طفلك قد يكون سابقا لأوانه.
– التهابات السائل الذي يحيط بالجنين
وقد لا يكشف عما يلي: عيوب القلب، الشفة المشقوقة والحنك المشقوق أو القدم غير المكتملة ولكن فحص الموجات فوق الصوتية قد يلتقطها، بينما أخذ عينات من السائل لن يكشف عنها وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاختبار أكثر دقة من الموجات فوق الصوتية في معرفة نتيجة جنس الجنين .
كيفية إجراء اختبار بزل السلي
وعادة ما يتم هذا الإجراء في غرفة لمركز الولادة بحيث تكون قادرة على التعامل مع أي مضاعفات قد تنشأ أثناء العمل ،وفي الواقع يتم إجراؤه بشكل سريع وسهل جداً ، وهنا نضع خطوات إجراؤه بين يديكي ، تابعي القراءة
الخطوات ووصفها
– إرتداء ثوب العمليات : سيتم نقلك إلى غرفة العمليات ويطلب منك الطبيب ارتداء ثوب العمليات ثم الاستلقاء على ظهرك .
– المخدر الموضعي : سوف يقوم الطبيب بإعطائك مخدراً موضعياً على المنطقة المراد العمل عليا قبل البدء و هذا الإجراء هو عادة غير مؤلم جدا بالنسبة لمعظم النساء.
– فحص الموجات فوق الصوتية : سوف يضع الطبيب بعض الهلام المستخدم في فحص الموجات الصوتية ، وعندما يحدد حجم جيد من السائل الذي يحيط بالجنين ،سوف يمكنه أن يسحب بأمان من دون إيذاء الطفل أو المشيمة.
– إدخال الإبرة : عندما يجد الطبيب بقعة أو مساحة جيدة ، سوف يقوم بإدخال إبرة رفيعة من خلال جدار البطن في الكيس الأمنيوسي. سيقوم الطبيب بأخذ عينة صغيرة من السائل الذي يحتوي على خلايا طفلك والتركيب الجيني، ثم يرسلها إلى المختبر حتى يكون قادراً على تحديد ما إذا كان هناك أي مشاكل وراثية مع طفلك.
بعد العملية :
سوف تتحقق الممرضة من نبضات قلب طفلك والتأكد من استقرار حالتك الصحية قبل السماح لك بمغادرة المستشفى والعودة إلى منزلك ، وقد يطلب منك الطبيب الراحة لبضعة أيام دون بذل أي مجهود عقب إجراء العملية .
ما هي المخاطر المرتبطة مع عملية بزل السلى؟
هناك بعض المخاطر المرتبطة مع عملية بزل السلى ، ولكن يجب أن تعلمي بأن الطبيب لن يلجأ إلى تلك الخطوة إلا إذا كان طفلك يعاني من إعاقة حادة تفوق المخاطر ، وبهذه الطريقة يمكنك البدء في التخطيط لاستقبال طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وسوف نرصد لك هنا قائمة من أهم المخاطر المحتملة :
المخاطر المتوقعة ووصفها
– الإجهاض
إجراء بزل السلى في الثلث الثاني من الحمل يزيد من مخاطر الإجهاض قليلا جدا. ذبك أن متوسط مخاطر الإجهاض كل 1 في 300 أو 1 في 500 عند إجرائه في الثلث الثاني من الحمل ، وإذا تم البزل قبل أسبوعك الأول من الثلث الثاني من الحمل، فإن الخطر يكون أعلى قليلاً.
– الإصابة من الإبرة
من الممكن أن يتحرك طفلك ويقف في طريق الإبرة، ولكن لا توجد عادة أي إصابات تهدد حياته.
– تسرب السائل الذي يحيط بالجنين
سوف يتم إلاق ثقب الإبرة فوراً بعد العملية، ولكن هناك فرصة نادرة قد تواجه بعض النساء مثل تسرب السائل من المهبل وإذا استمر هذا الوضع دون علاج قد يواجه طفلك بعض المشاكل.
– عدم توافق ال RH بين الأم والجنين
إذا كان الRH لخلايا دمك عكس الRH لخلايا دم الطفل ، فقد يهاجم جسمك خلايا الطفل وقد تقضي على حياته ، لذلك يجب أن تأخذين حقنة مضادة لاختلاف الRH ومنع تكررا مهاجمة جسمك للطفل.
– حدوث عدوى
في حين أن هذا الخطر هو أمر نادر جدا، إلا أنه من الممكن الحصول على وجود عدوى في الرحم بعد بزل السلى.
– انتقال بعض الالتهابات لطفلك
الأم التي تعاني من التهاب الكبد الوبائي، فيروس نقص المناعة البشرية أو داء المقوسات قد تمر هذه العدوى إلى طفلها أثناء وبعد بزل السلى. وإذا أرادت الأم إجراء هذه العملية يجب أن تكون على علم بكل هذه المخاطر حتى يمكنها اتخاذ القرار ، فإذا كان من المتوقع أن تنجب الأم طفلاً يعاني من خلل جيني، يمكن لبزل السلى هنا أن يساعد الطبيب في السيطرة على الحمل ومساعدتك على التخطيط لما بعد الولادة. لذلك يجب أن تسألي طبيبك عن هذه العملية بشكل كامل ومساعدتك على فهم الحالة بدقة .
نتائج العملية
نتائج بزل السلى قد تستغرق قليلا من الوقت حتى تعودين إلى الطبيب مرة أخرى. فبعد سحب السائل، يتم إرسال العينة إلى المختبر الذي يتعامل مع الاختبارات الجينية من أجل تحقيق النتائج. وإذا طلب طبيبك فقط اختبار رد فعل الكروموسوم PCR المعتاد سوف تعود النتائج في حوالي 3 أيام اعتمادا على المختبر. حيث يمكن لاختبار PCR أن يخبر طبيبك عما إذا كان طفلك يعاني من متلازمة داون إذا كان هناك عدد غير طبيعي من أزواج الكروموسومات.