يمكن استخدام الأشعة النووية في الخير والشر، فالتطور سلاح ذو حدين، حيث يمكنك أن تستخدم الاشعة النووية في علاج الكثير من الأمراض كمرض السرطان، ويمكنك أيضا استخدامه في صنع القنابل في الحروب، وقتل ملايين الأفراد .

الأشعة النووية
الأشعة النووية عبارة عن ظاهرة فيزيائية، يحدث فيها أن النواة تفقد بعض جسيماتها، فتتحول الذرة في هذا العنصر إلى عنصر آخر، وهي تحدث في الذرات غير المستقرة، وأول من أجرى هذه التجربة هو العالم إنريكو فيرميه، والذي أجرى بعض التجارب عام 1934 م، فقام بقذف النوى بالنيوترونات، ووصل إلى العنصر الأخير في الجدول الذري وهو اليورانيوم، وكان تخمينه أنه حينما يقذف العنصر بالنيوترونات سيؤدي ذلك لوجود نواة غير مستقرة، والتي ستقوم بإطلاق جسيمات بيتا التي ستزيد العدد الذري من 92 إلى 93 .

وبالتالي ستنتج عنصر جديد يوضع في الجدول الذري، ولكن تخمينه لم يكن في محله، ولم يحصل إلا على نتائج لم يستطع أن يفسرها، وفي عام 1938 م قام العالم الألماني إيدا نوداك بتفسير نتائج الظاهرة التي حدثت مع إنريكو فيرميه، وأوضح أن نواة اليورانيوم التي تم قذفها بالنيوترونات قد انشطرت إلى نواتين، وقد ثبت صحة هذه النظرية، وبذك أصبح الانشطار النووي هو قذف نواة ثقيلة بالنيوترونات، لينتج عنها نواتين متوسطي الكتلة، ينتج منهم كميات كبيرة من الطاقة نتيجة هذا التفاعل النووي .

أنواع الإشعاع النووي
1- أشعة ألفا
هي عبارة عن نواة هيليوم، تتكون من بروتونين ونيوترونين، وتتكون جسيمات ألفا بكميات كبيرة في كلا من الشمس والنجوم، وهذا التفاعل هو ما يعطي الشمس تلك الطاقة الهائلة التي تجعلنا على قيد الحياة حتى الآن .

2- أشعة غاما
أشعة غاما أو الأشعة الكونية، هي أشعة كهرومغناطيسية تم اكتشافها عام 1900 م، وهي تنتج من العناصر المشعة مثل اليورانيوم، والتي غالبا ما تحدث في الفضاء، وقد اكتشفها العالم الفرنسي فيلارد، وهي تنتشر في الفضاء وفي الهواء بسرعة كبيرة تعادل سرعة الضوء، وتستطيع النفاذ من الأشعة الفوق بنفسجية، وهي ضارة جدا وخطيرة على الخلايا الحية، ولولا الغلاف الجوي الذي يشتت مثل هذا النوع من الأشعة، لأصبح كوكب الأرض بلا أي كائنات حية .

3- أشعة بيتا
أشعة بيتا عيارة عن جسيمات ذات طاقة عالية، وتنقسم إلى إلكترونات سالبة وهو جسيم يحمل شحنة سالبة، كروي الشكل، والبوزيترون الموجب، ويتكون عندما تكون نسبة النيوترونات إلى البروتونات أقل من النسبة التي تحقق الاستقرار، وبذلك يتحول البروتون إلى نيوترون فينشأ بوزيترون يحمل شحنة موجبة .

الآثار الجانبية المدمرة للأشعة النووية
هناك الكثير من الآثار الجانبية التي تسببها الأشعة النووية، والتي تختلف بحسب الكمية التي دخلت إلى الجسم، ولا تظهر الآثار الجانبية في اللحظة والتو، وإنما تظهر بعد انقضاء فترة تسمى فترة الكمون، والتي من الممكن أن تستمر لسنوات حتى تظهر، وقد أكد ما حدث خلال الحروب تلك الآثار المدمرة عند انفجار قنبلة هيروشيما الشهيرة، وكذلك ناكازاكي، وأيضا بعد التجارب التي أجريت على بعض الحيوانات، وتلك الآثار نلخصها فيما يلي :

1- إن أكثر الأمراض التي يسببها الإشعاع النووي هي السرطان، ورغم أن العلاج الإشعاعي هو من يفكك الكتلة السرطانية، إلا أنه يستخدم بمقدار معين وطريقة معينة، وإلا تسبب في حدوث أنواع مختلفة من السرطانات .

2- يتسبب الإشعاع النووي بحسب ما بينته التجارب الحديثة في الإصابة بالعقم، لأنه يضر الأعضاء التناسلية ويصيبها بأضرار مدمرة تمنع الإنجاب، وكذلك هو شديد الخطورة على المرأة الحامل التي لا يستمر حملها أبدا إذا ما تعرضت للأشعة النووية .

3- قد تتسبب كمية كافية من الإشعاع النووي بإصابة الإنسان بالعمى، حيث أن عدسة العين رقيقة للغاية، وتلك الأشعة تعمل على تلفها وتدميرها .

4- إن الاستمرار في التعرض للأشعة النووية بكميات كبيرة لفترات طويلة يؤدي إلى انهيار الجسم بحيث لا يستطيع أن يقاوم أي مرض فتنهار الأجسام المناعية ويؤدي ذلك إلى الوفاة .

طرق الوقاية من أضرار الأشعة النووية
1- ضرورة تخزين المواد المشعة في خزانات محكمة الغلق حتى لا تنفذ منها الأشعة وتتسبب بالضرر للعاملين عليها .

2- الحذر في التعامل مع المواد السائلة، أو حين يوجد مصدر إشعاع مثل الأجهزة التي تنتج الأشعة السينية .

3- ضرورة مراقبة محطات الطاقة النووية عن بعد، وذلك ببناء منشآت متخصصة في مراقبة هذه المحطات من بعيد دون الحاجة إلى الاقتراب منها .

4- بناء منافذ للهرب تحت الأرض للحماية إذا ما تسرب إشعاع نووي مفاجئ .

5- ضرورة بناء هذه المصانع التي تنتج الأشعة النووية، أو حتى المنشآت التي تراقبها في أماكن بعيدة جدا عن المناطق المأهولة بالسكان .