قصص القران بها عبر كثيرة، فقد جمع الله لنا احسن القصص في كتابه الكريم حتى تعظ ونتعلم من السابقين، ومن اجمل القصص التي في القران هي قصة سيدنا موسى عليه السلام، وقد كان لسيدنا موسى النصيب الاكبر من قصص القرأن، فذكر الله جل وعلى سيدنا موسى في مواطن كثيره من القران، منذ يوم ولادته مرورا بزواجه وتنزيل الوحي، حتى الامور الداخلية التي كانت تحدث بينه وبين قومه، ومن ضمن هذه القصص قصه بقرة بنى اسرائيل .

من هم بني اسرائيل:
قد اتفق المفسرون على أن إسرائيل هو نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، واولاده هم من تم ذكرهم في سورة يوسف، وقد تم تسمية ابنائه واحفاده بالاسباط، وذكر في القرأن أنهم قد سكنوا بمصر قبل وفاه والدهم، ثم وبعد وفاته بما يقارب من 450 عام قد تم بعث سيدنا موسى عليه السلام، حتى ينقذهم من ظلم واضطهاد الفراعنة لهم، ومن هنا بدات قصة سيدنا موسى عليه السلام مع بني اسرائيل .

هجرة بني اسرائيل:
بعد ان اشتد بطش الفراعنة لبني اسرائيل، فقد هاجر قوم بني اسرائيل على يد فتى موسى ويسمى (يوشع بن نون) الي الاردن، وكان ذلك بعد حادثة التيه لمدة اربعين سنة، بعد ما بدر منهم من العناد والكفر وقد خاضوا حربا معه حتى استطاعوا دخول الأرض المقدسة .

قتيل بني اسرائيل:

قد ذكرت قصة بقرة بني اسرائيل في اطول سورة في القرأن الكريم وقد سميت السورة بأسمها (البقرة) ، يقول ابن عباس: انه كان رجلا من بني اسرائيل كثير المال، وكان رجلا كبيرا في العمر، وله ابناء أخ كانوا يتمنون موته حتى يرثوه، وفي ليلة قام أحد أبناء أخيه اليه فقتله، وتركه في مفرق الطرق ( وقيل على باب احد منهم)، فلما استيقظ الناس اختصموا فيه، ثم جاء ابن اخيه فأصبح يصرخ ، فقالوا لهم مالكم لا تأتون النبي، فجاء ابن اخيه وقال لنبي الله موسى امر عمه .

فقال له نبي الله: انشد الله رجلا عنده علم من أمر هذا القتيل، الا أعلمنا به، فلم يكن عند أحد منهم علم، ثم سألوا نبي الله ان يسأل ربه في هذه القضية ، فسأل النبي ربه عز وجل: فأمره ربه ان يأمرهم بذبح بقرة، فاخبرهم النبي بأمر الله، فقالوا له اتتخذنا هوزا (اي نسالك عن أمر القتيل وانت تقول لنا هذا) قال أعوز بالله ان أكون من الجاهلين (أي ان كل ما يقوله هو وحي من عند الله، وهذه كانت اجابة ربي عندما سألته في امركم) ، يقول ابن العباس: فلو انهم عمدوا الى اي بقرة فذبحوها لحصل المقصود منها، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم، وقد ورد فيه حديث مرفوع، وفي اسناده ضعيف، فسألوه عن صفتها، ثم عن لونها، ثم عن سنها، فأجيبوا بما عز وجوده عليهم .

بقرة بني اسرائيل:

قد أمروا بني اسرائيل بذبح بقرة عوان،(وهي الوسط)، والبكر(هي الصغيرة) .قال ابن عباس: انهم شددوا وضيقوا على انفسهم، فسألوا عن لونها (فامرهم بصفراء فاقع لونها) وهذا اللون كان نادرا، ثم شددوا وقالوا ان البقر تشابه علينا، (قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون) اي انهم كانوا يترددون في امره .

فأمرهم نبي الله موسى عن الله ان يضربوا القتيل ببعضه، ( قيل بالعظم الذي يلي الغضروف، وقيل بفخذه، وقيل بالذي بين الكتفين)، فأحياه الله تعالى، فسأله النبي من قتلك، فقال قتلني ابن اخي، ثم عاد ميتا كما كان ،(وكذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته لعلكم تعقلون) ،وهذا كان دليل لبني اسرائيل على قدرة الله عز وجل في احياء الموتى، فاذا اراد الله احياهم (وما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة) .

الأيات:

قال الله جل وعلى في كتابه الكريم {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون * وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون } (البقرة:67-73).