يعتبر غالبية المؤرخين أن معركة اليرموك، التي وقعت عام 15 هـ، بين المسلمين والروم، من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وبداية تقدم الإسلام السريع في بلاد الشام، دارت المعركة في منطقة اليرموك وهو واد فسيح تحيط به من الجهات الثلاث جبال مرتفعة شاهقة الارتفاع، ويقع في الجهة اليسرى، وقد اختار الروم هذا الوادي ليتناسب مع حجم جيشهم الضخم، وعبر المسلمون النهر إلى الجهة اليمنى، وعسكروا في واد يقع على الطريق المفتوح لجيش الروم.
اسباب معركة اليرموك
1 – بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم، تولي أبو بكر الصديق أمر الخلافة بعد رسول الله، ومنذ بداية عهده واجه حرب الردة التي خاضها وانتصر فيها، وبعد أن نجح الخليفة الأول فب توحيد الجزيرة العربية تحت سلطته، بدأ أبو بكر الصديق في الفتوحات خارج الجزيرة العربية، فبدأ بإرسال جيش إلى العراق الحاضرة الأكثر غناء وثراء للإمبراطورية الفارسية، وقد كان خالد بن الوليد قائدا للجيش الذي ذهب إلى العراق ، وأتم فتحها، بدأت فكرة غزو الشام تلح على رأس الخليفة أبو بكر، بعد انتصارات خالد بن الوليد، سنة 634.
2- بدأ الفتح الإسلامي للشام ومقاتلة الروم بعد أن هاجموا جيش خالد بن سعيد بن العاص المُعسكر في أرض تيماء وهزيمته وفراره، بعدها قرر الخليفة تقسيم الجيش إلى أربعة جيوش مختلفة، ووجَّه كلا منها إلى منطقة مختلفة من بلاد الشام، فكانت وجهة جيش شرحبيل بن حسنة، وادي الأردن ، ووجهة جيش يزيد بن أبي سفيان دمشق، وكانت وجهة الجيش الثالث بقيادة أبو عبيدة بن الجراح إلى حمص، أما الجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص فذهب إلى فلسطين.
3- وكانت الخطة أن تلك الجيوش تعمل مستقلة عن الأخرى إلا إذا كانت هناك حاجة للاجتماع.
4- وصلت الجيوش الإسلامية الأربعة إلى بلاد الشام، فوجدت جيوشاً ضخمة جداً للروم تم حشدها لمقاتلة الجيوش الإسلامية .
5- قرر قادة الجيوش الانسحاب، واجتمعوا باليرموك ، وطلبوا من الخليفة المدد، فأمر الخليفة بتحرك خالد بن الوليد بنصف جيشه بالعراق، بالسير إليهم باليرموك.
6- خلال هذه الفترة توفيَّ أبو بكر، وتولى عمر بن الخطاب الخلافة من بعده ، وقرر تعيين عبيدة بن الجراح قائدا لجيوش الفتح ، واستبعاد وعزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيوش.
أحداث المعركة
استمر القتال في معركة اليرموك ستة أيام، كانت جيوش المسلمين يردون خلالها هجمات جيش الروم طوال خمسة أيام ، وتميز خالد بن الوليد في قيادة سرية خيالة سريعة متحركة، حيث كان يتحرك بها من مكان إلى آخر متي يكون جيش المسلمين في تراجع أمام ضغط جيش الروم، ويعود كل من الجانبين في نهاية النهار إلى معسكره.
وتجلت خلال هذه المناورات التي لم تصل إلى المواجهة المباشرة لجميع أفراد الجيشين، تجلت عبقرية خالد بن الوليد العسكرية، بداية مما كان يفعله من خلخلة لدفاعات جيش العدو من خلال سرية الخيالة التي كان يقودها، أومن خلال التخطيط والمناورة وفهم مجريات الحدث وتطورات ساحة المعركة.
وبالرغم من ذلك تكبد جيش الروم خلال الأيام الأربعة الأولى من المناوشات، خسائر كبيرة فاقت خسائر جيش المسلمين، وفي اليوم الخامس لم يحدث التحام بين أي من فرق الجيشين ، إذ أن قائد جيش الروم طلب هدنة ثلاثة أيام، ورفض خالد بن الوليد عرضه.
تحولت استراتيجية الداهية العسكري خالد بن الوليد من الدفاع إلى الهجوم، وذلك خلال اليوم السادس، وتمكن بن الوليد بعبقريته من شن هجوم خاطف على جيش الروم، ليرفع من معنويات جيش المسلمين، والذي أسهم في الانتصار.